العرب إلى المريخ بـ"مسبار الأمل".. المستحيل ليس إماراتيا
مسبار الأمل يعكس رؤية الإمارات الاستشرافية للمستقبل، ويأتي تتويجا لجهودها في بناء كوادر بشرية وطنية عالية الكفاءة بتكنولوجيا الفضاء
تواصل دولة الإمارات تسطير إنجازات نوعية تعانق الفضاء، وتتجه بوصلة الإنجازات صوب المريخ مع انطلاق مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
وتجسد مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" ثقافة اللامستحيل التي كرستها دولة الإمارات منذ تأسيسها وأضحت تمارسها نهجا وعملا، لتتواصل مسيرة الإنجازات في ظل رؤية ودعم قيادتها التي آمنت بقدرات وإمكانات شبابها وقدمت أشكال الدعم والرعاية كافة لهم ليقودوا اليوم دفة أحد أهم المشاريع الوطنية في تاريخ الإمارات والمنطقة العربية.
ويعكس المشروع رؤية دولة الإمارات الاستشرافية للمستقبل ويأتي تتويجا لجهودها في بناء كوادر بشرية وطنية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار وذلك باعتبار الموارد البشرية هي الثروة الحقيقية للبلاد، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الإمارات "وام".
وأعرب أعضاء فريق التحكم الأرضي لـ"مسبار الأمل"، خلال لقاء إعلامي عبر تقنية الاتصال المرئي "عن بعد"، عن فخرهم بتواجدهم ضمن فريق العمل القائم على هذا المشروع.
وأشار أعضاء الفريق إلى أن "مسبار الأمل" يترجم نهج قيادة دولة الإمارات في تمكين أبنائها ودعمهم ومنحهم الثقة من أجل المشاركة في تسطير الإنجازات لوطنهم المعطاء في شتى المجالات.
واستعرض المهندس زكريا الشامسي دور فريق التحكم الأرضي، قائلا "إنه تم تقسيمه إلى عدة فرق عمل حيث يتولى الفريق الأول مهمة التحكم في مسبار الأمل وإرسال الأوامر واستقبال المعلومات، أما الفريق الثاني هو فريق التخطيط المعني بالتخطيط للمهمة.. بينما يقوم الفريق الثالث فريق الملاحة بدراسة المدارات ومسار مسبار الأمل ويقوم فريق البرمجيات ببرمجة البرامج التي تتحكم بالقمر الصناعي".
وأشار إلى أن فترة الإطلاق تمتد إلى 30 يوما وتعمل فرق العمل على مدار 24 ساعة مقسمة على فترتين صباحية ومسائية.
وذكر المهندس علي السويدي أنه تولى ضمن الفريق مهمة بناء وتطوير النموذج الهندسي لـ"مسبار الأمل"، موضحا أن مهمته الآن ضمن الفريق ستتمثل في التحكم بالمركبة الفضائية خلال رحلتها إلى الكوكب الأحمر.
وأعرب المهندس أحمد ولي عن فخره وكافة أعضاء فريق عمل مسبار الأمل بالمشاركة في هذا المشروع الهام والرائد للدولة وللوطن العربي، مشيدا بالدعم الذي قدمتها قيادة دولة الإمارات لأفراد فريق العمل كافة.
وقال المهندس عمر عبد الرحمن حسين إنه تولى مهمة قيادة فريق جهاز الملاحة وتصميم المهمة لمسبار الإمل، مشيرا إلى أن الفريق سيتولى دور معرفة موقع القمر الصناعي خلال المهمة والتأكد من مضيه في مساره الصحيح.
وأوضح المهندس حمد الحزامي أنه تولى عدة مهام ضمن فريق منها تطوير برمجيات يستخدمها فريق العمليات لإرسال الأوامر واستقبال البيانات والتحليلات بالإضافة إلى هندسة شبكات الحاسوب في مركز العمليات الرئيسي والعمل كمشغل أوامر وتحكم خلال فترة الإطلاق.
وقال المهندس محمد البلوشي إنه تولى مهمة تطوير آلية العمل حسب المعايير العالمية وتم إجراء اختبارات منها تطابق مهمة المسبار مع المحطة الأرضية.
وأشار إلى أن فريق العمل سيقوم قبل الإطلاق بأربع ساعات بالاستعداد لأول عملية اتصال بالقمر الصناعي وستضمن هذه المرحلة تجهيز غرفة العمليات والتأكد من أن كافة الأجهزة تعمل بالشكل الصحيح.
فيما أوضح المهندس محمود الناصر أنه تولى إدارة مراحل تطوير برمجيات العمليات الفضائيات التي ترسل الأوامر لمسبار الأمل وتستقبل المعلومات وتحللها والإشراف على تأسيس البنية التحتية لمركز العمليات الذي سيتم استخدامها خلال إطلاق المسبار.
وأضاف: "سنتواجد مع فريق العمليات الفضائية الذي يشرف على إرسال أوامر المسبار واستقبالها".
وتحدث المهندس مبارك الأحبابي عن دور مسبار الأمل، مشيرا إلى أن سيقدم دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر.
وأشار إلى أن هذه الدراسة ستمنح المجتمع العلمي الدولي نظرة أعمق عن ماضي ومستقبل كوكب الأرض وكذلك إمكانات إيجاد حياة على كوكب المريخ وعلى الكواكب الأخرى.
يشار إلى أن فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" سيعمل على التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة.
وتتضمن المهام دراسة أسباب تآكل الغلاف الجوي على سطح المريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأكسيجين والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء وتقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ وتقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم بين فصول السنة.
كما سيعنى بمراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ مثل العواصف الغبارية وتغيرات درجات الحرارة فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة والكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ والبحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.