فعالية اللقاحات ضد متحوّر "أوميكرون".. الحل في الجرعات المعززة
يتسابق العلماء لمعرفة ما إذا كانت اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الحالية ستحمي من السلالة الجديدة "أوميكرون" أم ستحتاج إلى تحديث.
هناك حالة تأهب وحذر كبيرة بسبب أوميكرون، البديل الجديد للفيروس التاجي الذي ظهر لأول مرة في جنوب أفريقيا وانتشر بالفعل في أوروبا ويخاطر بالتسبب في حدوث موجة عالمية أخرى من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).
وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي، منذ اكتشاف المتحور الجديد، كان الباحثون يسارعون إلى جمع البيانات عن طفراته، لفهم ما إذا كانت اللقاحات الحالية ستكون فعالة وحمايتنا من هذا البديل الجديد.
تُظهر البيانات الأولى عن أوميكرون ملفا جينيا معقدا للغاية، يتميز بحوالي 50 طفرة جينية، بما في ذلك أكثر من 30 طفرة على بروتين سبايك الذي يستخدمه الفيروس للاتصال بالخلايا.
وترتبط بعض هذه الطفرات بإمكانية أكبر للعدوى والانتقال في المتغيرات الموجودة، بينما يرتبط البعض الآخر بالقدرة الجزئية للفيروس على التهرب من الاستجابة المناعية التي يسببها كل من التطعيم وعدوى الإصدارات الفيروسية السابقة.
تختلف الطفرات الموجودة في المتغيرات الأخرى، بما في ذلك أوميكرون N501Y ودلتا بلس K417N، ولكن للحصول على صورة كاملة لما ينطوي عليه هذا العدد الكبير من الاختلافات، سوف يستغرق الأمر بضعة أسابيع أخرى للدراسة.
من أجل التحليل، سيختبر الباحثون عينات الدم من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، وكذلك من الأشخاص المصابين سابقاً، ضد المتغير الجديد، ويمكن أن تكون النتائج الأولى متاحة في حوالي 10 أيام.
وقال الخبراء إن النتائج المبكرة عن مدى فعالية اللقاحات ضد المتغير الجديد أوميكرون" هي صورة مختلطة، إذ أن المتحورة الجديدة قد تكون أكثر قابلية للانتقال وأكثر قدرة على التهرب من الاستجابات المناعية للجسم، سواء للتطعيم أو للعدوى الطبيعية، من الإصدارات السابقة للفيروس.
ومع ذلك، قد تستمر اللقاحات في درء المرض الشديد والوفاة، على الرغم من أن الجرعات المعززة قد تكون ضرورية لحماية معظم الناس من المتحور الجديد.
ويحتوي أوميكرون على حوالي 50 طفرة، بما في ذلك أكثر من 30 في سبايك، وهو بروتين فيروسي على سطحه تدرب اللقاحات الجسم على التعرف عليه والهجوم عليه.
وشوهدت بعض هذه الطفرات من قبل، وكان يُعتقد أن البعض قد دعم قدرة متغير بيتا على تجنب فعالية اللقاحات، بينما من المرجح أن البعض الآخر تسبب في العدوى الشديدة بمتحور دلتا".
وبناءً على ذلك، قالت الدكتورة بيني مور، عالمة الفيروسات في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "تخميني هو أن هذا المتغير الجديد، يجمع بين هذين العنصرين".
فريق آخر يعمل على أوميكرون هو الفريق الذي يقوده الدكتور أليكس سيجال، عالم الفيروسات في معهد الأبحاث الصحية الأفريقي، الذي يقوم بزراعة عينات من الفيروسات الحية التي سيتم اختبارها في المختبر.
وأوضح سيجال أن هذه النتائج قد تستغرق وقتاً أطول، ولكن يجب أن تقدم صورة أكثر اكتمالاً عن أداء اللقاح.
وإذا ثبت أن اللقاحات أقل فاعلية ضد أوميكرون، فقد تحتاج صيغتها إلى التحديث لتحسين الفعالية.
واستعداداً للأسوأ، تخطط شركة موديرنا وفايزر – بيونتيك وجونسون آند جونسون، بالفعل لاختبار فعالية لقاحاتهم ضد أوميكرون وتطوير مستحضر موجه بشكل خاص ضد المتغير الجديد، والذي قالت شركة فايزر إن اللقاح الجديد يمكن أن يكون جاهزاً في غضون 100 يوم.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن احتمال أن يكسر المتغير حماية اللقاحات يعتبر بعيداً، ويرون أنه من المرجح أن يفلت الفيروس جزئياً من استجابة الجسم المضاد، كما يتضح من دلتا والمتغيرات الأكثر عدوى لفيروس كورونا.