بعد 20 عاما من الحرب.. تطبيع اقتصادي بين صربيا وكوسوفو
الرئيس الأمريكي قال إن البلدين تعهدا بالتركيز على خلق الوظائف والنمو الاقتصادي، ما يمكنهما من الوصول إلى انفراجة كبرى
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إن صربيا وكوسوفو اتفقتا على تطبيع العلاقات الاقتصادية، في تحرك يمهد لانفراجة كبرى بين البلدين بعد 20 عاما من الحرب الدامية بينهما.
وأشاد الرئيس الأمريكي بالاتفاق الذي جاء بعد أكثر من عقد على إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا في 2008.
وقال ترامب، في كلمة بالمكتب البيضاوي مع زعيمي البلدين، إن صربيا تعهدت أيضا بنقل سفارتها للقدس، وإن كوسوفو وإسرائيل اتفقتا على تطبيع العلاقات وإقامة روابط دبلوماسية.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش للصحفيين، إنه لا تزال هناك الكثير من الخلافات بين صربيا و "الإقليم المنفصل"، لكنه قال إن اتفاق اليوم يمثل خطوة هائلة للأمام.
وقال رئيس وزراء كوسوفو عبد الله هوتي إن الاتفاق يتعين أن يؤدي إلى اعتراف متبادل بين البلدين.
وقال ترامب "تعهدت كل من صربيا وكوسوفو بالتطبيع الاقتصادي... بالتركيز على خلق الوظائف والنمو الاقتصادي، يمكن للبلدين التوصل إلى انفراجة كبرى".
وجاء الإعلان بعد يومين من محادثات رفيعة المستوى بين الزعيمين ومساعدين كبار لترامب.
وقال مستشار الأمن القومي توني أوبرين الذي شارك في الاجتماعات إن الاتفاق على توسيع نطاق الروابط الاقتصادية قد يمهد الطريق لحلول سياسية في المستقبل.
ومنتصف يوليو/تموز الماضي، استأنفت صربيا وكوسوفو في بروكسل، حوارهما، وسط طريق معبد بالعقبات أمام تطبيع العلاقات، بعد أشهر من الانقطاع والأزمات المتكررة.
والتقى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو عبد الله هوتي، شخصيا، في بروكسل، في أول لقاء رسمي من نوعه منذ ربيع ٢٠١٩.
وفي ربيع 2019 أخفقت قمة بين الرئيس الصربي ونظيره الكوسوفي هاشم تاجي، في التوصل إلى أية نتيجة.
وكان تاجي يُعتبر شخصية مركزية في الحياة السياسية في كوسوفو منذ استقلالها، لكن الرجل أصبح خارج اللعبة بسبب اتهامه بارتكاب "جرائم حرب".
والنزاع الذي اندلع بين صربيا وكوسوفو قبل عقدين من الزمن، ولم يحل منذ آخر الحروب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة، يشكل خطرا على استقرار القارة العجوز.
وأسفر ذلك النزاع عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل، وانتهى بحملة قصف غربية أجبرت القوات الصربية على الانسحاب.
في المقابل، لا تعترف صربيا باستقلال إقليمها الجنوبي السابق الذي أعلن في 2008، وبقيت اتفاقات لتطبيع العلاقات في 2013 حبرا على ورق.
وتعترف دول غربية بينها 22 من البلدان الـ27 الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، بكوسوفو التي يشكل الألبان غالبية سكانها، كدولة مستقلة.
كما أن هذا الملف يشكل عقبة على طريق انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي.
كذلك لا يمكن لكوسوفو الحصول على اعتراف رسمي من الأمم المتحدة باستقلالها، دون موافقة صربيا التي تتخذ كل من روسيا والصين موقفا مؤيدا لها.