صخب افتراضي وهدوء بالميادين.. مصريون يفضحون أكاذيب الإخوان
الجماعة الإرهابية حاولت من خلال الكتائب المروجة للأكاذيب بث مواد مفبركة أملا في أي استجابات لدعوتهم للتظاهر
كشف نشطاء مصريون على شبكات التواصل الاجتماعي محاولة إخوانية جديدة لترويج "شائعات وأكاذيب" بشأن احتجاجات مزعزعة شهدتها البلاد، عبر إعادة ترويج مقاطع مصورة وصور يعود تاريخها لسنوات مضت.
وعلى نحو ساخر انتقدوا ما عدوه دليلا جديدا على انعدام كفاءة الخلايا الإخوانية على شبكات التواصل الاجتماعي التي سقطت في كم من الأخطاء جعلت مهمة فضح أكاذيبهم يسيرة.
ولفت النشطاء إلى أن الجماعة الإرهابية، من خلال الكتائب المروجة للأكاذيب، سعت إلى بث مواد مفبركة، أملا في أي استجابات لدعوتهم للتظاهر، خاصة أنها تستخدم هذه المواد ضمن الدائرة المغلقة لتشغيل قنوات الكذب والتحريض بدول داعمة لها من خارج مصر لإنتاج مشهد افتراضي يوحي بوجود تجاوب شعبي مع دعوات نشر الفوضى في البلاد.
البداية كانت من وكالة الأناضول التركية، التي بثت مجموعة من فيديوهات ثورة 25 يناير، وادعت كذبا أنها خرجت الجمعة بميدان التحرير وعدد من المحافظات، كما نشرت قناة الجزيرة مجموعة من الفيديوهات "صورة طبق الأصل" لميدان التحرير والمحافظات، وهو ما أدركه سريعا نشطاء السوشيال ميديا ونشروا الفيديو الأصلي وإلى جواره المزيف.
وبينما كانت حالة هدوء تامة تسيطر على ميدان التحرير وجميع الميادين بالعاصمة المصرية والمحافظات، بثت الجماعة وكتائبها الإلكترونية مواد فيلمية مفبركة وفيديوهات تزعم خروج مظاهرات، استخدمت خلالها مقاطع مصورة قديمة خلال فترات ما بين 2011 و2013.
وتسعى الجماعة منذ أن أطاحت بها الثورة الشعبية في 30 يونيو/حزيران عام 2013 إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، واستهدف إرهابها عناصر الجيش والشرطة والبنية التحتية، لكن وسط تضييق الخناق على مخططات الجماعة في ظل تنسيق مصري عربي لاحتواء خطرها دفعت الجماعة باتجاه خلق مناخ متوتر.
وقالت سعاد المصري، نائبة البرلمان المصري، إن وسائل التواصل أصبحت منصة لنشر الأكاذيب والشائعات لبعض الجماعات الإرهابية التي تسيء استغلالها، وأصبحت بمثابة منصات مسمومة للترويج لأفكارها المتطرفة وأكاذيبها التي تهدف إلى النيل من عزيمة المصريين وبث اليأس والإحباط في نفوسهم.
وفي واقعة فاضحة حاولت كتائب الإخوان ترويج شائعة مقتل شاب من محافظة الإسكندرية، يدعى أحمد أبوليلة، في المظاهرات بمنطقة سيدي بشر، وروجت صفحات الإخوان بشكل كثيف هذه الأكذوبة، بهدف إثارة الفوضى في الشارع المصري، إلا أن الشاب خرج بنفسه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ ليؤكد أنه حي يُرزق، نافيا ما تردد من شائعات حول خبر وفاته، مهاجما أكاذيب الإخوان قائلا في منشور له: "يعني ينفع كدا.. والله أنا حي أرزق، يا ريت الناس تبطل تنشر أي كلام وخلاص، شير يا جماعة لو سمحتم".
كما تداولت اللجان الإلكترونية الإخوانية صورة لشاب آخر على أنه أيضا أحمد أبوليلة، وأنه قتل في مظاهرة في الإسكندرية، وبعد البحث والتدقيق وراء الصورة وكشف حقيقة ما تروجه الإخوان ولجانها، تبين أن الشاب الذي يروج صورته تنظيم الإخوان قتل في 2013، ويدعى خالد محمد صالح، وهو من منطقة شبرا، وتوفي في أحداث منطقة رمسيس في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وأوضحت "المصري" أن وسائل التواصل أصبحت الطريقة الأسهل والأسرع في اختلاق الشائعات ونشرها، مطالبة بضرورة بذل المزيد من الجهد للتصدي لهذه الشائعات، خاصة بعدما أصبحت هناك جماعات نشاطها الوحيد في الحياة وهمها الأول هو تشويه ما تقوم به الدولة المصرية من مشروعات قومية، وبث الشائعات بين أبناء الوطن لإثارة شكوكه وحثه على خلق الفوضى من جديد.
وأشارت "المصري" إلى أن هذه الجماعات تقوم باجتزاء الحقائق لتسهيل عملية التصديق لدى المتلقي، وهنا يأتي دور المواطن في البحث عن دقة المعلومة وعدم السير خلف هؤلاء المغرضين، ودور الهيئة أو المؤسسة في توفير هذه المعلومات للجميع.
وتحذر القيادات السياسية والأمنية في مصر من أن "(حروب الجيل الرابع) تعد إحدى أبرز الأدوات التحريضية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية لمحاولة تدمير الدول، وتعتمد بشكل رئيسي على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأكاذيب والشائعات ضد الدول".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي أول من استخدمت هذا المصطلح لوصف استخدام تنظيم القاعدة الإرهابي للوسائل الحديثة في تنفيذ عملياته الإرهابية.