اقتصاد روسيا.. ورقة "حسم" الانتخابات الرئاسية لصالح بوتين
بعد نحو ربع قرن على تعيينه، يطرح معارضو بوتين هبوط الروبل أمام الدولار كورقة ضغط.. ولكن السؤال الآن ماذا فعل بوتين بالاقتصاد الروسي؟
مع صباح اليوم، الأحد، بدأ الروس يتوجهون إلى مراكز الاقتراع في انتخابات رئاسية ربما ستكرس انتصار فلاديمير بوتين الذي يحظى بنحو 70% من نوايا الأصوات في غياب معارضه الأبرز.
وبفوزه شبه المحسوم سيتولى بوتين ولاية رئاسية رابعة تبقيه في السلطة حتى 2024، وسيعزز موقعه كرئيس قوي لا يمكن الالتفاف عليه في بلد أعاد له مكانته على الساحة الدولية لقاء توتر مع الغرب غير مسبوق بحدته منذ حقبة الحرب الباردة.
وبعد نحو ربع قرن على تعيينه من قبل الرئيس بوريس يلتسين خلفا له، يطرح معارضوه هبوط الروبل أمام الدولار والبطالة كأحد العوامل السلبية التي حصدتها روسيا من حكم بوتين.. ولكن السؤال الآن ماذا فعل بوتين بالاقتصاد الروسي خلال فتره حكمه السابقة؟
شهد الاقتصاد الروسي انتعاشه ملحوظة خلال الفترة الماضية عقب أزمة انخفاض الأسعار العالمية للنفط، وعزت وكالة ستاندرز آند بورز التماسك الاقتصادي الروسي إلى السياسة المالية المحافظة للرئيس بوتين، والتي أتاحت لها التقليل من مخاطر تراجع ميزانيتها.
ولازالت تبعات التوترات السياسية بين موسكو ودول أوروبية على خلفية مقتل جاسوس روسي في لندن، لم تلق بظلالها سوى على العملة الروسية (الروبل)، التي تراجعت أمام الدولار.
التصنيف الائتماني مرتفع
وأتاحت السياسة الاقتصادية المحافظة لروسيا التكيف مع انخفاض أسعار السلع الأساسية وتداعيات العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي ضمن لها تصنيفا ائتمانيا مرتفعا، حيث رفعت وكالة التصنيف العالمية "ستاندرد آند بورز" تصنيف روسيا مرتبة واحدة إلى درجة "BBB- " مع توقعات مستقرة.
كما احتفظت وكالة "فيتش" العالمية في آخر تقاريرها للتصنيف الائتماني بدرجة تصنيف روسيا على مستوى "BBB-" أيضا مع توقعات إيجابية.
أما وكالة "موديز" فأكدت تصنيف روسيا الائتماني عند درجة "Ba1 " مع توقعات إيجابية، وهو تصنيف أدنى بمرتبة عن درجة الاستثمار.
وعلق وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف على تقارير ثلاثية التصنيف الكبرى في تصريحات صحفية فبراير/شباط الماضي بأنه سيزيد من اهتمام المستثمرين تجاه روسيا.
قفزة في معدلات النمو
أظهرت أحدث البيانات نمو حجم الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 2% في يناير/كانون الثاني 2018 مقارنة بنفس الشهر من عام 2017.
وكشف وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين لوكالة نوفوستي عن توقعات بتحقيق فائض في الميزانية بنسبة 1% من حجم الناتج المحلي الإجمالي، كذلك أشار إلى أن روسيا ستراكم 50 مليار دولار هذا العام في صندوقها الاحتياطي.
يشار إلى أن الأموال المتراكمة في هذا الصندوق السيادي هي غير احتياطيات روسيا الدولية، والتي بلغ حجمها بتاريخ 1 فبراير/ شباط 447 مليار دولار.
ومن ناحية أخرى، قال البنك الدولي إن تقديراته تشير إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 1.7% العام الماضي.
لأول مرة.. التضخم دون المستوى الأمريكي
أشارت وكالة نوفوستي إلى أن الاقتصاد الروسي سبق اقتصاد الولايات المتحدة، بأحد أهم المؤشرات الاقتصادية للمرة الأولى في التاريخ.
وقال وزير التنمية الاقتصادية يوم الخميس، إن معدل التضخم في روسيا بلغ مستوى أدنى منه في الولايات المتحدة، وللمرة الأولى في التاريخ، وأضاف أن أحدث البيانات تشير إلى أن معدل التضخم في روسيا انحدر حاليا مستوى 2.18%.
وبحسب الوكالة، أوضح الوزير الروسي -في كلمة بمنتدى روسيا- أن معدل التضخم في الوقت الراهن عند مستوى قياسي منخفض، ووفقا لأحدث الأرقام، فقد تراجع التضخم في روسيا إلى ما دون مستواه في الولايات المتحدة التي وصل معدله فيها الآن إلى 2.21%، قياسا بـ 2.18% في روسيا".
وتظهر البيانات الاقتصادية أن متوسط التضخم لعام 2017 بلغ مستوى قياسيا منخفضا في روسيا وثبت عند 2.5%، فيما تتوقع وزارة التنمية الاقتصادية الروسية أن يبلغ معدل التضخم في شهر مارس الجاري 0.2%- 0.3%، أي 2.2% - 2.3% على أساس سنوي.
التوترات السياسية تهبط بالعملة
كانت العملة الروسية الأكثر تضررا بالتوترات السياسية الحادثة مؤخرا بين لندن وموسكو، على الرغم من تعافيها خلال شهر فبراير/شباط الماضي، بعد أن حسنت وكالة "ستاندرد آند بورز" تصنيف روسيا الائتماني، والذي يعد أمرا إيجابيا لجذب الاستثمارات الأجنبية للبلاد.
وأشارت وكالة رويترز، إلى هبوط الروبل الروسي إلى أدنى مستوى له في شهر، يوم الجمعة، مع تضرر العملة الروسية من تصاعد التوترات بين موسكو والغرب على خلفية تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال.
وهبطت العملة الروسية 0.6% إلى 57.78 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى منذ الرابع عشر من فبراير/شباط الماضي.
ولم يتأثر الروبل كثيرا بالانتخابات الرئاسية في روسيا المقرر إجراؤها اليوم، والتي لا يواجه فيها الرئيس فلاديمير بوتين تحديا حقيقيا.
ويخشى المستثمرون مزيدا من التدهور في علاقات روسيا مع الغرب، بعد تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا في 4 مارس/آذار الجاري.
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg
جزيرة ام اند امز