المحاكاة الأخيرة.. اكتمال استعدادات مواكبة "مسبار الأمل" طوال رحلته
فريق الكوادر الإماراتية الشابة يستكمل مسار سنوات من التحضيرات العلمية واللوجستية للتحكم بمهمة مسبار الأمل.
يواصل فريق محطة التحكم الأرضية بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" استعداداته النهائية لمواكبة المسبار طوال رحلته إلى الكوكب الأحمر.
وذلك من لحظة إقلاعه المقررة عند الساعة 00:43 يوم الجمعة 17 يوليو بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات، الساعة 20:43 مساء الخميس 16 يوليو بتوقيت جرينتش ، من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان في مهمة علمية تعد الأكبر من نوعها لقطاع الفضاء على مستوى الإمارات.
ويستكمل فريق الكوادر الإماراتية الشابة مسار سنوات من التحضيرات العلمية واللوجستية للتحكم بمهمة مسبار الأمل.
وينجز الفريق المكوّن من مهندسين ومختصين مؤهلين بسنوات من الخبرة في قطاع الفضاء اختبارات المحاكاة والمتابعات النهائية لضمان نجاح عمليات التحكم والمتابعة والاتصال مع مسبار الأمل.
وعقب إطلاق المسبار سيتولى فريق محطة التحكم الأرضية من مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي متابعة المسبار والاتصال به حتى وصوله إلى مدار المريخ.
وسيعمل فريق المحطة الأرضية خلال الأيام الثلاثين الأولى بنظام المناوبات على مدار الساعة لتلقي الاتصال من المسبار، ومن ثم إرسال الأوامر إليه وتلقي المعلومات التي يسجلها عقب انفصاله عن صاروخ الإطلاق وفتح منظومة الألواح الشمسية التي تزوده بالطاقة.
ويتألف الفريق من المهندس زكريا الشامسي نائب مدير المشروع مسؤول إدارة العمليات والتحكم بمسبار الأمل، والمهندس علي السويدي مسؤول التحكم الملاحي وقائد فريق تطوير النموذج الهندسي لنظام مسبار الأمل، والمهندس محمد البلوشي رئيس قسم العمليات الفضائية بالوكالة ومسؤول التحكم الملاحي بالمحطة الأرضية لمسبار الأمل.
كما يضم المهندس محمود الناصر رئيس تطوير برمجيات العمليات الفضائية، والمهندس عمر عبدالرحمن حسين مهندس أنظمة في مركز محمد بن راشد للفضاء وقائد فريقي تصميم المهمة والملاحة في الفضاء العميق لمسبار الأمل، والمهندس مبارك محمد الأحبابي أخصائي أول أنظمة وبرامج في وكالة الإمارات للفضاء ومسؤول تحكم بالأوامر في مشروع مسبار الأمل.
ذلك بالإضافة إلى المهندس حمد الحزامي مطور برمجيات العمليات بمشروع مسبار الأمل والمهندس ماجد اللوغاني، مدير عمليات المهمة، والمهندس أحمد ولي مهندس أول وحدة عمليات الأقمار الاصطناعية ومسؤول التحكم الملاحي في مشروع مسبار الأمل.
وقال زكريا الشامسي: "الاستعدادات بدأت منذ بداية المشروع مع البرمجة والعمليات وخطط العمل التي تخللتها اختبارات محاكاة عديدة اختبرت القدرات والإمكانات خلال تجارب التحكم وفق سيناريوهات مختلفة مع ابتكار حلول سريعة لمختلف المشاكل، واليوم أصبح فريق الدعم الأرضي جاهزاً لجميع مهام إرسال الأوامر واستقبال المعلومات من مسبار الأمل".
وعن المهام الرئيسية لفريق الدعم الأرضي أوضح أنها تشمل تلقي المعلومات العلمية والمعلومات التشغيلية الخاصة بالمسبار، ومن ثم عرضها على المهندسين الذين يحللون صحة مسار المسبار من خلال معلومات التشغيل وحركة المسبار وعلى العلماء من جهة ثانية الذين يحللون المعلومات العلمية التي يجمعها المسبار.
ذلك بالإضافة إلى إرسال الأوامر للمسبار واستقبال جميع المعلومات والتأكد من صحة أداء ومسار المسبار.
وأضاف الشامسي: "بعد الإطلاق سيتم استلام الإشارة الأولى من المسبار وهي مرحلة مهمة جداً لأنها تأتي بعد انفصال المسبار عن صاروخ الإطلاق، ويتم مسح منطقة وصول المسبار لالتقاط إشاراته التي ستعمل تلقائياً بمجرد فتح ألواحه وإرسال الإشارة إلى الأرض وعندها نستقبل المعلومات ونبدأ التواصل مع المسبار وهي لحظة ستكون مهمة للغاية".
وتاعب: "ومن ثم يتوالى الاتصال من وإلى المسبار على شكل أوامر مرسلة ومعلومات يتم استقبالها على مدار الساعة طوال ثلاثين يوماً".
وعن تضافر جهود كافة أعضاء فريق المحطة الأرضية على مدار الساعة، قال الشامسي: "سيتم العمل على مدار الساعة خلال الـ30 يوماً الأولى بعد إطلاق المسبار لاختبار كافة آليات الاتصال بالمسبار، وسيعمل الفريق بالتناوب على مدار 24 ساعة لمتابعة المسبار دون توقف، ولدى الإطلاق سيكون هناك مسؤول تحكم ملاحي يعمل على أوامر الإطلاق بالتناوب مع أعضاء آخرين".
وقال: "هناك فريق مهندسين مسؤول عن العمليات التحليلية لكافة مهام المسبار وبعد 30 يوما سيتاح للفريق على مدى 7 أشهر الاتصال مرتين أسبوعياً مع المسبار بواقع 6 ساعات لكل نافذة اتصال".
وأضاف: "فيما يعمل الفريق خارج أوقات الاتصال بالمسبار على تحليل التوجيه الدقيق إلى مداره الصحيح، ومن ثم إرسال الأوامر التي تحتوي الإحداثيات الصحيحة حتى وصول المسبار إلى وجهته المستهدفة في مدار المريخ".
وأكد الشامسي أن جاهزية الفريق على أعلى مستوى وتم إنجاز آخر محاكاة لعملية الإطلاق بكل نجاح، وحالياً الفريق مستعد وعلى أهبة الجهوزية لعملية الإطلاق ضمن غرفة العمليات بمركز محمد بن راشد للفضاء استعداداً لإشارة إطلاق مسبار الأمل.
وقال: "نحن متفائلون وفخورون بكوننا ضمن هذا المشروع التاريخي، وسيكون استقبال أول إرسال من المسبار فرحة كبيرة لكل فرق عمل المشروع وجميع المتابعين له على أرض الدولة وفي العالم".
من جانبه، المهندس مبارك محمد الأحبابي: "التحقت بفريق مسبار الأمل أواخر عام 2015 حيث عملت مع الزملاء في مركز محمد بن راشد للفضاء كممثل لوكالة الإمارات للفضاء، وعملت مع الفريق على العديد من التجارب العلمية وكان من الأساسيات ضمان توافق كافة عناصر المحطة الأرضية مع بعضها وقدرة مركز التحكم والسيطرة على استقبال وإرسال المعلومات والبيانات والأوامر خلال وبعد الإطلاق".
واضاف: "ستكون مهمتنا المراقبة خلال مناوبات المتابعة خلال الأيام الـ30 الأولى وإبلاغ الفريق بأية إجراءات مطلوبة".
وعن شعوره تجاه المشاركة في المشروع قال: "أعتبر نفسي من المحظوظين بعملي على أول مسبار عربي إسلامي ينطلق من دولة الإمارات، وأنا فخور بقدرتنا على الوصول إلى هذه المرحلة بعد 6 سنوات من مراكمة المعارف والخبرات التي اكتسبناها".
وأضاف أن صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع رواد الفضاء الذين صعدوا للقمر كانت بداية الإلهام وكل إنجاز نحققه اليوم هو امتداد لرؤية الشيخ زايد وطموحه.
وقال المهندس علي السويدي: "دوري كان المساهمة في بناء وتطوير البرنامج الهندسي للمشروع الذي انضممت إليه منذ 2017 وهو تتويج لتخصصي في هندسة الفضاء، وقد اكتسبنا خبرات مهمة في التحكم الأرضي وتطوير وبناء المسبار والاختبارات قبل إطلاق المهمة وآليات التحكم بالمسبار بعد الإطلاق".
أما المهندس حمد الحزامي مطور برمجيات العمليات في مشروع مسبار الأمل فقال: "انضممت أواخر 2016 للمشروع وكان دوري الرئيسي المشاركة في تطوير البرمجيات والإشراف على عمليات هندسة الحاسوب في مركز الإطلاق، بالإضافة إلى عملي كمشغل أوامر وتحكم".
وأضاف: "فخور بأن أكون جزءاً من هذه المهمة التي تنطلق من دولة الإمارات كأول مسبار عربي إسلامي إلى المريخ، وأتمنى أن يكون هذا المشروع فأل خير لنا وللوطن في المراحل القادمة".
وقال ماجد اللوغاني: "بدأت مهامي قبل الإطلاق ضمن فريق تصميم المهمة الأرضية، وتخطيط عمليات المهمة، ووضع الخطط لكل مرحلة يمر فيها المسبار".
وأضاف: "أما بعد إطلاق المسبار، فسأعمل ضمن الفريق على إدارة عمليات المسبار، والتأكد من سلامته وصحة كافة العمليات من الأرض إلى المريخ، إضافة إلى متابعة المرحلة العلمية ومتابعة التقاط الصور العلمية وإرسالها للمحطة الأرضية، مع التنسيق بين فرق التحكم والتخطيط والمهندسين".
وعلّق المهندس عمر عبدالرحمن حسينن قائلاً: "بدأ دوري بتصميم المهمة والمسارات والمناورات التي يقوم بها المسبار للوصول إلى مداره العلمي لتنفيذ مهامه، بعد الإطلاق سيكون دوري التأكد من أن المناورات صحيحة مع تصحيح أي اختلافات في تمارين المحاكاة التي عملنا عليها سابقاً".
وأضاف: "كما سأكون ضمن المناوبة الرئيسية خلال الأيام الثلاثين الأولى بعد إطلاق المسبار ضمن محطة التحكم الأرضية".
وقال المهندس محمد البلوشي: "من ضمن مهامي الأساسية بعد انطلاق مسبار الأمل إرسال أول إشارة للمسبار من المحطة الأرضية وقد كنت عضوا في فريق إنشاء وتطوير آلية العمل في مركز عمليات المحطة الأرضية، بالإضافة إلى عملي على اختبارات التكامل وتطابق مهام المسبار مع معطيات المحطة الأرضية".
وأضاف: "هذا كان إضافة نوعية من خلال برنامج نقل معرفي علمي دقيق وشامل مكننا من التعلم وتطبيق خبراتنا في ابتكار حلول لمختلف العمليات وتطوير آليات العمل وفق أفضل الممارسات العالمية".
وقال المهندس محمود الناصر: "انضممت إلى فريق مسبار الأمل عام 2016، وكنت قد التحقت قبلها بمركز محمد بن راشد للفضاء عام 2014، وقد أضافت هذه التجربة لي الكثير لأنها متميزة عن غيرها بالمعلومات الجديدة التي تقدمها، إضافة إلى التعامل مع مسافات فضائية بعيدة جداً تجعل الاتصال مع المسبار عملية دقيقة".
وأضاف: "سنعمل كفريق على التأكد من تطبيق كافة إجراءات إرسال الأوامر والتواصل مع المسبار وإعداد التقارير عن فترات التواصل مع المسبار وفق المخطط لضمان تحقيق الهدف، بعد أن استفدنا كثيراً من هذا المشروع".
aXA6IDMuMTQ3LjI4LjExMSA= جزيرة ام اند امز