بحيرة البردويل.. قبلة الباحثين عن أجود أنواع الأسماك في مصر
أسماك بحيرة البردويل تلقى رواجا بين المستهلكين في مصر بعد أن أكدت تقارير علمية أنها من أنقى الأنواع وتعتمد على التغذية الطبيعية.
"بحيرة البردويل"، هي ثاني أكبر بحيرات مصر المنتجة للأسماك، وتقع على ساحل شمال شبه جزيرة سيناء، أصبحت قبلة الباحثين عن أجود أنواع سمك البوري والدنيس وغيرها من الأنواع الأخرى والقشريات، ويجلبها من عمق البحيرة أكثر من ٤ آلاف صياد ينطلقون يوميا في مراكبهم وجميعهم من أبناء القبائل البدوية القاطنة جنوب البحيرة.
الخمسيني "حميد حسين"، صياد ببحيرة البردويل، يصل فجر كل يوم إلى شاطئ البحيرة، لينطلق بمرافقة ٣ من مساعديه على ظهر مركبه الذي يحمل اسم "مستورة"، في رحلة وصفها لـ"العين الإخبارية" بالشاقة، وفي نهايتها يعودون بما قسم لهم من رزق لبيعه على تجار ينتظرونهم على اليابسة.
أضاف أنه من أبناء قبيلة الدواغرة البدوية، التي يعمل جميع أبنائها في نشاط صيد السمك في بحيرة البردويل، وهم يقيمون بمحاذاة مسطح البحيرة الممتد لنحو ٩٠ كيلومترا على ساحل شمال سيناء.
واستطرد الصياد، أنهم في شمال سيناء يعدون القبيلة البدوية الوحيدة التي يعمل معظم أبنائها في صيد السمك، ويشاركهم بعض أبناء قبائل بدوية أخرى مجاورة لهم ومنها البياضية والسواركة.
وقال حسين إنهم يتوارثون حرفة الصيد عن آبائهم منذ القدم، وفترة عملهم في البحيرة موسمية تبدأ من شهر مايو/أيار حتى نهاية يناير/كانون الثاني هي فترة الصيد، تعقبها شهور المنع، لإتاحة الفرصة لزريعة الأسماك للنمو بشكل طبيعي.
وتصنف بحيرة البردويل ثاني أكبر بحيرات مصر بعد المنزلة، وطولها نحو 90 كم، وعرضها نحو 22 كم، وتغطي مساحة تقارب الـ700 كم مربع.
يجلب الصيادون صيدهم في البحيرة نهاية كل يوم، ويعد الصياد حميد حسين، أن وصولهم لليابسة حاملين صيدهم من أسعد اللحظات، حيث ينتظرهم التجار، وما إن يبيعوا ما جلبوه حتى ينطلقوا للعودة إلى قراهم، بعضهم مترجلا، وآخرون في سيارات نصف نقل، يحملون حصاد الشقاء من المال وكميات من الأسماك لأطفالهم وأخرى هدايا لأصدقائهم.
ووفقا لبيان رسمي لإدارة بحيرة البردويل تحتوي البحيرة على أنواع هي: البوري، والدنيس، والقاروص، وموسى، ووقار، ولوت، ودهبانة، والجمبري، وسيجان، ومياس، وغزلان، وشبار، وشخرم، وسرفديا، ومنقار، وثعبان بحر، وكابوريا.
ويشير الصياد إلى أنهم بعد عودتهم إلى قراهم ليلا يقضون وقتا بين أسرهم يروون لأطفالهم جانبا من مشاهدات يومهم في عرض البحيرة، ثم يلتقون في مجموعات لإصلاح شباك الصيد التي تعرض بعضها للتقطيع، واُخرى فقدت أثقالها خلال يوم عملهم الطويل، ويعوضون الفاقد منها بجديد، ليتسنى لهم بداية عملهم في اليوم الثاني دون معوقات.
الصيادون داخل البحيرة يتنوع نشاط صيدهم وفقا لما تعرف بـ"حرف الصيد"، التي تختلف عن بعضها، من حيث كمية شباك الصيد ومساحتها وطريقة طرحها لصيد السمك، وجرها في المراكب، وهي تسير في بطن البحيرة بفعل ما يعلق بأطرافها من أثقال.
وصنفت ٦ أنواع لحرف الصيد في بحيرة البردويل، وهي "الدبة" قائمة على الصيد بشباك من 3 طبقات بارتفاع من 1: 2 متر وطول الشباك 750 مترا، و"الدبديبة" هي شباك من 3 طبقات بطول 400 متر للمركب الواحد، و"البوص" تعتمد على طبقة شباك واحدة بعرض 5 أمتار، وبطول 800 متر، و"الكابوريا" هي شبكة من طبقة واحدة بارتفاع متر، و"السنار" تعتمد على خيوط من النايلون لا يزيد طولها على 300 متر معلقة بها خيوط بكل خيط سنارة على أبعاد متساوية، و"الدهبانة" هي شبكة على جزأين لا يزيد طول كل منهما على 400 متر.
إنتاج "البردويل" من الأسماك يلقى رواجا بين المستهلكين في مصر بعد أن كشفت تقارير علمية أنه يعد من أنقى أنواع الأسماك التي تعتمد على تغذية طبيعية دون أي تدخل بشري، كما أن البحيرة تمتاز مياهها بالتجدد الدائم وخلوها من أي ملوثات أو مصارف باستثناء ما يصلها من مياه البحر، عبر بواغيز رئيسية يتم تنظيفها وتجهيزها مع كل موسم صيد جديد.
وقال الدكتور شكري سالمان، مدير مكتب المصايد بشمال سيناء، إن إنتاج البحيرة بلغ في الأسبوع الماضي 290 طنا من مختلف الأنواع، وعلى رأسها البوري والدنيس والقاروص وغيرها من الأنواع، لافتا إلى أن 1228 مركبا للصيادين تعمل في البحيرة، وتنطلق يوميا من خلال منافذ السروح، وهي عبارة عن مرافئ صغيرة على طول البحيرة وتحمل أسماء "التلول"، و"أغزيوان"، و"النصر".