"أوميكرون" الشرس.. سر تسمية متغير كورونا الجديد؟
تمت تسمية متغير فيروس كورونا الجديد باسم الحرف الـ15 في الأبجدية اليونانية.
بات اسم "أوميكرون" هو الأشهر في عناوين الصحف منذ يوم الجمعة الماضية بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن إطلاقه على المتغير الجديد الشرس لفيروس كورونا المستجد الذي ظهر في جنوب أفريقيا.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن العلماء قد اكتشفوا هذا المتغير الجديد الذي يحتوي على عدد كبير من الطفرات التي يمكن أن تجعله ينتشر بشكل أكثر سهولة، كما صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه "مثير للقلق"، وهو التصنيف الذي منحته لأربعة متغيرات أخرى أيضاً.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته السبت، إلى أن اسم "أوميكرون" هو الحرف الـ15 من الأبجدية اليونانية.
ويقول مدير معهد Scripps Research Translational Institute إريك توبول إن "أوميكرون" هو "المتغير الأكثر إثارة للقلق الذي رأيناه منذ اكتشاف المتغير دلتا".
ووفقاً للعلماء فإن "أوميكرون" يمكن أن يكون أكثر قابلية للانتشار ولديه قدرة أفضل على التهرب من دفاعات الجسم المناعية، مما يجعل اللقاحات أقل فعالية في مواجهته.
ما سبب تسميته بـ"أوميكرون"؟
أطلقت منظمة الصحة العالمية على المتغير، الذي يُسمى في المعامل "B.1.1.529"، هذا الاسم، يوم الجمعة، وذلك اتباعاً للتقليد الذي تتبعه والذي يتمثل في إعطاء المتغيرات اسم أحد أحرف الأبجدية اليونانية.
وذكرت الصحيفة أنه قد تم تخطي الحرفين اللاتينيين "نو" و"شي" وذلك لأن الأول يمكن الخلط بينه وبين كلمة "نو" والتي تعني جديد باللغة الإنجليزية، كما يعتبر الثاني اسم شائع بين العائلات، لافتة إلى أنه وفقاً لقواعد عملية اختيار أسماء الأمراض فإنه لا يجوز التسبب في الإساءة إلى أي مجموعة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية.
فيما تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الخبراء يقولون إن نظام تسمية المتغيرات هذا يجعل التواصل حول المتغيرات أسهل وأقل إرباكاً.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته السبت، أن المتغير الذي ظهر لأول مرة في الهند يسميه العلماء بـ"B.1.617.2"، ولكن هذا الاسم غير معروف على نطاق واسع، حيث يُعرفه غالبية الناس باسم "دلتا" وهو الحرف الرابع من الأبجدية اليونانية.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك الآن سبعة متغيرات يتم تصنيفها بين "المثيرة للقلق" أو "المثيرة للاهتمام"، ولكل منها اسم حرف من الأبجدية اليونانية.
ورأت الصحيفة أن تخطي حرف "شي" ربما يشير إلى رغبة المنظمة في تجنب استخدامه احتراماً للرئيس الصيني، شي جين بينغ.
ومن جانبها، وصفت منظمة الصحة العالمية نهج التسمية هذا بأنه نهجاً بسيطاً ويمكن استخدامه بسهولة، وذلك على عكس الأسماء العلمية الطويلة للمتغيرات، والتي رأت أنه قد يكون من الصعب قولها أو تذكرها.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن عالمة الفيروسات أنجيلا راسموسن قولها إنها قد قامت بإجراء العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام منذ بداية الجائحة، قبل الإعلان عن نهج التسمية الجديد الذي يتم استخدامه منذ مايو الماضي، مضيفة أنها قد تعثرت أثناء إجراء هذه المقابلات بسبب اضطرارها إلى ذكر الأسماء المربكة للمتغيرات B.1.1.7 وB.1.351، والتي قد أصبحت تُعرف الآن باسم المتغير "ألفا"، الذي ظهر في المملكة المتحدة، والمتغير "بيتا" الذي ظهر في جنوب إفريقيا.
وتابعت: "عندما نستخدم هذه الأسماء الصعبة يكون الأمر مرهقاً للغاية، ولذا فإنه في نهاية المطاف ينتهي الأمر بتسمية المتغيرات حسب المكان الذي ظهرت فيه، مثل اسم المتغير البريطاني أو المتغير الجنوب أفريقي".
وأشارت إلى أن هذا هو السبب الأساسي الذي دفع منظمة الصحة العالمية إلى تبني نهج التسمية هذا، حيث تصف المنظمة تسمية المتغيرات وفقاً للأماكن التي تم اكتشافها فيها بأنه بمثابة "وصمة عار وتمييز".
وقد شجعت المنظمة السلطات المختلفة ووسائل الإعلام على تبني هذه التسميات الجديدة للمتغيرات، وذلك رغم تأكيدها على أنها لن تحل محل الأسماء العلمية التي تتضمن معلومات مهمة بالنسبة للعلماء كما أنه سيتم الاستمرار في استخدامها في المختبرات.