دبلوماسيون لـ"العين الإخبارية": العلاقات بين الإمارات ومصر متناغمة
العلاقات بين مصر والإمارات ترقى إلى مستوى وصفها بـ"الاستراتيجية العليا"، خاصة بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 في مصر.
التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة الثلاثاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وذلك لبحث الشراكة السياسية والاقتصادية بين البلدين.
- محمد بن زايد يصل إلى القاهرة والسيسي في مقدمة مستقبليه
- الرئاسة المصرية لـ"بوابة العين": توافق كامل في رؤى القاهرة وأبوظبي
ويعد اللقاء الذي يجمع الشيخ محمد بن زايد والرئيس السيسي هو اللقاء الـ18 بينهما، والثالث خلال العام الجاري بين الزعيمين، اللذين التقيا في العاصمة الإماراتية أبوظبي فبراير/شباط الماضي، وفي القاهرة أبريل/نيسان.
وقال دبلوماسيون مصريون لـ"العين الإخبارية" إن توافق الرؤى بين قادة البلدين في معظم الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منح العلاقات البينية مزيداً من التميز والخصوصية، وأسهم في حلحلة العديد من القضايا الشائكة التي تشهدها المنطقة، مؤكدين أن العلاقات الإماراتية - المصرية تعد نموذجاً للشراكة المتنامية في الوطن العربي.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن "العلاقات المصرية الإماراتية ذات خصوصية متواصلة عبر عدة عقود منذ وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري لمواقفه التاريخية النبيلة تجاه مصر والممتدة حتى الآن من قبل حكام الإمارات".
وقال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، إن "القيادة السياسية في مصر والإمارات، ومعهما أيضاً قادة دول السعودية والكويت والبحرين، تدركان أهمية وجود نوع من التفكير والرؤية المشتركة لجميع الأوضاع في المنطقة، فهم يؤمنون بأهمية هذا التنسيق المسبق، بحيث يتم تحديد مواقف موحدة في جميع القضايا عند مناقشتها على الصعيد الدولي، ويكون الجميع على علم بما يتخذ بشأنها".
ونوه البرلماني المصري إلى أن التناغم المصري الإماراتي تحول إلى ما يشبه "التوأمة في الرؤية" تجاه ما يشهده إقليم الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن ذلك انعكس على تلك القضايا.
وأشار البرلماني المصري إلى وجود تحسن في القضية الليبية وكذلك للأوضاع في سوريا، فضلاً عن تقدم ملموس للأزمة في اليمن، منوهاً إلى أن "الموقف العربي الموحد قادر على إنهاء تلك الأزمات في القريب العاجل".
وتابع أن "قضية تأمين الملاحة في البحر الأحمر أمر مهم للبلدين، وهناك تنسيق عالٍ بشأنه لتبادل الأدوار وتقسيمها".
من جهته، أكد السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن العلاقات بين مصر والإمارات ترقى إلى مستوى وصفها بـ"الاستراتيجية العليا"، خاصة بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 في مصر، ووصول الرئيس السيسي إلى الحكم عام 2014.
ونوه السفير هريدي إلى أن "اتفاق الرؤى بين قادة الإمارات ومصر على تحديد التهديدات والتحديات التي تواجه كل منهما.. وبالتالي فإن تلاقي الرؤى المصرية الإماراتية حول طبيعة التهديدات والتحديدات هو الإطار الاستراتيجي العام الذي تسير فيه العلاقات بين البلدين".
وأوضح السفير المصري أن "هذه الزيارة تأتي في إطار تطورات إقليمية يمكن وصفها بـ"المهمة"، حيث تحمل في طياتها مخاطر لدول المنطقة وتحديدا النظام العربي، ولذلك فإن المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية وتطورات الأزمة بين دول الرباعي العربي وقطر وكذلك القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والوضع في غزة، ومجمل الوضع في سوريا، وماذا يمكن للدولتين أن يقوما به من أجل إعادة الاستقرار إلى دولة ليبيا".
وأضاف :"مصر ودول الخليج تمثل العمود الفقري للنظام العربي، فهو في فضاء استراتيجي واحد يمتلك الرؤية المشتركة نفسها لمواجهة التحديات".
وشهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 حيث دعمت أبوظبي مصر سياسياً واقتصادياً.
وقال السفير السيد أمين شلبي، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، إن تنامي العلاقات المصرية الإماراتية جاء وسط إدراك متزايد للاضطرابات التي تحدث في المنطقة، خصوصاً في ليبيا وسوريا واليمن، والتي تتطلب شراكة استراتيجية لمواجهة التحديدات الحالية، بالإضافة إلى التغلغل الإيراني، فما زالت إيران تدعم عناصر عدم الاستقرار في كثير من الدول العربية، ومن ثم أصبحت العلاقة حتمية".
وأشار إلى أن كل هذا يبعث برسالة مقصودة للعالم الخارجي مفادها أن "هذه الدول أصبحت لها علاقات على مستوى تستطيع أن تواجه به أي تحدٍ ينشأ في المنطقة أو لإحداها".