واشنطن تخترق حجاب النيجر.. سفيرة بدون "أوراق"
في خضم الأزمة في النيجر، أرسلت واشنطن، سفيرة جديدة إلى النيجر، لتقليص الهوة بين الولايات المتحدة، والمجلس العسكري الحاكم.
وإلى حين انقشاع الوضع الضبابي في النيجر، ستبدأ السفيرة الجديدة كاثلين فيتزغيبون العمل، عبر مباشرة مهامها في العاصمة نيامي، بهدف دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الأزمة السياسية هناك، بالتزامن مع إعلان العسكر الحاكم مدة فترة انتقالية لا تتجاوز ثلاث سنوات، في خطوة إلى الأمام، تقطع مع عهد الرئيس المحتجز محمد بازوم.
ووصلت فيتزغيبون؛ وهي دبلوماسية مخضرمة تتمتع بخبرة واسعة في شؤون غرب أفريقيا، إلى نيامي في هذا الوقت تحديدا قصد العمل على حل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر، والدعوة إلى الإفراج الفوري عن الرئيس المحتجز، وعائلته والمعتقلين بشكل غير قانوني، وفقا للخارجية الأمريكية.
وتؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أن وصول السفيرة الجديدة إلى نيامي "لا يعكس تغييرا في الموقف السياسي" لواشنطن، ولكنه "يستجيب للحاجة إلى موظفين لديهم خبرة في هذه الفترة المليئة بالتحديات" في البلاد.
كما تؤكد الوزارة في بيان أن سفيرتها بنيامي، فيتزغيبون، لن تقدم أوراق اعتمادها بشكل رسمي إلى السلطات الجديدة في البلاد، وذلك فيما يبدو خشية تقديم اعتراف مجاني بالمجلس العسكري الحاكم حالا بالنيجر.
ويقول البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها الإلكتروني: "ما زلنا ملتزمين بالعمل مع شركائنا الأفارقة، بما فيهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، لتعزيز الأمن والاستقرار والحوكمة الديمقراطية وحكم القانون في منطقة الساحل".
لكن انطلاق عمل السفيرة الأمريكية في هذا الظرف يعدّ دعما غير مباشر للسلطات العسكرية، وفتحا لباب حوار مع الغرب، في وقت تدرك فيه واشنطن أن سياسة المقعد الشاغر لن تفيد في الوضع المتأزم، وستترك ثغرة تدخل منها موسكو، الخصم اللدود للولايات المتحدة، خاصة في أفريقيا.
من هي سفيرة واشنطن في النيجر؟
رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن كاثلين فيتزغيبون لتكون سفيرة فوق العادة للولايات المتحدة في النيجر، في يوليو/تموز 2022، لكنها لم تباشر مهامها قبل أن تتغير الظروف في البلد الأفريقي.
وهي عضو قديم في السلك الدبلوماسي الأمريكي، وصلت لدرجة وزير - مستشار، وكانت إلى حين تسميتها سفيرة بالنيجر، نائبة لرئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة بأبوجا عاصمة نيجيريا.
عملت فيتزغيبون أول رئيس قسم بغرب وجنوب أفريقيا ثم مديرة مكتب تحليل أفريقيا في مكتب الاستخبارات والبحوث في وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى عملها نائبة لرئيس بعثة سفارتي الولايات المتحدة في سيراليون والغابون على التوالي.
شغلت منصب رئيسة القسم السياسي والاقتصادي في سفارة الولايات المتحدة بأوغندا. من بين مهامها الأخرى، وموظفة في سفارة الولايات المتحدة بتشاد، كما عملت في مكتب مكافحة ومراقبة الاتجار بالبشر في وزارة الخارجية، قبل انضمامها إلى السلك الدبلوماسي رسميا.
أكاديميا كانت الدبلوماسية الأمريكية ذات الخبرة الواسعة بأفريقيا، محاضرة في كلية ماري واشنطن في فريدريكسبيرغ بفرجينيا، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس من كلية هارتويك في أونيونتا بنيويورك، ودرجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا ديفيس، وتتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjM0IA== جزيرة ام اند امز