رشوة الـ150مليون بمصر.. كوميديا سوداء على فيسبوك
رشوة الـ150مليون التي ضبطتها هيئة الرقابة الإدارية المصرية في منزل أحد الموظفين الحكوميين الاهتمام على موقع فيسبوك
خطفت رشوة الـ150 مليون التي ضبطتها هيئة الرقابة الإدارية المصرية في منزل أحد الموظفين الحكوميين الاهتمام على موقع فيسبوك، ليتراجع أمامها الكثير من المشكلات، التي كانت محور حديث المصريين خلال الأيام الماضية، مثل أزمة نقص أصناف بعض الأدوية وغلاء الأسعار.
ورغم طرافة التغريدات التي أطلقها المصريون، إلا أنها حملت في طياتها ما يمكن وصفه بـ"الكوميديا السوداء"، وهي التي تعتمد على ما يؤلم ويحزن لكنه يدفع إلى الضحك.
أغلب التغريدات مالت إلى الربط بين هذه الرشوة وتنوع عملاتها والقرض الذي حصلت عليه مصر من صندوق النقد الدولي.
وعثر بمنزل الموظف المرتشي، ويعمل مديرا للمشتريات بإحدى الهيئات القضائية، على مبلغ 150 مليون جنيه، جمعها من عملات مختلفة، تنوعت بين 4 ملايين دولار أمريكي، و2 مليون يورو ومليون ريال سعودي، إضافة إلى 24 مليون جنيه مصري، وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية بخلاف العقارات والسيارات التي يملكها.
وقال أحد المغردين: "لماذا لجئنا لصندوق النقد الدولي للحصول على قرض، بعض النشاط من هيئة الراقبة الإدارية يمكن لمصر تحصيل أكثر من قيمة القرض"، وقرض صندوق النقد الذي حصلت عليه مصر قيمته 3 مليارات دولار، حصلت على واحد منها، وتنتظر الحصول على الثاني قريبا، بينما ستحصل على الثالث في عام 2018.
ومن قرض صندوق النقد، إلى الربط بين هذه الرشوة الضخمة، ومشكلة الارتفاع في قيمة فواتير الكهرباء الشهرية التي يشتكي منها أغلب المصريين.. فقال مغرد آخر: "150 مليون جنيه!!.. أكيد كان محتفظ بهم حتى يسدد فاتورة الكهرباء".
وطالب مغرد ثالث، الاستعانة بخبرات المرتشي الذي ألقي القبض عليه، لمعرفة أساليب المرتشين، ومن ثم العمل على الحد منها.
وقال: "بعيدا عن حجم الأموال المضبوطة التي يمكن الاستفادة منها، هذا الرجل ثروة يجب الاستفادة منها في مجال آخر، وهو معرفة ألاعيب المرتشين".
وامتدت حالة الاهتمام بتلك الرشوة الضخمة، إلى المتخصصين في علم النفس، الذي حاولوا تحليل شخصية هذا المرتشي، وأسباب حالة الشره للمال التي أصابته.
ويقول الدكتور جمال فرويز، خبير علم النفس، عن شخصية هذا المرتشي أنها "سيكوباتية" من النوع المتصاعد، وتختلف عن شخصية السيكوباتي "العاجز".
ويخرج السيكوباتي "العاجز" سلبيات شخصيته في سرقات "تافهة"، كسرقة حافظة نقود وإنفاق حصيلتها على كأس من الخمر أو تدخين علبة "سجاير" أو غيرهما، بينما السيكوباتي المتصاعد يركز جهوده على السرقات الضخمة.
وفي تحليل أعمق لشخصية المرتشي المضبوط، أضاف "فرويز" لبوابة العين الإخبارية، إنه على كل الأحوال، إن السيكوباتيين بنوعيهما يتشاركان في صفات أهمها فقدان المشاعر والإحساس، وعدم الاكتراث بعواقب الأفعال الخاطئة التي يرتكبانها، فضلا على نمطية الأخطاء وتكرارها بالطريقة نفسها.
وأشار إلى أن شخصية السيكوباتي المتصاعد الذي ينتمي إليه الشخص الذي أصبح حديث المصريين اليوم، عادة ما يبتلى بها من يتولون مراكز عليا، ومناصب كبيرة، والفاسدون في أجهزة الدول ينتمون إلى هذا النوع.
وعن ظروف نشأة هذه الشخصية، يقول: "غالبا ما يكون هذا الشخص نشأ في بيئة شديدة التواضع، ربما يكون له والدان وأسرة ذات أخلاق عالية، إلا أنه شب وفي صدره وخياله تطلعات ضخمة، فأصبح يقدس الاكتناز وجمع الأموال بكل طريقة".
وأوضح أن هؤلاء يكون لديهم "عطش للمال" باستمرار، وهو ما يفسر احتفاظهم بالأموال المسروقة أمام أعينهم في منازلهم، فمن ناحية يمتع عينه بين الحين والآخر بالنظر إليها ويشبع رغبة عطش المال بداخله، ومن ناحية أخرى يهرب من مساءلات محتملة عن مصدر أمواله إذا أودعها داخل "البنك".
وعن طرق التوصل لنقاط ضعف هذه الشخصيات واستخدامها لضبط المزيد منهم، قال "فرويز" عن هؤلاء: "عادة ما يظهرون في ثوب"المتدين أكثر من اللازم، ويسعى دائما لإظهار تدين غير حقيقي، ويتحدث بشكل مبالغ فيه عن أعماله الطيبة، ولذلك يصعب اكتشافهم".
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز