في معرض "الصيد النوبة والفروسية".. عيون مصطفى الرزاز تتسع لقصة خالدة
معرض فني جديد للفنان المصري مصطفى الرزاز، الذي يقترب مشروعه الفني الآن من 50 عاما، ما الذي يطرحه في معرضه الجديد ومن هم أبطاله؟
قرابة الـ50 عاما هي حصيلة عمله ومشروعه في الفن التشكيلي والجرافيكي، هو الدكتور مصطفى الرزاز، الحائر بين أيقونات التاريخ المصري ومساحاته الفانتازية.
منذ هذا التاريخ ويسجل الرزاز عبر معارضه في مصر والعالم تيمات شعبية منذ الستينيات، العرائس الشعبية والوجوه التاريخية، والموالد، وغيرها، وفي محطته الأحدث يشيّد عالما على ثلاثة أضلاع "الصيد..النوبة والفروسية"، تشترك وتتناغم ويبحث فيما بينها عن عالم مشترك للحكي.
المعرض الذي يستضيفه "جاليري بيكاسو" القاهري ويستمر حتى يوم 10 مايو آيار المقبل، يجمع فيه الرزاز شغفه النبيل بالأيقونات المصرية النوبية من خلال البشر الأسمر، متسع العيون، المحاكي لصفاء المكان الجنوبي وترفعه عن الصخب.
لا يمكن في أعمال الرزاز أن تفتقد الخيل، فهو حاضر على مدار مشروعه الطويل، هو الشاهد والرواي، قدم الحصان رسما ونحتا، من الحصان العربي، إلى الحصان الشعبي، وفي هذا المعرض دمجه مع المحيط النوبي وبشره ونيله، فالبشر والخيل بارزون يبتعلون المشاهد للوحات بأعينهم الفصيحة.
ويمهد صاحب المعرض أرضا هوائية للوحاته، يستغنى عن الجاذبية، البشر والخيل ليسوا ملتصقين بالأرض، هائمين في الهواء، كالأحلام الشغوفة، التي ظل الفنان مصطفى الرزاز يتتبعها بحثا حتى أتم تدوينها في لوحاته الأخيرة، وعنها يقول مصطفى الرزار : "ثلاثة موضوعات هيمنت على تصوراتي منذ الستينيات ودفعني شغفي الممتد إلى تكرار الزيارات الميدانية وإجراء الحوارات والتسجيلات الخطية، والقراءة والبحث، وتأمل أحوال الناس ومحاورتهم، فصار إيقاعهم جزءا مني، أحيانا أري بعيونهم".
ويضيف"كانت تلك المصادر الملهمة ومازالت تشحن تجاربي الفنية المتتابعة، لأعيش بين العالم الملموس، وبين الخيال الأسطوري, وهذا المعرض 2018 هو أحد هذه التجليات".
القوارب الخشبية البسيطة تُكمل ثلاثية "الصيد، النوبة الفروسية" تُكمل الصفاء والتلاحم البشري بالخيل، وتحيلك لتاريخ الصيد النيلي، وربما الطوف على سطحه استسلاما.
وتحلق الطيور بأعين مقتبسة من أعين الطير، فوق الرؤوس، تارة فوق رؤوس الخيل، وتارة فوق وجوه نوبية مُحبة، تُحلق وتضفي على لوحات المعرض كثيرا من التحرر والتحليق، والطيور من ثيمات الفنان مصطفى الرزاز الأثيرة في مشروعه الفني بشكل عام، تُلهمه وترتفع بسقف لوحاته للأفق.
"بالتة" ألوان الرزاز، لا تبرح أرضها الترابية الثرية، اختار لأعين شخوصه (الخيل والبشر والطير) الأعين البنية السمراء والفيروزية الرائقة، وشيّد براحا من ألوان السماء والنبات ولون الياسمين وأصداء اللوتس، جاعلا من براحه مفردات قصة قديمة خالدة.