مسجد "الفتاح العليم" بمصر.. صرح معماري فريد بالعاصمة الجديدة
المصريون يترقبون افتتاح مسجد الفتاح العليم بالتزامن مع افتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة خلال الشهر الجاري
لم يكن أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، وباني أكبر مساجدها يدرك أن أمنيته ببناء "مسجد إذا احترقت مصر بقي وإن غرقت نجا"، ستتحقق بعد ألف عام لكن في مسجد آخر يعد واحداً من أكبر المساجد الإسلامية في العالم.
ويترقب المصريون افتتاح مسجد الفتاح العليم، بالتزامن مع افتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح"، بالعاصمة الإدارية الجديدة بمصر، خلال الشهر الجاري، ليكون بذلك المسجد الرئيسي للدولة.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي رفع أول أذان من مسجد "الفتاح العليم" بالعاصمة الإدارية الجديدة، معلناً اقتراب افتتاح المسجد الذي استغرق بناؤه نحو عام ونصف منذ انطلاق شرارة البدء، وفقاً لبيانات اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، التي نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
بناء المسجد.. شرارة البدء
"العام المقبل في العاصمة الجديدة يجب أن يكون هناك أكبر كنيسة ومسجد في مصر.. نريد أن نعلم الناس أننا واحد وأن التنوع ربنا خلقه لكي نحترمه".. بهذه الكلمات أطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شرارة البدء في إنشاء مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية ميلاد المسيح، أثناء قداس عيد الميلاد العام الماضي، معلنًا أنه سيكون أول المساهمين في هذين الصرحين.
أشرف هلال، الاستشاري المعماري للمسجد وصاحب التصميم، يروي ذكرياته مع بداية إنشاء المسجد، قائلاً "بدأنا في دراسة التاريخ الإسلامي المصري، ووجدنا أن أكثر العصور الإسلامية التي أثرت في الطراز الإسلامي المصري هو العصر الفاطمي وبعض العصور مثل الأيوبية والمملوكية، بعدها حاولنا تحويل العمارة الإسلامية إلى عامل يجذب الناس ويكون نواة لتكوين عاصمة إدارية جديدة".
وأوضح، في تصريحات صحفية، أن جميع العواصم منذ بداية العصر الإسلامي بدأت ببناء مسجد، وهو ما سار عليه فريق العمل، متخذاً في الاعتبار أن يكون المسجد لوحة فنية من الطرز المعمارية المختلفة، وبشكل عصري يتيمز ببساطة التصميم ومستوحى من الطراز الفاطمي.
الفتاح العليم.. نسق معماري فريد
ويقام مسجد "الفتاح العليم" على مساحة 106 أفدنة، فيما تبلغ مساحة المصلى الخاصة بالمسجد 2.5 فدان، لتشغل المساحة المتبقية مهبطاً للطائرات ودارين للمناسبات وبدروماً أرضياً يقدم خدمات المسجد بالكامل.
ولعل أهم ما يميز المسجد قبته الرئيسية، التي يبلغ ارتفاعها عند سطحه 45 متراً، ويبلغ قطرها 33 متراً، وارتفاعها الداخلي 28 متراً، فتكون بذلك من أضخم القباب في مصر.
كما يضم المسجد 4 قباب ثانوية، و4 مآذن بارتفاع 95 متراً، كما يضم 5 مداخل بإجمالي 11 باباً.
وبخلاف جمال المسجد العمراني يتميز بسعته للمصلين، حيث يتسع إلى 6 آلاف و500 مصل في صحن المسجد بخلاف ألف و200 لمصلى السيدات، كما أن ساحة المسجد تسع 7 آلاف مصل، ونحو ألف و200 مصل يومياً و300 من السيدات في المسجد المصغر، بإجمالي 17 ألف مصل.
وقت قياسي
استغرق بناء المسجد نحو عام ونصف، وهو ما يصفه القائمون على المشروع العملاق بأنها مدة إعجازية، خارج نطاق الحسابات الهندسية المعتادة، خاصة أن المآذن والقبة تم الانتهاء منها ثم وضعها على الأرض قبل نصبها بهذا الارتفاع، وفق مصمم المسجد أشرف هلال.
وحسب هلال فإن المعضلة كانت في تصميم المسجد ليكون منارة للعاصمة الإدارية شكلًا ونسقاً ومضموناً ليمثل الشعب المصري.