مصر وأمريكا.. حوار استراتيجي «على طاولة من لهب»
من السودان جنوبا، إلى غزة شرقا، وليبيا غربا، أزمات تطرح نفسها على طاولة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي.
ويرأس الحوار وزيرا الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يصل إلى القاهرة اليوم الثلاثاء، ويغادرها الجمعة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن "الحوار الاستراتيجي يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ التنمية الاقتصادية وتقوية الروابط بين الشعبين من خلال الثقافة والتعليم".
وأوضحت أن بلينكن سيناقش في القاهرة "الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة بشكل يضمن الإفراج عن كافة الرهائن، والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، والمساعدة في تحقيق الأمن الإقليمي الأوسع نطاقا".
وقال وزير الخارجية الأسبق، رئيس مجلس إدارة المجلس المصري للشؤون الخارجية، محمد العرابي، في تصريح لـ "العين الإخبارية"، إن انعقاد الحوار الاستراتيجي الذي بدأ بين مصر والولايات المتحدة، منذ عام 1999، "يؤكد على النهج الاستراتيجي لمصر، القائم على تنويع علاقاتها الدولية".
وفي هذا الصدد، لفت العرابي إلى أن وزير الخارجية المصري قدم لتوه من موسكو، بعد زيارة مهمة لروسيا هذا الأسبوع، فيما رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، زار أيضا الصين مطلع الشهر الجاري.
وأضاف " الحوار يشير إلى أن مصر ماضية في الدفع بثقلها لتطوير علاقاتها مع كل الأقطاب الدولية الموجودة على الساحة".
واعتبر وزير الخارجية الأسبق، أن عقد الحوار في هذه المرحلة المهمة "يعكس علامة جيدة لنظرة التقدير والاهتمام بالدور المصري والتفاعل الكبير بين القاهرة وواشنطن في هذا التوقيت".
وأشار إلى أن المنطقة تمر بحقبة حساسة، وتشهد توترا غير مسبوق في عدة دول، مشددا على الدور المهم للولايات المتحدة في المنطقة.
ورأى العرابي أن عقد الحوار الاستراتيجي فرصة لرفع مستوى التشاور بين البلدين حول سبل حل المشاكل الإقليمية، خصوصا أنه يأتي وسط جهد أمريكي للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وفي أعقاب زيارة مبعوثي أمريكا إلى السودان توم بيريلو، وليبيا ريتشارد نورلاند، للقاهرة.
وأوضح أن جلسات الحوار الاستراتيجي، غالبا ما تضع الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، وكيفية الاستفادة من ثقل كل دولة لدعم مواقف الدولة الأخرى، لكن تظل الملفات الإقليمية عنصرا مهما في تلك الجلسات، التي تمنح المفاوضين فرصة للتعرف على المدى الذي يمكن أن تصل إليه الدولة الأخرى في معالجة قضايا دولية أو إقليمية معينة.