انقلاب النيجر.. مظاهرات "دعم" للعسكر و"عداء" لفرنسا وإيكواس
بمظاهرات دعم بالآلاف، وشعارات تعادي فرنسا و"إيكواس".. هكذا تلقى النيجريون خطاب العسكر بشأن الفترة الانتقالية.
جاء ذلك غداة خطاب تلفزيوني، ألقاه قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني، أعلن فيه عن فترة انتقالية لن تتجاوز "ثلاث سنوات" وإطلاق حوار وطني شامل من أجل حياة دستورية جديدة.
- واشنطن تخترق حجاب النيجر.. سفيرة بدون "أوراق"
- تحذيرات لـ"إيكواس" وتأسيس لمرحلة جديدة.. عسكر النيجر يودعون فترة بازوم
خطاب العسكر
وخلال الخطاب، الذي استمر بضع دقائق، رفع تياني راية التحدي في وجه الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، غداة إعلان استعدادها لاستخدام القوة بهدف إعادة النظام الدستوري إلى النيجر.
ووجه قائد المجلس العسكري في النيجر عدة رسائل تحذيرية بشأن أي تدخل عسكري محتمل، مؤكدا أنه "رغم أن النيجر لا تريد الحرب، إلا أننا سندافع عن أنفسنا إذا حاولت إيكواس التدخل عسكريًا".
وأشار إلى أن "الهجوم على النيجر لن يكون نزهة في الحديقة"، موضحا أن "طموحه ليس مصادرة السلطة، وأنه منفتح على كل حوار".
ولفت إلى أن "العقوبات ضد بلادنا هدفها خنقها وحرمان الشعب من المواد الغذائية والطبية".
وكشف عن مدة الفترة الانتقالية مؤكدا أنها "لن تتجاوز ثلاث سنوات"، وعرض على القوى المشاركة في الحوار الوطني فترة 30 يوما لوضع مقترحاتها.
مظاهرات دعم
وفي أعقاب هذا الخطاب الذي جاء في الساعات الأولى من صباح الأحد، تظاهر آلاف النيجريين، في وسط العاصمة نيامي دعماً للمجلس العسكري الذي تولّى السلطة في انقلاب في 26 يوليو/ تمّوز الماضي.
ودأب المتظاهرون منذ الانقلاب في كلّ المظاهرات المؤيّدة للمجلس العسكري، على ترديد ورفع شعارات ولافتات معادية لفرنسا وإيكواس.
وكُتب على بعض اللافتات "تسقط فرنسا"، و"لا للعقوبات" و"أوقفوا التدخل العسكري"، فيما رفع متظاهرون آخرون أعلام "روسيا والصين".
فيما أدّى موسيقيون أغنيات تشيد بالانقلابيين، وتسلق المتظاهرون الأسوار والمباني والأعمدة تعبيرا عن تأييدهم له.
أمل الحل السياسي
وقبل خطابه، التقى تياني وفدا من إيكواس بقيادة الرئيس النيجيري الأسبق عبد السلام أبو بكر، المكلف من قبل الاتحاد على التفاوض على مخرج سلمي من الأزمة.
وعلى عكس الزيارة السابقة للوفد، بداية أغسطس/آب، تمكن المبعوثون من لقاء قائد الانقلاب وكذلك الرئيس محمد بازوم، المحتجز بالقصر الرئاسي، منذ الإطاحة به من منصبه، والذي ظهر مبتسما خلال اللقاء بحسب صور للتلفزيون النيجري.
وحول الأمل في إيجاد مخرج سلمي، قال أبو بكر: "هناك أمل بلا شكّ"، مؤكدا أن "الزيارة ساهمت في إيجاد فسحة لمواصلة المحادثات حتى حلّ هذه القضية الصعبة".
وتهدّد "إيكواس" باستخدام القوة لإعادة السلطة إلى بازوم، إذا لم تتمّ الاستجابة لمطالبها.
وكانت المنظمة أعلنت، الجمعة، بعد اجتماع لقادة جيوش دولها في أكرا، "استعدادها للتدخل العسكري".
دعوة لضبط النفس
من جانبه، دعا قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في الفاتيكان، الأحد، على إيجاد "حل سياسي في أسرع وقت ممكن في النيجر".
وقال البابا في صلاة أمام الحاضرين في ساحة القديس بطرس: "أتابع بقلق ما يحدث في النيجر، وأنضمّ إلى الأساقفة في دعوتهم إلى السلام والاستقرار في هذا البلد وفي منطقة الساحل".
والسبت، دعت الجزائر التي تتقاسم حدودا طويلة مع النيجر إلى الامتناع عن التدخل العسكري وإيجاد حل سلمي للأزمة "قبل وقوع ما لا يحمد عقباه".
وحذرت في بيان لوزارة الخارجية، من "دخول المنطقة في دوامة العنف الذي لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبه"، داعية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس والحكمة والتعقل".
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز