فيديو وصور.. فرحة شم النسيم تقاوم الإرهاب والغلاء في مصر
شم النسيم.. مناسبة بدأ المصريون الفراعنة الاحتفاء بها قبل 5000 عام، يقيمون مراسمها بفصل الربيع.
شم النسيم.. مناسبة بدأ المصريون الفراعنة الاحتفاء بها قبل 5000 عام، وحافظ عليها أحفادهم من بعدهم، يقيمون مراسم هذا اليوم الاحتفالي بفصل الربيع في اليوم التالي لرأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد، فيخرجون للتنزه وتلوين البيض وأكل الأسماك المملحة، وأهمها "الفسيخ والرنجة"، وهي أسماك تمثل أبرز ما يميز هذا اليوم.
ورغم ما تعرضت له مصر من أحداث إرهاب متتالية تمثلت في تفجير كنيستين في أحد الشعانين الماضي، ورغم سقوط الضحايا، إلا أن المصريين حرصوا على عدم قطع عاداتهم الاحتفالية في شم النسيم، والاستعداد لأكل الفسيخ و الرنجة ليقاوموا بها أحزان الإرهاب، وغلاء الأسعار معا.
الطوابير الطويلة أمام أشهر "فسخاني" أو بائع فسيخ في العاصمة المصرية القاهرة، كانت خير دليل على أن أحدا لم توقفه أحزان عن ممارسة العادة السنوية التي حافظ عليها المصريون على مر تاريخهم.
وتعجب للإقبال الشديد من الجمهور بشرائحه المختلفة، بما فيهم محدود الدخل الذي يعتبر شراء الفسيخ والرنجة لإحياء هذه المناسبة يشبه شراء الأضحية، لتظهر مدى أهمية الحدث في الموروث المصري، فبرغم الآلام و الأحزان، حافظ أشهر بائعي الفسيخ و الرنجة بمصر على فتح محالهم، واستقبال الجمهور والبيع له، والجمهور بدوره لم يتوان عن التحضير لهذا اليوم بشراء الأسماك المملحة بأنواعها المختلفة.
ربما لا يشتري الجمهور بنفس الكميات التي يشترونها كل عام، ولكنهم يشترون القليل من كل نوع من أنواع الأسماك المملحة، وتجد في عيونهم وأصواتهم صوت واضح يؤكد أن شراء القليل أفضل من قطع العادة.
يقول شادي شاهين، إن الأسعار هذا العام سجلت زيادة ملحوظة، وفي هذا الإطار سجل الفسيخ العام الماضي من 80 جنيها إلى 20 جنيها، بينما هذا العام يبدأ من 100 جنيه إلى 170 بحسب كل منطقة، وأسماك الرنجة وصل الكيلو جرام منها هذا العام إلى 60 جنيها بينما العام الماضي كان يبدأ من 30 جنيها إلى 45 جنيها، بينما الزيادة طفيفة في أسماك السردين و الملوحة.
ويضيف، الإقبال هذا العام في المتوسط مقبول ومثل كل عام، بينما نسبة ما يشتريه الزبون هي التي قلت بشكل ملحوظ، فبات الشخص يشتري نصف الكمية التي كان يشتريها في السابق.
وعن تأثر البيع والشراء بأحداث الإرهاب التي شهدتها مصر مؤخراً، قال شاهين لبوابة العين الإخبارية، إن التأثير كان محدودا، واقتصر على يوم أحد الشعانين فقط، فقلت نسبة المقبلين على الشراء بشكل واضح آنذاك لاسيما، وأن موقعه كمحل تجاري في وسط القاهرة و تحيط بها جهات حيوية من كل جانب.
وعلى جانب الجمهور ، يقول السيد إسماعيل أحمد، في سن المعاش، إنه لا شك تأثر بغلاء الأسعار، إلى أن الأمر لم يثنيه عن الحفاظ على عادة أكل الفسيخ والرنجة في هذه المناسبة، فالأمر يشبه أضحية العيد تماما، ورغم أنه لم يشتر إلا (كيلو إلا ربع) فسيخ بـ 90 جنيها لأسرته المكونة من 5 أفراد، إلا أنه سعيد بأنه حافظ على العادة السنوية.
وتقول ميساء، ربة منزل، إنه نزلت إلى سوق الفسيخ والرنجة لتستطلع الأسعار فقط، بينما ترجح أنها أنها قررت الشراء فستكتفي بنصف الكمية التي كانت تشتريها كل عام، فلن تزيد عن نصف كيلو من كل نوع.
ويقول أحمد السيد، موظف، إنه لا ينظر لغلاء الأسعار لأن هذا اليوم لا يتكرر إلا مرة في العام، ومن أجل أن تحافظ العائلة الكبيرة على التجمع في هذا اليوم فسيشترون الفسيخ و الرنجة مهما كانت أسعاره مرتفعة.
أما السيد شفيق، على المعاش، يؤكد أنه وإن سجل الفسيخ 300 جنيه فلن يتوانى عن شرائه لإحياء مناسبة شم النسيم التي حافظ عليها في كل عام، ويشتري شفيق الرجل الذي يعول زوجتين و3 أبناء، ما يقرب من 6 كيلو فسيخ ورنجة.