برقية سرية بريطانية: الإخوان تغلغلوا في الشرطة المصرية بالأربعينيات
كما كشفت عن تلقيهم تمويلا خارجيا
"العين الإخبارية" تواصل نشر سلسلة برقيات سرية أرسلها دبلوماسيون بسفارة بريطانيا في مصر إلى بلادهم إبان الاستعمار.
على مدار سلسلة من الحلقات، تنشر "العين الإخبارية" عددا من البرقيات السرية التي أرسلها دبلوماسيون بالسفارة البريطانية في القاهرة إلى حكومة بلادهم عن سير الأوضاع بمصر خلال عقود مضت.
- وثائق الاستخبارات الأمريكية تعري مخططات تنظيم الإخوان
- برعاية القرضاوي ويوسف ندا.. "المعهد الدولي للفكر" ذراع الإخوان
وتتعلق هذه البرقيات بفترة الأربعينيات من القرن الماضي، وتختص بملف جماعة الإخوان الإرهابية.
وتكشف برقية حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها النقاب عن تغلغل الإخوان في الشرطة المصرية وتلقي الجماعة أموالا من الخارج.
وكتب ج. جينكينز، في برقية موجهة من السفارة البريطانية في القاهرة إلى بلاده، في كانون الثاني/يناير ١٩٤٨ عن تفاصيل محادثة له مع مسؤول من الحكومة المصرية- لم يكشف عن اسمه لكنه سماه برمز "ترومبون"، أشار إلى اعتراض رسالة كانت موجهة إلى مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا.
وقال المسؤول المصري "إليك رسالة كانت من المقرر أن تصل إلى حسن البنا، قمنا بترجمتها".
وكتب جينكينز، الذي يتضح أنه كان المسؤول الأمني في السفارة البريطانية "هذه الاكتشافات جعلت الشرطة، بطبيعة الحال منفعلة للغاية لأنها شعرت بأن هناك طابورا خامسا جاهزا بين صفوفها وأن عمليات الاغتيال الفردية ستكون سهلة"، من دون الكشف عما أوردته الرسالة بهذا الشأن.
وأضاف "إذا اخترق الإخوان الشرطة إلى هذا الحد، فمن المفترض أن الأمر ذاته ينطبق على الدوائر الحكومية الأخرى، وهذا يثير قضية مهمة تتعلق بوضع الأمن الداخلي في البلاد".
وأشار جيبكينز إلى أنه سأل ترومبون عما إذا كان يعتقد أن التمويل الأجنبي يستخدم فيما يتعلق بالإخوان المسلمين.
وأضاف" أجابني بأن لديهم أدلة قاطعة حول جمع الأموال من قبل الإخوان في باكستان وإرسالها إلى مصر. وقال إنه ينبغي أن ينظر إلى الجماعة بصفة عامة على النطاق الأوسع"، لافتا إلى "وجود العديد من أفراد الجماعة في فلسطين وسوريا".
وأضاف "كما ذكر أيضا أنه في حوزة الشرطة مستندات كانت مرسلة إلى حسن البنا من باكستان تقول إنه يمكنه الاعتماد على مليون عضو على الأقل في دعم قضيته".
وتابع المسؤول الأمني البريطاني "ومضى (المسؤول المصري) قائلا إنه لا يعتقد أن الشيوعيين شكلوا جزءا من الإخوان، لكنهم كانوا يستغلون الوضع لنشر أفكارهم".
وتشير هذه المعلومات إلى تغلغل الإخوان داخل صفوف الشرطة المصرية وتلقي الجماعة تمويلا من الخارج لتنفيذ مخططاتها.
وكتب جينكينز "سألت ترومبون حول شعوره فيما يتعلق بحالة الأمن الداخلي، وأجاب بأنه يعتقد أن الشرطة تسيطر على الوضع ردا على أي محاولة للثورة أو أي مظاهرات داخلية، لكن خوفه الأساسي كان من الاغتيالات الفردية".
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز