العلاقات المصرية السودانية.. تعاون أمني واقتصادي يعزز الثقة
رئيس الوزراء السوداني يعرب عن تقديره للدعم المصري ويتطلع للاستفادة من الخبرات في الإصلاح الاقتصادي وبناء قدرات بلاده في كافة القطاعات
قال خبراء سياسيون لـ"العين الإخبارية" إن التعاون الأمني والتوسع في المشروعات التنموية المشتركة يدعمان فرص تعزيز الثقة في العلاقات المصرية-السودانية، والتي تشهد تنامياً لافتاً في الفترة الأخيرة، مع تولي قيادة جديدة إدارة المرحلة الانتقالية في السودان.
والتقى رئيس وزراء السودان الجديد عبدالله حمدوك، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، خلال زيارته القاهرة، والتي تعد أول زيارة عربية له منذ تنصيبه رئيساً للوزراء 21 أغسطس/آب الماضي.
وخلال مباحثاتهما اتفق الجانبان على سرعة تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، بينها الربط الكهربائي وخط السكك الحديدية.
وأعرب حمدوك عن "تقديره للدعم المصري ثنائياً وإقليمياً ودولياً، والتطلع للاستفادة من الخبرات المصرية في الإصلاح الاقتصادي وبناء القدرات السودانية في كافة القطاعات".
وترى الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الأفريقية، أن الزيارة تستمد أهميتها كونها في بداية تولي حمدوك للسلطة، ما يشير إلى قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، وردا على الدعم المصري للمسار السياسي في السودان وخيارات الشعب، من دون التدخل في شؤونه.
وأوضحت البشبيشي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الزيارة ناقشت ملفات التعاون المشتركة ومن بينها التعاون الأمني، ودعم استقرار الأوضاع في السودان في ظل وجود الحكومة الانتقالية الجديدة".
من جهته، اعتبر عثمان باونين رئيس حزب "مؤتمر البجا" السوداني، ورئيس تحالف الخلاص الوطني القومي، أن "العلاقات المصرية-السودانية هي علاقات شعب واحد ومصير وهدف واحد".
وأوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "أي شيء إيجابي أو سلبي يحدث في أحد الاتجاهين شمالاً أو جنوبا يؤثر بصورة مباشرة على الطرف الآخر، وهو أمر تدركه قيادة البلدين".
وأشار إلى أن "مكانة مصر إقليمياً وعالمياً ودورها الريادي في كافة المجالات، فرضا على حمدوك جعلها المحطة الأولى عربيا، وكذلك المصير المشترك والراسخ بين الشعبين".
ولفت إلى أن "هناك جهودا مبذولة من الحكومة المصرية ومن الجامعة العربية لمساعدة السودان ودعم استقراره في ظل المتغيرات المهمة التي تعصف بالمنطقة وبالعالم".
وطالب السياسي السوداني بأن ينقل رئيس الوزراء السوداني الخبرات المصرية والعربية في كل المجالات، خاصة أن مصر حريصة على وحدة واستقرار السودان، وتعتزم رعاية مؤتمر دولي لمساعدته اقتصاديا والعمل مع المجتمع الدولي على رفع العقوبات الاقتصادية وشطب اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب، وهو الأمر ذاته الذي تقوم به الإمارات والسعودية.
ملفات عديدة
في السياق ذاته، قال السفير صلاح حليمة رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية إن زيارة جمدوك إلى القاهرة ستعمل على دفع التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك ملفات عديدة في إطار العلاقات الثنائية وفي الإطار الإقليمي.
ولفت الدبلوماسي المصري إلى تسليم مصر الخرطوم ملفاً بأسماء مطلوبين أمنياً للقاهرة موجودين في السودان، خلال زيارة وزير الخارجية المصرية سامح شكري الخرطوم قبل نحو 10 أيام.
وخلال زيارته القاهرة، في مايو/أيار الماضي، تعهد الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي السوداني بتسليم كافة المطلوبين أمنيا للأمن المصري، ووقع الجانبان خلال الزيارة اتفاقية لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب.
وتوقع السفير حليمة أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة كبيرة في العلاقات الثنائية بين مصر والسودان تشمل جميع مجالات التعاون.
وتحرص مصر منذ بداية الانتفاضة في السودان على تأكيد دعمها الكامل لخيارات الشعب، واستعدادها لتقديم جميع أوجه المساندة الممكنة للسودان.
وسبق أن أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن هناك إرادة سياسية من القيادة السياسية المصرية وعلى مستوى الشعب المصري لدعم العلاقات، منوهاً بتوجيه الرئيس السيسي بـ"ألا يدخر أي جهد لاستمرار العمل المشترك مع الأشقاء في السودان لدعم العلاقات".
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز