التعليم الضحية القادمة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين
649 مليار دولار إيرادات الجامعات الأمريكية في عام 2017
خبراء التعليم الأمريكيون يشعرون بالقلق من أن تدهور العلاقات مع الصين سيكون له تأثير مالي سلبي على الكليات والجامعات الأمريكية.
يشعر خبراء التعليم الأمريكيون بالقلق من أن تدهور العلاقات مع الصين سيكون له تأثير مالي سلبي على الكليات والجامعات الأمريكية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، يعد التعليم عنصرا مهما في قطاع الاستيراد الأمريكي، حيث بلغت إيرادات الجامعات الأمريكية 649 مليار دولار في عام 2017، طبقا للمركز الوطني لإحصاءات التعليم.
وخلال العشرين عاما الماضية، اجتذبت الجامعات الأمريكية البالغ عددها نحو 4000 جامعة أعدادا قياسية من الطلاب الدوليين الذين يدفعون عادة الرسوم الدراسية بالكامل ويزيدون إيرادات الجامعات، بالإضافة إلى إنفاقهم الكبير على شراء الكتب والإسكان والمصروفات المباشرة الأخرى.
ووفقا لرابطة المعلمين الدوليين ووزارة التجارة الأمريكية، كان قد ساهم الطلاب الدوليون، بقيادة الصين، بأكثر من 30 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي في العام الدراسي 2014-2015.
وتقدر NAFSA، وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ من واشنطن مقراً لها وتدعم التعليم الدولي، أن الطلاب من الخارج قد أنشأوا أو حافظوا على أكثر من 455 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، أي نحو 9 أضعاف عدد عمال مناجم الفحم الأمريكيين.
وتبلغ قيمة قطاع التعليم ما يقرب من ضعف عائدات الصادرات الزراعية الأمريكية الأعلى في عام 2017، والتي بلغت 21.6 مليار دولار من فول الصويا.
كما يقدر إجمالي قيمة الإنفاق غير المباشر للطلاب الدوليين (الغذاء والسيارات والملابس)، بضعف النقاقات المباشرة، حيث تقترب من إجمالي إيرادات المستحضرات الصيدلانية والسيارات، بنحو 51 مليار دولار و53 مليار دولار على التوالي.
وقال المتحدث باسم معهد التعليم الدولي إن "التعليم العالي هو أحد أكبر الصادرات الأمريكية"، غير أن هذا الاتجاه ربما يكون قد انتهى، مضيفا أن عام 2018 شهد انخفاضا عاما في عدد الطلاب الدوليين الملتحقين بالمدارس الأمريكية من 1.12 مليون إلى أقل من مليون.
وفي العام الماضي فقط، انخفض عدد الطلاب الدوليين الذين يدرسون في الولايات المتحدة لأول مرة منذ عقود بنسبة 2.7%، وفقا لبيانات عن حاملي تأشيرة الطلاب التي نشرت مؤخرا من قبل مصلحة الهجرة والجمارك الأمريكية.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة أنباء (شينخوا)، قال أنتوني أوجدين، وهو مدرس مهني يتمتع بخبرة 30 عاما في التوظيف والعلاقات الدولية في جامعات مثل جامعة ولاية ميشيغان، إنه مع تراجع التسجيل الصيني كما هو متوقع، فإن المؤسسات في جميع أنحاء البلاد ستشعر قريبا بألم كبير.
وأضاف أوجدين: "هذا له آثار كبيرة على الجامعات التي تلجأ إلى الطلاب الدوليين للحصول على إيرادات".
وفي العقد الماضي، تضاعف عدد الطلاب القادمين من الصين إلى الولايات المتحدة 4 مرات ليصل إلى نحو 400،000 طالب، وعندما تم انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في عام 2008، كان هناك 80،127 طالبا صينيا في الولايات المتحدة، وفقًا لإحصائيات.
وبحلول الوقت الذي غادر فيه أوباما منصبه في عام 2016، كان هذا العدد قد ارتفع إلى 350،000، وتجاوز حتى 363341 في عام 2017، وفقا لبيانات معهد التعليم الدولي (IIE)، وهي مجموعة عمرها 100 عام تراقب التعليم الدولي.
وصرح عاملون في الصناعة لوكالة أنباء (شينخوا) بأن الأمر يبدو كما لو أن أعداد الطلاب من الصين على وشك الهبوط، وأن المعلمين الأمريكيين يفركون أيديهم ويتساءلون عن كيفية تجنب مليارات الدولارات من الخسائر في حالة حدوث ذلك.
وقال أوجدين الذي سخر من الخطاب السياسي الذي يدعو الطلاب الصينيين بالجواسيس: "هذه التوترات الجيوسياسية لها آثار حقيقية".
وبحسب الإحصائيات، يبلغ متوسط الرسوم الدراسية بالجامعات الأمريكية لعام 2018-2019، نحو 26،290 ألف دولار للطلاب من خارج الدولة، في حين يصل إجمالي الرسوم الدراسية القادمة من الصين سنويا نحو 9.5 مليار دولار.
وكل تلك العائدات من الواردات يمكن أن تتلاشى بين عشية وضحاها، مع تهديد مسؤولي البيت الأبيض باستمرار بالتعريفات الجمركية وقيود التأشيرات ضد أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وفي نوفمبر الماضي/تشرين الثاني الماضي، ناقش مسؤولو الإدارة فكرة فرض حظر تام على الطلاب الصينيين، وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز.
كما أشار أوجدين إلى أنه في الوقت الذي يتحول فيه الخطاب المعادي للصين في الهواء، يتم تحذير الطلاب الصينيين من "مخاطر" الدراسة في الولايات المتحدة.
وحذرت وزارة التعليم الصينية أوائل هذا الشهر الطلاب والباحثين الصينيين من مخاطر الذهاب للدراسة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى قيود التأشيرات الأمريكية، وحثهم على تكثيف تقييم المخاطر والاستعداد وفقًا لذلك.
وقالت على موقع التعليم العالي في الشهر الماضي: "إذا كنت ترغب في الحصول على تعليم باللغة الإنجليزية، فهناك دول أخرى ناطقة باللغة الإنجليزية حيث يكون النظام التعليمي جيدا والجو أكثر ترحيباً".
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA=
جزيرة ام اند امز