خبير لـ"العين الإخبارية": مصر تسعى لبناء استراتيجية تعاون في أفريقيا
رئيس الوزراء المصري، أكد سعادة مصر باستضافة أشقائها من جميع الدول الأفريقية، وحرصها على المساهمة بقوة في دفع عملية التنمية بالقارة.
استضافت مصر، الأربعاء، لأول مرة الاجتماعات السنوية الحادية والأربعين لمجلس محافظي جمعية البنوك المركزية الأفريقية، التي تعد أحد أهم وأبرز الأحداث الاقتصادية على مستوى القارة الأفريقية.
وفي هذا السياق، قال هانئ رسلان، الخبير في الشؤون الأفريقية بمؤسسة الأهرام المصرية، إن مصر لديها الآن استراتجية ورؤية واضحة للعودة إلى قارتها الأفريقية، ومن ضمن آليات هذه الرؤية الانخراط بشكل مؤثر قدر الاستطاعة في العمل الجماعي الأفريقي.
وأشار إلى أن العمل الاقتصادي من أهم بنود العمل الجماعي الأفريقي، موضحاً أن هذا العمل الاقتصادي عبارة عن عملية ممتدة طويلة الأمد تحدث نتائجها عبر التراكم لفترات زمنية.
وأوضح مدير مركز الأهرام للدراسات الاجتماعية والتاريخية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن استضافة مصر هذه الاجتماعات واجتماعات أخرى سابقة أيضا تخص العمل الاقتصادي في أفريقيا، تأتي في إطار حرص مصر على دعم هذه التحركات والوجود فيها بقوة ولعب دور مؤثر.
وأكد رسلان أن مصر في هذه القضايا لديها إمكانيات، قد لا تتوفر لمعظم الدول الأفريقية من ناحية الخبرات والكوادر والتجارب المصرية عبر نظم مختلفة، وأن القاهرة تعمل في ملفات أخرى، أهمها حضور القمم الأفريقية بانتظام، والمشاركة في قوات حفظ السلام، وتسوية الصراعات وتبني القضايا الأفريقية في المحافل الإقليمية والدولية والدفاع عنها.
وقال الخبير في الشأن الأفريقي، إن "مصر تسعى لإنشاء وتكريس استراتيجية تعاونية"، ضاربا المثال بدول حوض النيل الشرقي، ورؤية مصر في شراكتها في النيل الأزرق مع السودان وإثيوبيا.
وأوضح أن عدد السكان في هذه الدول الثلاث نحو 250 مليون نسمة، وهذا العدد يشهد ازديادا سريعا، ومن ثم "فرؤية مصر أنه بدلا من الانزلاق إلى صراعات ستكون مضرة لكل الأطراف، تم طرح استراتيجية تسعى لحل كل القضايا، بما فيها قضايا المياه عبر الحلول الوسط، وتقاسم المنافع والتشارك في التنمية"، وذلك عبر التركيز على "الأمن الإنساني والاجتماعي والاقتصادي لهذه الكتلة السكانية الضخمة، إذ إنه في حالة حدوث تعاون سينتج عنه نوع من المردود التنموي أو الاقتصادي المشترك على الدول الثلاث".
من جانبه، قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، خلال افتتاح الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي البنوك المركزية الأفريقية، إن مصر تسعد دائماً باستضافة أشقائها من جميع الدول الأفريقية، وتحرص على المساهمة بقوة في دفع عملية التنمية في القارة بأكملها، وذلك من منطلق الحرص على تأكيد وترسيخ هوية وانتماء مصر الأفريقي.
ولفت مدبولي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى أن مدينة شرم الشيخ المستضيفة للاجتماعات خير شاهد على حرص مصر الشديد على التكامل مع جميع دول قارة أفريقيا، وذلك مع استضافة المدينة قمة تكتلات "الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا" في يونيو/حزيران 2015، التي شهدت توقيع وثيقة اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة.
وأكد رئيس الوزراء المصري ترحيب مصر بالتعاون مع جميع أبناء القارة الأفريقية، ودعمها بقوة كل مبادرات الاتحاد الأفريقي وجميع المؤسسات الإقليمية الأفريقية، التي تهدف إلى تعزيز التكامل بين دول القارة، وتشجع نموها الاقتصادي، وذلك انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهمية التعاون والتكامل بين دول القارة الأفريقية، الغنية بإمكانياتها ومواردها البشرية والاقتصادية، وبقدرة الدول على تحقيق تطلعات شعوبنا والانطلاق نحو آفاق جديدة من النمو والرفاهية.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز