بالصور.. طفل عراقي حرمته "الرشوة" من رئاسة إسرائيل
وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، بنيامين بن إليعازر، سيتم دفنه الثلاثاء، والشرطة تسمح لابنه "الهارب" بحضور الجنازة دون القبض عليه.
هاجر طفلا من العراق عام 1950 إلى إسرائيل، وسرعان ما أصبح وزير الدفاع، ورئيس حزب العمل، لكنه قبل أن يصل إلى قمة الهرم السياسي، أي إلى رئاسة الدولة، استقال من كل شيء على خلفية اتهامات بالفساد.
إنه بنيامين بن إليعازر، واحد من أبرز أعلام إسرائيل، ولد في مدينة البصرة العراقية في 12 فبراير عام 1936، وتوفي مساء الأحد، عن عمر 80 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، حيث قضى الأسبوعين الأخيرين في غرفة العناية المركزة.
رحل بن إليعازر تاركًا زوجته "دولي" و5 أبناء، والكثير من الأحفاد، وأعلنت أسرته أنها ستتبرع بقرنية عينيه، على أن يتم دفنه نه أنه الثلاثاء، إلى جوار والديه في مقابر حولون، بعد جنازة تقام في الساعة 3 والنصف عصرًا.
تولى رئاسة حزب العمل، وتزعم المعارضة الإسرائيلية، وتم انتخابه عضوًا بالبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) طوال أكثر من 30 عامًا.
تولى العديد من الوزارات في مختلف الحكومات الإسرائيلية، وعلى رأسها وزارة الدفاع، وزارة الصناعة، وزارة التجارة والعمل، وزارة البنية التحتية، وزارة البناء والإسكان، وكذلك وزارة الاتصالات.
برز اسم بن إليعازر بقوة على مسرح الأحداث بعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالانتخابات في فبراير 2001 حيث منحه حقيبة وزارة الدفاع.
وصل ذات مرة إلى قاعدة عسكرية، فرفض الجندي الحارس على البوابة إدخاله، حيث لم يتعرف عليه، فما كان من بنيامين، المعروف باسم "فؤاد"، إلا أن أخرج رأسه من النافذة وقال للحارس: "هاي يا حبوب.. أنا وزير الدفاع". فقال له الحارس: "إنه أحلى منصب توليته".
بعد 4 سنوات من هجرته إلى إسرائيل، تم تجنيده بالجيش الإسرائيلي، في لواء جولاني، وصعد في سلم القيادة حتى بلغ رتبة "عميد"، ذاع صيته العسكري حين كان قائدًا لوحدة "شاكيد" العسكرية الإسرائيلية خلال حربي 1967 وأكتوبر 1973، المعروفين لدى الإسرائيليين اسمي "حرب الأيام الستة" و"حرب عيد الغفران"، على الجبهة المصرية، وهي الوحدة التي أكدت تحقيقات صحافية إسرائيلية عام 2007، أنها قامت، خلال حرب يونيو 1967، بمطاردة وقتل أسرى حرب مصريين في شبه جزيرة سيناء.
وفي عام 1968 أصيب في هجوم أردني على المروحية التي كان على متنها.
في سبعينات القرن العشرين تم تعيينه في منصب القائد الأول لمنطقة جنوب لبنان، حيث كان مسؤولًا عن تشكيل جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل.
ترك الخدمة نهائيًّا بالجيش الإسرائيلي عام 1984، وفاز في انتخابات الكنيست التي جرت بنفس العام، وأصبح عضوًا في لجنة الأمن والشؤون الخارجية، واختاره رئيس الحكومة آنذاك إسحاق رابين وزيرًا للبناء والإسكان، حيث رافقه عام 1994، ليكون أول وزير إسرائيلي يلتقي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لإجراء محادثات معه.
ويقول المقربون منه أن أبرز ما كان يميزه أنه يقرر وينفذ، بدون بيروقراطية أو كلام، فضلًا عن كونه ذكيًّا مثقفًا، يجيد العربية والإنجليزية، وماهر في إقامة العلاقات الشخصية الودودة الدافئة مع الجميع، بدءًا من رؤساء الدول، ومرورًا الأصدقاء والمساعدين والسكرتارية والحراس
ذاعت شهرة فؤاد أيضًا كثرة رحلاته إلى مصر، وعلاقاته الجيدة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والتي قالت بعض التقارير الإسرائيلية، إنها كانت حاسمة في صدور قرار إسرائيلي بإبرام صفقة الغاز مع مصر.
لكن أهم ما ميز سيرته السياسية، هو تعيينه وزيراً للأمن في حكومة اريل شارون عام 2001، إذ تمكن شارون، بفضل الغطاء الذي وفره الوزيران "اليساريّان" في حكومته، وهما وزير أمنه الجديد، بن أليعازر، بالإضافة إلى وزير الخارجية، شمعون بيريز، من شنّ عدوان "السور الواقي" على الضفة الغربية المحتلة، ومحاصرة الرئيس الفلسطيني السابق، ياسر عرفات.
بدأت المشاكل الصحية لبنيامين بن إليعازر في يناير 2011، حيث أصيب بفيروس غامض دخل على أثره العناية المركزة، وبقي بها لعدة أسابيع، وعلق حينها قائلاً: "لقد أعادني الأطباء من الموت إلى الحياة".
واستأنف عمله العام حتى نجح في انتخابات الكنيست في يناير 2013 مجددًا، حتى بلغ القمة حين رشحه حزب العمل لتولي رئاسة إسرائيل عام 2014، لكنه استقال وخرج من السباق بعد خضوعه لتحقيقات الشرطة الإسرائيلية، أسفرت عن إحالته إلى القضاء العام الماضي بتهمة ارتكاب جرائم الرشوة وغسيل الأموال والاحتيال وخيانة الأمانة والتهرب من الضرائب، لكنه مات قبل إدانته بارتكاب أي منها.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية سمحت لابنه "أوفير"، الذي يقيم في الخارج، أن يدخل إسرائيل لحضور جنازة والده دون القبض عليه، خاصة أنه مطلوب على قوائم الانتظار لتورطه في قضايا فساد.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز