مصر تستعد لطرح «رأس بناس» للاستثمار.. خبيرة تكشف تأثير المشروع على الاقتصاد
تبذل الحكومة المصرية العديد من الجهود لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وبالرغم من أنها واجهت في الآونة الأخيرة ظروفا متقلبة للاقتصاد العالمي صعبت من مهمتها، إلا أنها تسعى لتعزيز الاستثمارات في المناطق الساحلية ذات الإمكانيات الاقتصادية الواعدة.
ووقعت مصر في شهر فبراير/ شباط الماضي، صفقة استثمارية مع دولة الإمارات، حيث استحوذت شركة "القابضة" (ADQ) على حقوق تطوير مشروع "رأس الحكمة" على سواحل البحر الأبيض المتوسط بقيمة 35 مليار دولار، مع الاحتفاظ الحكومة المصرية بحصة 35% من المشروع وإيراداته.
- أين تقع محطات شحن السيارات الكهربائية في مصر؟.. شاهد الخريطة الكاملة
- أغلى من المانجو.. لماذا ارتفعت أسعار الطماطم في مصر؟
مخطط استثماري لمنطقة "رأس بناس"
وفي السياق ذاته، بدأت مصر في وضع خطة استثمارية لمنطقة "رأس بناس" على سواحل البحر الأحمر بهدف عرضها على المستثمرين، سواء محليين أم أجانب لتنميتها، على غرار مشروع "رأس الحكمة"، وفقًا لوزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، شريف الشربيني.
وتعتبر "رأس بناس" واحدة من بين أكبر تجمعات الشعاب المرجانية البكر في العالم، حيث تمتد شبه الجزيرة على طول 50 كيلومترا داخل مياه البحر الأحمر، وتضم ميناء برنيس التاريخي.
وأكد الشربيني خلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي، أن عملية تسليم أراضي المرحلة الأولى من مشروع "رأس الحكمة" للشركة الإماراتية ستبدأ في بداية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وستُنجز بالكامل في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وأشار الشربيني إلى أن قيمة الأراضي والوحدات التابعة لوزارة الإسكان، التي ستُطرح تدريجيًا، تبلغ تريليوني جنيه، حيث سيتم التعامل مع المستثمرين المصريين بالجنيه المصري لتقليل الطلب على الدولار ومنع ظهور السوق السوداء مجددًا.
في حين هناك منصة إلكترونية خاصة للشراكات المصرية الأجنبية، لإتاحة الفرص الاستثمارية بالدولار عبر تحويلات من الخارج، تسهيلًا لإجراءات الاستثمار.
منطقة "رأس بناس"
تقع رأس بناس على سواحل البحر الأحمر، وتشكل شبه جزيرة تحيط بها المياه، وتقع جنوب مدينة مرسى علم وتبعد نحو 350 كيلومترًا عن محافظة الأقصر.
وتمتد هذه المنطقة على طول مسافة تزيد عن 50 كيلومترًا داخل البحر الأحمر.
وتخطط وزارة الإسكان لجعل رأس بناس واحدة من أكبر الوجهات السياحية في المنطقة، حيث تُصف بأنها منطقة بكر ستُخطط بمستوى عالمي.
وتتميز رأس بناس بأنها تضم أكبر مناطق الشعاب المرجانية الطبيعية في مصر، بالإضافة إلى بعض الجزر الصغيرة.
وتضم المنطقة أيضًا نقاط للغوص ومواقع للشعاب المرجانية، مثل منطقة الشعاب السطايح ومنطقة الشعاب المالك، بالإضافة إلى منطقة بيت الدلافين وبعض الجزر الصغيرة المحيطة بها.
وتتميز بمناخ معتدل يميل للدفء على مدار العام، كما تتميز بالتيارات الهوائية المشابهة للزعفرانة.
وستتضمن المنطقة ميناءً ومنطقة سياحية تُشبه جزيرة ممتدة داخل البحر، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة مستقبلاً.
الاستثمار في مصر
وفي حديثها لـ"العين الإخبارية"، أشادت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة المصرية بدور الدولة المصرية في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأكدت على أن مصر لديها مسار تصاعدي في مقومات جذب المزيد من الاستثمارات فى سباق يخوضه العالم لجذب الاستثمارات المباشرة وزيادة حجم الاستثمارات وبناء الاقتصاد التنافسي في وقت يتطاحن فيه العالم فى محاولة منه لجذب أكبر رقم من الاستثمارات بما لديه من محفزات.
لافتة إلى أن الدولة المصرية تمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافها في بناء قاعدة إنتاجية متنوعة وتحقيق تطور اقتصادى حقيقى وشامل، كما أنها أوجدت علاقة بين أدوات الاستثمار، خاصة بعد عملية الإكراه الاقتصادى التى مارستها السياسات التشددية النقدية والتى أدت إلى خروج الأموال الساخنة بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.
وشددت أستاذ الاقتصاد والطاقة المصرية على أن الدولة المصرية تحرص على اتخاذ خطوات وتيسيرات تعزز المناخ الاستثماري الجاذب لجناحى الاستثمار سواء المحلى أو الأجنبى.
كما أنها تعمل على تذليل كافة العقبات، الأمر الذي يشكل علامة فارقة نوعاً وكمٱ، وتمثل تطور فى ملف الاستثمارات الذى فتح شهية المستثمرين فى تحول دراماتيكي لملف شراء المستقبل المرتبط بالاستثمار المسئول الذى يربط بين الناتج القومى والنشاط الاقتصادي، وفقًا لما ذكرته الدكتورة وفاء علي.
أهمية تطوير منطقة "رأس بناس"
وأكدت أن الإعلان عن طرحها للمستثمرين المحليين والأجانب بمخطط جغرافي استثماري لهذه المنطقة على البحر الأحمر، جاء طبقًا للتصريحات الرسمية، مشيرة إلى أن المنطقة تتميز بموقعها الجغرافي الواعد وواجهتها البحرية على البحر الأحمر.
كما أنها تتمتع أيضًا بـ"لسان بحرى" متميز طوله 50 كم، وتقع جنوب مرسى علم، كما أنها تبعد عن محافظة الأقصر بـ350 كيلومترًا، ومن المقرر أن تضم المنطقة ميناء ومنطقة سياحية تشبه الجزيرة داخل البحر.
وبحسب أستاذ الاقتصاد والطاقة المصرية، فهذه الدلالات الضمنية للمؤشرات الاقتصادية الإيجابية تؤكد أن مصر تقف على أرض ثابتة فى جلب الاستثمارات بمحاور أساسية فى واحد من أهم الملفات الاقتصادية بالرغم من حالة الاختناق العالمى مما قلص النمو فى أسواق العالم، موضحة أن مصر آلت على نفسها بالحفاظ على الاستدامة المالية والاستقرار المالي بمرونة سعر الصرف وإعادة هيكلة البنية التشريعية حتى تتفادى منحنيات الصعوبة التى يمر بها العالم أجمع والصدمات الفجائية التى خرجت عن كل التوقعات.
وأكدت علي أن هذه الصفقات الاستثمارية وضخ الاستثمارات المباشرة في جسد الاقتصاد المصري، أتت بانتعاشة، حيث أنه أصبح هناك تغيير إيجابي مستدام نحو نهضة تنموية للاقتصاد المصرى تذهب إلى المستقبل بآليات التحفيز الاقتصادي.