إيكواس" وعسكر النيجر.. 60 دقيقة تفجر الخلافات
تحذيرات وتهديدات شابت علاقة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) بالمجلس العسكري الجديد في النيجر، بعد إطاحته بالرئيس محمد بازوم.
ففي الوقت الذي بدأت فيه "إيكواس" التحرك للتدخل عسكريًا في النيجر، كان المجلس العسكري الجديد يجابه تلك التحركات، بخطوات على الأرض، قوبلت بترحيب من الشارع في النيجر، الذي خرج بالآلاف في احتجاجات تأييدية.
إلا أن تحركات المجلس العسكري التي تمثلت في الإعلان عن فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، لم ترق لـ"إيكواس" التي وافقت مؤخراً على تفعيل "قوتها الاحتياطية" استعداداً لاحتمال التدخل عسكرياً في النيجر.
وأكد مفوّض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة عبد الفتاح موسى في تصريحات صحفية، أنّ "الفترة الانتقالية التي تستغرق ثلاث سنوات غير مقبولة"، مضيفًا: "نريد استعادة النظام الدستوري في أسرع وقت ممكن".
وكان قائد المجلس العسكري الجديد الجنرال عبد الرحمن تياني الذي تولى السلطة بعد إطاحة الجيش الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي، أعلن قبل أيام عن مرحلة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات.
وتقول وكالة "أسوشتد برس"، إن المجلس العسكري في النيجر أعلن لوفد "إيكواس" تمسكه بعدم عودة الرئيس محمد بازوم للسلطة، مشيرة إلى أن رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تياني طالب وفد إيكواس برفع العقوبات، لكنه لم يقدم المقابل.
60 دقيقة
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول قوله، إن الاجتماع بين وفد "إيكواس" والمجلس العسكري للنيجر، استمر نحو ساعتين، بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة المتفاقمة في البلاد، إلا أنه لم يسفر عن الكثير مع عدم وضوح الخطوات التالية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني بالوفد بعد رفض محاولات سابقة.
وتقول "أسوشتد برس"، إن اجتماع يوم السبت كان بمثابة محاولة دبلوماسية أخيرة من قبل الكتلة لحل الأزمة سلميا وتبع إعلان الأسبوع الماضي أن 11 من الدول الأعضاء الخمسة عشر قد وافقت على التدخل عسكريا إذا لم يتم إطلاق سراح الرئيس المنتخب ديمقراطيا بازوم من الإقامة الجبرية وإعادته إلى منصبه.
وقال قائد المجلس العسكري في النيجر إنه سيعيد الحكم المدني في غضون 3 سنوات لكنه لم يذكر تفاصيل
وأوضح المصدر المسؤول، أن تياني طالب خلال المحادثات برفع العقوبات الاقتصادية وحظر السفر الذي فرضته "إيكواس" بعد الانقلاب، قائلا إن سكان النيجر يعانون بسببها، لكنه لم يكن مستعدا لتقديم الكثير في المقابل.
ضغوط خارجية
وأضاف المسؤول أن المجلس العسكري قال إنهم يتعرضون لضغوط، مشيرًا إلى أن قادة المجلس العسكري استخدموا نبرة تصالحية واعتذروا عن عدم احترام سابق للكتلة، بينما وقفوا بتحد إلى جانب قرار تياني بإسقاط بازوم وأعلنوا بشكل قاطع عدم عودته إلى السلطة.
وقال المسؤول إن تياني أعرب أيضا عن مخاوفه من أن فرنسا التي كانت مستعمرة سابقة لها - والتي لها نحو 1500 جندي في البلاد وكانت تقدم تدريبات وتنفذ عمليات مشتركة مع جيش النيجر - كانت تخطط لهجوم.
وضخت فرنسا والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى مئات الملايين من الدولارات لدعم جيش النيجر، فيما اعتبرت الانقلاب انتكاسة كبيرة.
وقال الباحث النيجيري والمتخصص في منطقة الساحل ورئيس المركز الدولي للتفكير للدراسات حول منطقة الساحل سيدك آبا: "تريد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وبقية المجتمع الدولي إعادة الرئيس بازوم والمجلس العسكري ليس على جدول الأعمال هذا".
وأضاف: "الخطوة التالية ستكون المواجهة العسكرية.. ما لا نعرفه هو متى ستحدث هذه المواجهة وكيف ستسير وماذا ستكون العواقب".
وتقول أنيليسي برنارد، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية والمتخصصة في الشؤون الأفريقية: "ما نراه في المنطقة هو ظهور اتجاهات للحكم العسكري فقط".
اختلاف وفرقة
وقال جندي عمل مباشرة مع بازوم قبل الانقلاب، ولم يرغب في الكشف عن اسمه خوفًا على سلامته، لوكالة أسوشتد برس يوم السبت إن هناك انقسامات عميقة داخل الحرس الرئاسي - الوحدة التي أطاحت بازوم - وداخل المجلس العسكري نفسه.
وقال إنه من بين نحو ألف جندي في القاعدة بالمجمع الرئاسي، فإن الغالبية ستهرب إذا هاجمت "إيكواس"، متوقعًا الإطاحة بتياني خلال بضعة أشهر.
وقال أندرو ليبوفيتش، الباحث في معهد كلينجينديل، إن تياني لا يحظى بشعبية كبيرة في الدوائر الأمنية داخل النيجر، ويُنظر إليه على أنه وصل إلى منصبه الحالي بسبب رعاية الرئيس السابق محمدو إيسوفو، وليس من خلال صلاته وإنجازاته في ميدان المعركة.
وأضاف: "في حين أن (المجلس العسكري) قدم وجهاً عاماً موحداً، إلا أنه بمثابة شراكة بين أفرع القوات المسلحة التي تنافست على المكانة والموارد في الماضي القريب وما بعده".
aXA6IDMuMTQ3LjUxLjc1IA== جزيرة ام اند امز