متحدث عسكري لـ"العين الإخبارية": هذا ما حققته "سهام الشرق" باليمن
بـ"انتصارات ساحقة" طوت عملية سهام الشرق مراحلها الأربع في محافظة أبين جنوبي اليمن، بعد أن أوجعت تنظيم القاعدة وفلول الحوثي.
فالعملية العسكرية التي انطلقت في 22 أغسطس/آب الماضي حققت اختراقات عسكرية "مهمة" بـ6 مديريات ساحلية وجبلية في أبين، منها: خنفر، أحور، لودر، الوضيع، مودية، المحفد.
تلك الاختراقات دفع فيها تنظيم القاعدة الإرهابي فاتورة "باهظة"، بخسارته أكثر من 24 عنصرا إرهابيا جرى التأكد من هويتهم، خلافا لخسائر مادية وأسلحة وأجهزة اتصالات ووثائق عُثر عليها في معاقله الرئيسية ومعسكراته.
سد الثغرات
وحول عملية سهام الشرق وما حققته من "انتصارات" على أرض الواقع، بمطاردة بؤر تنظيم القاعدة حتى القضاء عليها ضمن تحالف دعم الشرعية باليمن، حاورت "العين الإخبارية" المقدم محمد النقيب المتحدث العسكري باسم القوات الجنوبية، والذي كشف عن تفاصيل الوضع على الأرض.
وقال المتحدث العسكري إن "القوات الجنوبية سدت الثغرات الأمنية كافة في محافظة أبين، بما فيها السيطرة على المناطق النائية التي كانت تنطلق منها القاعدة وأنصار الشريعة"، مؤكدا أن "عملية سهام الشرق بمراحلها الأربع وصلت إلى كل أجزاء مديريات وجغرافيا محافظة أبين".
وقلل من توعد تنظيم القاعدة في بيانه الأخير بشن حرب كمائن وعبوات ناسفة ضد القوات الجنوبية، قائلا: "لو كنا نخشى ذلك لما تجاوزنا معاقله في المنصورة بعدن"، مشيرا إلى أن القوات تتحرك وفق دينامكية سريعة ومتلاحقة لم تسمح للتنظيم بالتقاط أنفاسه.
وإلى نص الحوار:
** ماذا حققت عملية سهام الشرق في أبين منذ انطلاقها؟
قبل صدور توجيهات رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي برص الصفوف في محور أبين، كانت معظم مديريات المنطقة الوسطى في المحافظة تحت سيطرة مشتركة لمليشيات إخوانية وعناصر إرهابية.
وفيما سمحت البنية التحتية للعناصر الإرهابية بالتحرك في المناطق والفراغات الأمنية أو المناطق الرئيسية طيلة سنوات سيطرة الإخوان، إلا أنه مع إعلان انطلاق عملية سهام في 22 أغسطس/آب الماضي انقلبت المعادلة.
فالقوات الجنوبية تمكنت من ملء تلك الفراغات الأمنية وسد الثغرات والسيطرة الأمنية والعسكرية على تلك المديريات كافة ومنها المناطق النائية، إضافة إلى إسقاط عدد من معسكرات ومعاقل القاعدة وأنصار الشريعة، منها معسكر "عومران"، الذي كان يعد أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
ووصلت عملية سهام الشرق بمراحلها الأربع إلى كل أجزاء مديريات وجغرافيا محافظة أبين، فيما كان لأبناء أبين الدور الكبير في نجاح هذه العملية.
ورغم "النجاحات" التي حققتها عملية سهام الشرق إلا أن القوات مستمرة في إتمام وتطهير محافظة أبين من العناصر الإرهابية، عبر إيجاد تدابير أمنية لملاحقتها، ونشر القوات في مختلف المناطق التي كانت تنطلق منها.
** هل شلت سهام الشرق قدرات القاعدة؟
نعم.. تنظيم القاعدة الإرهابي كان يتحرك بحرية مطلقة في مختلف مديريات المنطقة الوسطى في أبين، ما دفع المواطنين لمناشدة القوات الجنوبية لمواجهة الخطر، الذي سمح توفير الإخوان له مناخات آمنة للتمدد، إلى درجة السماح للعناصر الإرهابية بالمرور من حواجز التفتيش الأمنية.
لكن عملية سهام الشرق شلت حركة القاعدة، والتي باتت اليوم لا تستطيع التحرك في الخطوط الرئيسية في أبين، أو الانتشار مرة أخرى حتى في المناطق النائية.
وجاءت عملية سهام الشرق لتتكامل مع سهام الجنوب عبر جمع كافة مقاومات المعركة منها الاستخباراتية، ضد العناصر الإرهابية التي بدأت تحاكي أسلوب مليشيات الحوثي في حربها، ورغم توقعنا بإجراء تلك العناصر عمليات هنا وهناك إلا أن هذا لا يعني أنها قادرة على العودة على ما كانت عليه في السابق.
** إلى أين تراجع تنظيم القاعدة؟ وهل لا يزال قادرا على تنفيذ هجماته؟
وفقا للمعلومات الأولية فإن هذه العناصر الإرهابية تراجعت إلى المرتفعات الجبلية التي تمر منها إلى البيضاء، فأبين وبعض مناطق شبوة ومنها مأرب وإلى وادي حضرموت. لكن قواتنا ستصل إلى كل بقعة تتخذها هذه العناصر الإرهابية مأوى.
ورغم ذلك، إلا أننا لا ننكر أن تلك العناصر الإرهابية لا تزال تفتعل تفجيرا هنا أو هناك، مستخدمة استراتيجية النفاذ إلى أبين ثم العودة إلى ملاذات آمنة في البيضاء، حيث تسيطر عليها مليشيات الحوثي وترعى نشاطها في معقلها الآمن، لكنها لن تجد لها مستقرا في أبين على الإطلاق.
** القاعدة والحوثي.. كيف تخوض القوات الجنوبية الحرب ضد هاتين الجبهتين؟
من المهم الربط بين هذين التنظيمين (الحوثي والقاعدة)، وهو ربط بموجب وقائع فعلية، يظهر جليا من طبيعة الحرب التي تشنها مليشيات الحوثي وكذلك تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة على القوات الجنوبية في وقت واحد.
وتحاول مليشيات الحوثي تخفيف الضغط على العناصر الإرهابية بشنها هجمات هنا أو هناك على مواقع وجبهات القوات الجنوبية، سواء في جبهة يافع أو الضالع، في المقابل لجأ تنظيم القاعدة لإصدار بيان بعد الانهزام، في محاولة أخيرة لخلق جبهة أخرى لتخفيف الضغط على مليشيات الحوثي أو إشغال القوات المسلحة الجنوبية عن التصدي للمليشيات الحوثية.
إلا أننا نؤكد أن القوات الجنوبية أثبتت منذ عام 2015 أنها قادرة على تحقيق الانتصارات ضد الإرهاب والانقلاب، أصبحنا اليوم أكثر قدرة وكفاءة في تحقيق أهداف متوازية.
** كيف تقرأ "توعد" القاعدة بشن حرب ضد القوات الجنوبية؟
لا نلتفت إلى التهديدات.. ما يُهمنا ذلك الذي يحدث على الأرض، فلو كنا نخشى العبوات الناسفة أو نضع لها اعتبارا لما تحركنا من مديرية المنصورة في عدن، حينما سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية 2015.
ولا تسمح الدينامكية التي تتحرك بها عملية سهام الشرق وسهام الجنوب والانتصارات المتلاحقة والمتسارعة لنا بالالتفاف لهذه التصريحات، ولا حتى لتلك التي يطلقها الإعلام الإخواني المتماهي مع التنظيمات الإرهابية.
نحن لدينا مسؤولية وطنية وأخلاقية في تطهير الجنوب من العناصر الإرهابية، في إطار الشراكة الإقليمية في التحالف العربي بقيادة السعودية وكذا التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب.