لوحات ألسكندر صاروخان تتألق في "ملتقى الكاريكاتير" بالقاهرة
برغم مرور 44 عاما على رحيل صاروخان إلا أن لوحاته تعد من أهم اللوحات التي شاركت بالملتقى الخامس والتي يزيد عددها على 600 لوحة
في أحد أركان قصر الفنون بدار الأوبرا، وبرغم كونها متوارية قليلا عن أعين الجمهور، جذبت لوحات رائد فن الكاريكاتير الراحل ألكسندر صاروخان (1898 – 1977) رواد الملتقى الدولي الخامس للكاريكاتير بالقاهرة، والذي أهديت إليه هذه الدورة.
وكرمت جمعية الكاريكاتير المصرية سيتا ألكسندر صاروخان الابنة الوحيدة لصاروخان، وزوجها جارو نارديان لجهودهما طوال أكثر من 40 عاما في الحفاظ على التراث الكاريكاتوري والفني لرائد الكاريكاتير السياسي الفنان المصري الأرمني صاروخان.
وعلى الرغم من مرور 44 عاما على رحيل صاروخان فإن لوحاته تعد من أهم اللوحات التي شاركت بالملتقى الخامس والتي يزيد عددها عن 600 لوحة، إذ يتميز صاروخان ببصمة فنية فريدة في أعماله وملامح شخصيات لوحاته، وهو مبتكر شخصية "المصري أفندي" الشهيرة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية. كما ناقش أهم القضايا والأزمات السياسية على المستوى العربي والإقليمي بريشته مؤرخا لأحوال العالم العربي.
وقف "جارو" زوج ابنة صاروخان أمام اللوحات يشرح لجمهور ملتقى الكاريكاتير ما كان صاروخان يقصده في لوحة "صاروخان بعيون فناني العالم". يقول لـ"العين الإخبارية": "هنا سنجد صاروخان يرسم نفسه متخيلا كيف يمكن أن يرسمه جوجان أو رامبرانت أو بيكاسو أو محمود سعيد".
ويستطرد ضاحكا: "في بورتريه بيكاسو يجسد صاروخان نفسه على هيئه رأس حمار، بينما جسد نفسه رجل شعبي بجوار "القلة" التي كانت تظهر بشكل كبير في أعمال محمود سعيد، ويظهر رجل من عصر النهضة مرتديا قبعة في لوحة دافنشي.. كان مبدعا وخفيف الظل".
يتابع جارو بشغف كبير مشيرا إلى لوحة أخرى بعنوان "رقصة التحطيب": "تضم اللوحة 80 شخصا كل شخص له تعبيرات ويقوم بحركة.. لوحة مليئة بالحيوية".
ويتابع مشيرا إلى لوحة أخرى: "هذه اللوحة هي أول غلاف لمجلة آخر ساعة، أحتفظ لدي بالأصل". ويؤكد "أسلوبه الكاريكاتوري متميز لم يتمكن أحد من تقليده ولا تزال رسومه تبهر الجميع عربا وأجانب، ونحن حريصون على الحفاظ على تراثه الفني الذي لا يقدر بثمن".
وتسلم جارو درع وشهادة تقدير من جمعية الكاريكاتير المصرية من رئيسها الفنان الكبير جمعة فرحات.
وكان صاروخان واسمه الحقيقي "ألكسندر هاجوب صاروخانينان" ولد في أول أكتوبر عام ١٨٩٨ ببلدة "أرادانوج" أقصى شمال شرق تركيا، قضى صاروخان فترة من حياته بفيينا، حيث تعرف على عبد القادر الشناوي الذي قصدها لدراسة فنون الطباعة، حيث كان ينوي إنشاء مطبعة في مصر وإصدار صحيفة أو مجلة أهلية، كان يبحث في تلك الفترة عن فنان كاريكاتيري جيد يأخذه معه إلى مصر ليرسم في صحيفته أو مجلته.
وقد أُعجب الشناوي كثيرًا بصاروخان وقرر إحضاره إلى مصر. فتعرف صاروخان على عدد كبير منهم مثل: محرري الصحف والمجلات والتجار وبعض الحرفيين، لكن أهمهم هو الزنكوغرافي "أرام بربريان" الذي كان يقوم بإعداد كليشيهات أغلب الصحف والمجلات الصادرة بالقاهرة بجميع اللغات.
وفي عام ١٩٢٧ التقى محمد التابعي (رئيس تحرير روزاليوسف في ذلك الوقت) صاروخان في ورشة بربريان وأخذه معه للعمل بروز اليوسف.
واستطاع صاروخان أن يكون أول رسام يبتكر شخصية نمطية كاريكاتيرية في مصر تعبر عن العقل والمزاج العام للشعب المصري، وهي شخصية "المصري أفندي".
وانتقل صاروخان بعد ذلك مع التابعي للعمل معه في مجلته آخر ساعة التي أصدرها عام ١٩٣٤.
وفي عام ١٩٤٦ اشترى علي ومصطفى أمين مجلة آخر ساعة من محمد التابعي وانتقل التابعي وصاروخان للعمل بأخبار اليوم لينضم صاروخان إلى زميله الرسام محمد عبد المنعم رخا الذي كان يرسم على صفحات أخبار اليوم منذ تأسيسها.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الخامس الذي تنظمه الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع وزارة الثقافة يستمر حتى 25 من أبريل/نيسان الجاري.
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز