إيبولا.. حاصد الأرواح في أفريقيا يهدد العالم
بعد حصده أرواح أكثر من 11 ألف شخص، يطارد إيبولا جزءا جديدا في الكونغو الديمقراطية وسط جهود دولية لمكافحته حتى لا يتحول لوباء عالمي.
في 4 أغسطس/آب عام 2014، أمرت حكومة سيراليون أكثر من 7 ملايين من مواطنيها بالاحتماء داخل منازلهم والدعاء، بعد خروج وباء إيبولا عن السيطرة، حيث كان هذا وقت الإجراءات اليائسة.
وعلم مسؤولو الحكومة أن اتخاذ إجراءات بإغلاق البلاد لن يقلل انتشار المرض، لكنهم أرادوا أن يأخذ الجميع حذره، فتوجهوا لإعداد اختبارات درجات الحرارة عند حواجز الطرق وإنشاء عنابر عزل، لوقف الموت، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، لكن المرض واصل شق طريقه حاصدًا أرواح أكثر من 11 ألفًا، والآن يطارد جزءًا جديدًا في أفريقيا.
ومنذ أوائل مايو/آيار، يكافح العلماء وعلماء الأوبئة والأطباء انتشار الفيروس في جمهورية الكونغو، وقال الدكتور بيتر سلامة، رئيس برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية: "نحن مستعدون للأسوأ".
ولأول مرة خلال 40 عامًا من مكافحة الإيبولا، لدى خبراء الصحة شيء يدعو للتفاؤل، حيث يعتقدون أن لديهم فرصة حقيقية للقضاء على الخطر المميت للإيبولا.
ويهاجم فيروس إيبولا جهاز المناعة أولًا، متسببًا في تكوين تجلطات دموية في الدم، ويهاجم جميع الأعضاء الحيوية للجسم متسببًا في نزيف داخلي كبير، وفي المراحل الأخيرة، ينزف المرضى من أعينهم.
وقبل 7 أشهر على إغلاق حكومة سيراليون للبلاد، بدأ انتشار المرض مع طفل يدعى إميل (18 شهرًا) في غينيا، لكن لاحظ العالم أخيرًا الأمر عندما تم احتجاز مرضى أمريكيين في غرف العزل بمستشفيات الولايات المتحدة.
احتمالات تحول المرض إلى وباء عالمي أثارت تحركًا عالميًا؛ فرسميًا كان هناك 28616 ألف حالة مشتبها في إصابتها بالمرض، و11310 حالات وفاة، رغم أن الأطباء يقولون إن حصيلة الوفيات ربما تكون أعلى من ذلك.
وكان هناك شكل من أشكال تطوير مصل للإيبولا منذ عقود، لكن الفيروس الذي أصاب عددا محدودا من الناس في الأجزاء البعيدة من العالم لم يقدم للدول الغنية حافزًا قويًا للاستثمار فيه.
قبل انتشار المرض، لم يكن إيبولا يمثل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لمسؤولي الصحة العامة العالمية، مثل الإنفلونزا، التي تقتل ما يصل إلى 646 ألفًا كل عام، لكن حجم انتشار المرض في عام 2014 أجبر الحكومات ومنظمة الصحة العالمية وشركات الأدوية على أخذ مسببات المرض على نحو أكثر جدية.
أما بالنسبة إلى العلاج، فإن مصل الإيبولا الأكثر مدعاة للتفاؤل تم الإسراع في إنتاجه واختباره في نهاية انتشار المرض بغرب أفريقيا، ووجد أنه فعال للغاية، حيث أظهرت دراسة أن معدل فعاليته يصل إلى 100%.
وطور علماء الحكومة الكندية المصل الذي يطلق عليه الآن " rVSV-ZEBOV" منتصف الألفينينات، ولأول مرة، يمكن للأطباء منح المرضى وعائلاتهم أملًا حقيقيًا في وجه تفشي أحد الأوبئة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز