ذكرى 25 يناير.. خبراء لـ«العين الإخبارية»: الإخوان سقطوا من ذاكرة المصريين
"تشرذم وانقسامات وانشقاقات"، هكذا أصبح حال جماعة الإخوان الإرهابية تزامناً مع ذكرى 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي فتحت الباب أمامهم للانقضاض على الحكم في مصر.
وقد أتت الذكرى الـ13 لأحداث 25 يناير/كانون الثاني، لتكشف مجدداً القناعات الزائفة لدى جماعة الإخوان الإرهابية بأنها صاحبة تأثير في الشارع المصري، مع فشل الاستجابة لدعواتها التحريضية، كما يجمع خبراء على أن الجماعة قد انتهت، في ظل الانشقاقات الداخلية بها والانقسامات، إلى جانب لفظ الشعوب العربية لها.
وقد كان الإخوان جزءاً رئيسياً من المشهد الذي تشكّل في مصر بعد أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، وقد هيمنوا على أول برلمان منتخب بعد تلك الأحداث، ثم فاز مرشحهم محمد مرسي بالرئاسة في يونيو/حزيران 2012، لكن نتيجة السياسات والقرارات الفاشلة والتركيز على الإقصاء ورهن دولة بقيمة مصر لأجندة ضيقة كادت تدفعها إلى حرب أهلية، خرج المصريون إلى الشوارع وأسقطوا حكم الجماعة الإرهابية في 30 يونيو/حزيران 2013.
تراجع وانحسار
من جانبه، قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لـ"العين الإخبارية"، إن "ذكرى 25 يناير/كانون الثاني تأتي دائماً ومعها تأكيد تراجع وانحسار جماعة الإخوان الإرهابية، وإن كان علينا الاحتفال بتلك الذكرى، فسيكون لأنها كانت كاشفة لتلك الجماعة وأفكارها حتى لو وصلت إلى السلطة".
وأضاف أن 25 يناير/كانون الثاني هي الذكرى التي وصل من خلالها إلى الحكم الإخوان وعديد من التنظيمات الإسلاموية، لكنها تحولت إلى ذكرى انكسار وانحسار للفكرة المؤسسة، سواء في القاهرة أو العديد من العواصم العربية، إذ لفظت الشعوب العربية أفكار هذه الجماعة، وربما لم يستغرق حكمهم في مصر عاماً واحداً رغم محاولاتهم الوصول إلى الحكم لقرابة 100 عام تقريباً.
وأوضح خبير شؤون الحركات الإسلامية أن الخلافات دبت أيضاً داخل التنظيم، وبعضها مرتبط بأمور مالية وأخرى بالمناصب، معتبرا أن تلك الخلافات قد كشفت الإخوان، مؤكداً أنه لا يجب الاكتفاء بمجرد سقوط هؤلاء من الحكم أو انكسارهم وانحساهم، لأن الإخوان وكل تنظيمات الإرهاب والعنف والتطرف مثل الجرثومة التي تنخر في الوطن والقيم الوطنية.
ورأى أديب ضرورة أن تستمر المواجهة مع الجماعة وتنظيمات الإرهاب والعنف والتطرف، موضحاً أنها ليست مواجهة أمنية فقط، وإنما على صعيد تفكيك الأفكار حتى لا يُعاد إنتاجها، وأن هذا هو الدرس المهم الذي يجب الاستفادة منه، معتبراً أن دولا مثل مصر والإمارات والسعودية كان لها الدور الأكبر في هذه المواجهة.
وفي 30 يونيو/حزيران من عام 2013 خرج المصريون في مختلف الميادين والمحافظات مطالبين بإسقاط حكم المرشد وتلك الجماعة، في ثورة شعبية تُخلّد في التاريخ أطاحت بالجماعة وامتد تأثيرها إلى دول عربية أخرى وصلت فيها لدوائر السلطة، إلا أنهم في المقابل بدلاً من المراجعة لأخطائهم اختاروا طريق العنف في مواجهة المصريين وثورتهم.
سقطوا من الذاكرة
بدوره، قال عبداللطيف حامد، مدير تحرير مجلة "المصور" المصرية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "جماعة الإخوان الإرهابية وكل التنظيمات التي تحالفت معها أصبحت خارج ذاكرة الشعب المصري الذي لم يتحمل حكمها أكثر من عام وخرجوا بالملايين، ليسقطوها جميعا".
وأضاف حامد أن الجماعة الإرهابية تشهد على مدار السنوات الماضية انقسامات وانشقاقات داخلية، لدرجة أنه لم يعد هناك مجال للحديث عن تنظيم واحد أو جماعة واحدة، فتعددت الجبهات بين جبهة لندن وأخرى في إسطنبول، أو جبهة إبراهيم منير وجبهة محمود حسين والعديد من الجبهات الأخرى، وبينهم تيارات أخرى عديدة.
وأكد حامد أن عناصر الإخوان لا وجود لهم لا في مستقبل مصر ولا حاضرها، مشدداً على أن كل من سلك طريق الإرهاب والتطرف وحمل السلاح في مواجهة الشعب المصري وأجهزة ومؤسسات الدولة لا يمكن أن يكون جزءا من أي عملية سياسية.
واعتبر الكاتب الصحفي المصري أن الشعب المصري لم يعد من الأساس يتذكر هذه الجماعة إلا قليلاً، مشيراً إلى أنهم حاولوا على سبيل المثال الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية الماضية، فجاءت الضربة الموجعة لهم بأن شارك المصريون بكثافة، لدرجة أن مصر حققت أعلى نسبة مشاركة في استحقاق انتخابي.
aXA6IDE4LjIyMi4xODIuMjkg جزيرة ام اند امز