بالصور والفيديو.. أعياد مصر الوطنية تروي تاريخها خلال 70 عاما
بوابة "العين" ترصد أهم الأعياد والعطلات الرسمية وطبيعة المراسم والاحتفالات الرسمية فيها منذ عهد الملك فاروق الأول وحتى اليوم
على مدار 70 عاما.. اختلفت قوائم الأعياد والمناسبات المصرية التي تُمنح كإجازة رسمية لجميع العاملين بقطاعي العام والخاص، ليضاف في عهد كل رئيس مصري أعياد قومية جديدة داخل الأجندة السنوية باحتفالات وطقوس مختلفة، بناء على تغييرات الأحداث السياسية في كل حقبة زمنية.
وترصد بوابة "العين" الإخبارية أهم الأعياد والعطلات الرسمية التي أضيفت وتغيرت بمصر منذ عهد الملك فاروق الأول وحتى اليوم، وطبيعة المراسم والاحتفالات الرسمية فيها.
عهد الملك فاروق
وخلال حقبة الملك فاروق الأول، تنوعت الاحتفالات القومية والوطنية التي منحتها الدولة كإجازة رسمية لجميع المصريين وقتها، وأصبح يوم الـ15 من مارس/ أذار خلال هذه الفترة إجازة رسمية للعاملين بالقطاع الحكومي، احتفالاً بكتابة الدستور المصري، في يوم عرف باسم "عيد الدستور المصري".
وكان "عيد جلوس الملك" هو اليوم الذي تولى فيه الملك فاروق الأول مسؤولية حكم مصر عقب حكم الملك فؤاد، ليعد يوم الـ28 من إبريل/ نيسان ذكرى تولي فاروق الحكم هو عيد قومي للمصريين، يمنح الجميع فيها إجازة بأجر كامل وسط احتفالات رسمية تقام سنوياً.
كما كانت الأعياد القومية القديمة جزءاً أساسياً من المناسبات الرسمية وقتها، وحدد يوم 15 من أغسطس/ آب يوم احتفال بعيد وفاء النيل، وتم اختيار يوم للاحتفال بنهر النيل، نظراً لمكانته عند المصريين منذ القدم واعتباره مصدراً للحياة.
ليكرس الملك فاروق وقتها هذا اليوم تمجيداً وتخليداً لدور النيل بمراسم احتفال وطقوس تتسم بالطابع الفرعوني القديم مع منحه إجازة رسمية مدفوعة الأجر.
وبعد أن أعلن استقلال مصر عن المملكة المتحدة بموجب معاهدة 1936 التي قلصت التواجد العسكري البريطاني بالأراضي المصرية، أًصبح يوم 26 من شهر أغسطس/ أب هو عيد وطني بمناسبة الاستقلال. لتستمر الاحتفالات بهذا اليوم كعيد قومي يمنح إجازة مدفوعة الأجر خلال عهد الملك فاروق.
وقبل ثورة الـ23 من يوليو، ظل يوم "الجهاد الوطني" الموافق 13 نوفمبر/ تشرين الثاني اليوم الذي توجه فيه جميع الطبقات والفئات من المجتمع المصري لجمع توكيلات لسعد زغلول من أجل تفويضه في مؤتمر باريس لعرض القضية المصرية، هو عيد قومي بإجازة رسمية تعطل فيها جميع المدارس والمؤسسات والوزارات والمصالح الحكومية خلال حكم الملك فاروق.
حقبة ناصر
وعقب ثورة 23 يوليو 1952 اختلفت طبيعة الأعياد القومية، وفي ظل حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أصبحت احتفالات ثورة يوليو هي العيد القومي الأهم لجميع المصريين، لتقام الاحتفالات الرسمية من قبل الدولة بإعلانه إجازة مدفوعة الأجر لجميع العمال والموظفين بالقطاع العام.
وكانت كلمة الرئيس عبد الناصر آنذاك هي مظهر من مظاهر الاحتفالات السنوية بذكرى يوليو، واعتاد عبد الناصر خلال حقبة حكمه من 1954 وحتى 1969 الخروج للشعب المصري وإلقاء بيان باللغة العامية المصرية، تكريماً للجنود والضباط الذين قادوا الثورة، متحدثاً عن إنجازات كل عام من تأميم لقناة السويس وبناء السد العالي وإنشاء شركات قطاع عام.
وطوال حقبة ناصر، حرصت الدولة المصرية على الاحتفاء بالأعياد الوطنية، فكانت ذكرى عيد النصر الذي يوافق 23 من سبتمبر/أيلول لانتصار أهالي مدينة بورسعيد شمال شرق مصر على العدوان الثلاثي، هو عيد وطني تمنح فيها المدارس والمصالح الحكومية إجازة رسمية.
وظل الاحتفال بعيد النصر قائماً منذ 1958 وحتى 1967 في وقت حكم ناصر، بزيارة الرئيس وكبار رجال الدولة لضريح شهداء المعركة ببورسعيد، يتخللها عروض عسكرية ورياضية في مؤتمر شعبي ينتهي بخطاب للرئيس وقتها.
وكانت احتفالات عيد العمال بمصر لها طابع مختلف، خاصة أن الاحتفال يعود لعام 1924 في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، ولكن تطور في ظل حكم عبد الناصر مع ظهور حركات عمالية وتأسيس اتحاد للعمال، ليقر يوم الأول من مايو منذ 1964 يوم عطلة رسمية يبدأ بخطاب للرئيس أمام نقابات وقادة العمال بالمحافظات.
حقبة السادات
واستمرت طقوس بعض الأعياد القومية أثناء فترة حكم الراحل محمد أنور السادات، وظلت ثورة الـ23 من يوليو عيداً وطنياً يتسم بنفس مظاهر الاحتفال يبدأ بخطاب للرئيس السادات يتضمن ذكريات اليوم والتذكير بمسيرة ناصر، يعقبه زيارة لقبره من دون طقوس حفل كبرى كما كان المعتاد سابقاً، نظراً لمرور البلاد وقتها بفترات حرب.
بينما كان الـ6 من أكتوبر/ تشرين الأول هو العيد الوطني الأهم منذ عام 1974، وذلك بعد عام من تحقيق الجيش المصري النصر على القوات الإسرائيلية، ويتضمن الاحتفال عروضاً عسكرية من قوات الجيش يحضرها السادات وكبار رجال الدولة والوزراء.
حقبة مبارك
بينما في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، اختلفت طرق الاحتفالات وطبيعة الأعياد القومية والوطنية، وأصبح يوم الـ25 من يناير هو احتفال بعيد الشرطة المصرية، يتضمنه عروضاً عسكرية لمجموعة من قوات الشرطة بحضور الرئيس مبارك والوزراء في مقدمتهم الداخلية والدفاع، وممثلي عن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية.
وكانت المراسم الرسمية في احتفالات الشرطة هي نفس المراسم في احتفالات ذكرى الـ23 من يوليو والـ6 من أكتوبر بإقامة عروض عسكرية وخطاب للرئيس، مع منح جميع العاملين بقطاعي العام والخاص إجازة مدفوعة الأجر، ووضع أكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول والرئيسين عبد الناصر والسادات.
وفي ظل حكم مبارك أضيفت للأجندة عيد قومي جديد عقب تحرير سيناء واستعادة مدينة طابا، وأصبح يوم الـ25 من إبريل/ نيسان هو عيد وطني لجميع المصريين بعد عام 1982.
وقرر الرئيس مبارك عام 2006 منح الـ7 من يناير/ كانون الثاني إجازة رسمية لجميع المصريين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، ومنذ ذلك التاريخ أدرج اليوم ضمن الإجازات الرسمية والعطلات السنوية.
ما بعد أحداث يناير
وعقب 2011، تغيرت طبيعة الإجازات الرسمية بناءً على التغييرات في الأوضاع السياسية بتنحي الرئيس مبارك، ليصبح يوم الـ25 من يناير ليس يوم احتفال بعيد الشرطة المصرية فقط، لتنضم احتفالات ثورة الـ25 من يناير لليوم، من خطابات سياسية ومظاهر احتفالات بالميادين وشوارع مصر.
وفي عهد الرئيس الأسبق عدلي منصور، أضيف عيد ثورة الـ30 من يونيو/ حزيران إلى قائمة العطلات الرسمية، هو ذكرى سقوط حكم الإخوان بمصر عام 2013، لتستمر الاحتفالات بثورتي 25 يناير و30 يونيو في ظل حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخطاب للمصريين واحتفالات رسمية في دار الأوبرا المصرية.
وتظل ذكرى تحرير سيناء ونصر أكتوبر وعيد العمال وثورة 23 يوليو هي أعياد قومية ثابتة تمنح عطلة رسمية للاحتفال بها.
وطوال الحقب الزمنية المختلفة يظل الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية من احتفالات بعيدي الفطر والأضحى وذكرى المولد النبوي الشريف لها طباع خاصة ثابتة بإلقاء الرئيس كلمة ومنحه إجازة مدفوعة الأجر تحدد مدتها بناءً على كل مناسبة دينية.