فنان مصري يرسم بالرمال لـ"بوابة العين": أخشى اندثار حرفتي
منذ 27 عاماً بدأ أحمد مخيمر في استخدام الرمال لتصميم لوحات تعبر عن خصوصية بيئته، ويشارك بها في معارض عالمية.
منذ 27 عاماً، بدأ أحمد مخيمر في العمل على فن من نوع خاص، إذ ساعدته بيئته الصحراوية على تعلم حرفة كان لها انتشار جيد حينها، وهي تحويل الرمال إلى لوحات فنية بارزة ومحترفة.
يعيش مخيمر بمحافظة الوادي الجديد، التي تقع جنوبي غرب مصر، وتبعد عن العاصمة بنحو 600 كيلومتر، واعتاد طيلة السنوات الماضية أن يذهب من حين لآخر إلى الجبل ليقتني ما شاء له من أحجار ذات ألوان مختلفة، يطحنها ويغربلها لتصبح جميع الحبيبات بأحجام متناسقة، ثم يبدأ بعدها في تكوين فنياته الخاصة.
يقول مخيمر في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية: "كل لوحاتي مصنوعة من خامات بيئية تماماً وغير مكلفة، الرمل الطبيعي فقط دون أي إضافات، أستمد من خير الطبيعة ما تجود به ثم أرسم اللوحات بالغراء اللاصق، وأبدأ في تشكيل حبيبات الرمل المطحون فوق الرسم.. اللوحات تخرج مجسمة لأنني أتحكّم في سمك طبقات الرمل التي أستخدمها، وأجعل كل طبقة لها سمك مختلف عن الآخر".
بالرغم من البساطة البادية للفكرة، إلا أن مسيرة مخيمر مر بتطورات عديدة؛ في البداية كانت حرفة عادية، ومع الوقت أصبح يشعر باندماج حقيقي مع تكوينات الصورة وأجزائها، وهو ما ساعده على الارتقاء بمستوى الاحترافية والدقة في التكوين ونمو إيمانه بأنه قادر على صناعة الأجمل، إلا أن لوحاته مع ذلك، ظلت غالبيتها تعبر، على مر السنوات، عن بيئة "الواحات" المصرية، التي دائماً ما يشعر أنه يحمل على عاتقه مهمّة نشر ثقافتها وتعريف الأجيال الجديدة بعناصرها، التي كادت أن تختفي مع هجمة الحداثة.
مخيمر، الذي يبلغ من العمر 58 عاماً، له ابن شاب ولد في عصر الإلكترونيات والحياة السريعة، تخصّص في علوم الكمبيوتر وفشل الأب في توريثه حرفته، التي قال إنها أصبحت شديدة الندرة، ولا يمارسها الآن في محافظات مصر كلها سوى شخص واحد فقط بجانبه هو، كل ذلك زرع فيه الخوف على مهنته المحببة من الاندثار.
الإقبال على لوحات مخيمر ليس قليلا أبداً في المحافظات المصرية التي لا تعرف هذه الصناعة، لذا اعتاد أن يشارك في العديد من المعارض داخل مصر وخارجها ويبيع بضاعته جميعها التي يبدأ سعرها من ألف جنيه (فما أكثر، يستعد الآن لإقامة معرضه في ألمانيا لكنه في الوقت نفسه يعاني من عدم وجود من يساعده في العمل الذي يحتاج إلى مزيج من الفن والصبر .
يتوقف الوقت الذي تستغرقه لوحات مخيمر على حجم التفاصيل داخل اللوحة الواحدة، ساعتين أحياناً وأياماً كاملة أحياناً أخرى، إضافة إلى الوقت الذي يذهب فيه إلى الجبل، ومثيله الذي يغربل فيه الرمل ويطحنه، ويتساءل :"لماذا يحب الشباب السرعة ولا يتحملون ما ينبغي عليهم تحمله من أجل العمل؟ ".
بالرغم من بساطة فكرة منتجاته إلا أن مخيمر لا يحب أن ينظر إليها المشتري على أنها "مجرد مجموعة من الرمل"، بل كترجمة لفكره الفني ورغبته في أن تبرز فنياته قطعة من ملامح الواحات المصرية ذات الطبيعة الخاصة جداً.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز