خبراء لـ"بوابة العين": زيارة السيسي للإمارات تفاهمات "استثنائية"
زيارة الرئيس السيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة حملت رسالة سياسية وشعبية ثابتة، فما هي؟
رسائل سياسية وشعبية، تحملها زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم ولقاؤه مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحسب خبراء مصريين لـ"بوابة العين" الإخبارية.
ووفق الخبراء تتلخص تلك الرسائل في "خصوصية العلاقات الثنائية بين القاهرة وأبوظبي، وكذلك التفاهمات المشتركة بين الزعيمين تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وهي رسالة سياسية تعكس بدورها رغبة الشعبين في الحفاظ على العلاقات التاريخية".
وفي وقت سابق اليوم، وصل الرئيس المصري إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يوما واحدا، في إطار جولته الخليجية التي شملت أيضا سلطنة عمان.
ويعتبر المراقبون في كلا البلدين، العلاقات المصرية الإماراتية "وثيقة"، ليس على مستوى العلاقات الثنائية فحسب، لكنها تمتد إلى تفاهمات إقليمية في ظل الأزمات التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في مجال مواجهة التطرف والإرهاب، والتدخلات الإقليمية في الشؤون العربية.
القاهرة وأبوظبي.. علاقات استراتيجية وكيمياء مشتركة
واعتبر أيمن سمير، الخبير المصري في العلاقات الدولية ورئيس تحرير جريدة السياسة المصرية، أن زيارة السيسي إلى أبوظبي "عكست العلاقات الاستراتيجية الخاصة بين البلدين منذ أيام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى جانب الكيمياء المشتركة بين الشعبين، وهو ما انتقل إلى أبناء الشيخ زايد وحكام الإمارات".
ورسم الخبير المصري 3 مسارات، لدعم الإمارات الكامل وغير المشروط لمصر منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وهي مسار سياسي متمثل في دعم إرادة الشعب المصري ودعم الثورة بكافة المحافل الإقليمية والدولية، ومسار اقتصادي سواء من خلال ودائع البنك المركزي أو دعم شحنات الطاقة والغاز والبترول أو حتى الاستثمار في السوق المصري (بلغ أكثر من 6 مليارات دولار)، وأخيرًا مسار على المستوى الشعبي يتعلق بأن الإمارات من أكثر الدول ترحيبًا بالعمالة المصرية ما يسهم في تحسين أوضاعهم الخاصة.
وخلال العام الأخير، تزايد حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات، إذ بلغ خلال النصف الأول من العام 2017 مليارا و204 ملايين دولار، مما ساهم في زيادة قيمة الفائض في الميزان التجاري بين البلدين إلى 735 مليون دولار.
ولفت سمير إلى أن كثرة اللقاءات بين الزعيمين تحمل دلالة "وجود كيمياء خاصة بينهم في التفاهمات الثنائية والإقليمية معًا".
وتعد زيارة الرئيس السيسي اليوم للإمارات هي السابعة له منذ عام 2014، فيما يكون لقاؤه بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللقاء الـ 15.
محمد بن زايد والسيسي.. توافق في الرؤى
مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية إن "العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وأبوظبي، تتكئ على "توافق في رؤى الرئيس المصري وولي عهد أبوظبي إزاء القضايا الإقليمية والدولية".
ولفت إلى أن هذا الإطار في العلاقات ليس بجديد على البلدين، لكنه سرعان ما توطد منذ دعم الإمارات غير المشروط لمصر في حربها على الإرهاب، واعتماد كلا الطرفين على بعضهما البعض في إيجاد حلول لأزمات المنطقة.
ووصف غباشي العلاقات الثنائية بين الزعيمين بأنها "متميزة"، وأن كلمة السر بها هي "التطابق في وجهات النظر".
متفقًا مع غباشي، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية لـ"بوابة العين" إن زيارة السيسي للإمارات عقب زيارة سلطنة عُمان تحمل رسالة مفادها أن الروابط بين القاهرة والإمارات تتجاوز أي ترتيبات مسبقة.
وفي تصريح مقتصب عبر الهاتف، تابع فهمي أن "العلاقات ثنائية لم تشهد توترات في السابق، بل على العكس هناك خصوصية بها، وحرص من الطرفين على توطيدها في جميع الأوقات".
وفي ظل واقع إقليمي معقد وتطورات متلاحقة لمحاصرة الإرهاب، يحرص كل من الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد على تبادل الزيارات، التي تعكس، وفق المراقبين، عمق العلاقات التي تجمع البلدين ومستوى التفاهم والتنسيق بين قيادتيهما.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز