سياسة
شائعات الإخوان بمصر.. "بضاعة فاسدة" أتلفتها الانقسامات
شائعات شكلت على مر العصور أداة إخوانية للتعتيم على وهن التنظيم والتغطية على انقساماته في تكتيك يتجدد كلما ضاق الخناق.
تكتيك بات التنظيم يجتره حتى فقد قدرته على التأثير وتحريف الرأي العام نحو بوصلة أوهامه، خصوصا في ظل الأزمة التي تطوقه وتسببت في تشظيه.
وتداولت صفحات موالية لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل مزاعم بقيام الأجهزة الأمنية بإحدى المحافظات المصرية باقتحام مسكن وتكسير محتوياته وترويع أسرته لرفضها منحهم مواد بناء مجانا.
وتفنيدا للرواية الإخوانية، أوضحت الداخلية المصرية أن عناصر من الشرطة قامت بتفتيش منزل (والده "لديه معلومات جنائية" وشقيقاه "أحدهما هارب من تنفيذ حكم بالإعدام"، نجل شقيقه)، لقيامهم بممارسة نشاط إجرامي في الاتجار بالمواد المخدرة وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص.
واستطلعت "العين الإخبارية" آراء خبراء بشأن اختيار التوقيت لتكثيف الشائعات ضد الشرطة المصرية في الوقت الحالي، وإن كان الأمر يندرج ضمن تكتيك الإخوان باللعب على وتر التضليل لإخفاء انشقاقاتها وصراعاتها على النفوذ والمال.
دليل إفلاس
يرى منير أديب، الكاتب والباحث في الحركات المتطرفة، أن الشائعات قصة قديمة جديدة بعد إفلاس الإخوان ونظامهم واشتداد الصراعات الداخلية.
ويقول أديب في حديثه لــ"العين الإخبارية"، إن الإخوان يحاولون التأثير شعبيا من خلال نشر الشائعات لإعادة جذب المصريين بعد تفرق الناس من حولهم وكشف حقيقتهم.
ولفت إلى أنهم يحاولون اغتيال الجهاز الأمني المصري معنويا بنشر الشائعات المختلفة حول النظام السياسي، معتبرا أنهم يعملون على إسقاط النظام للوصول للحكم، ولذلك فإن الحل الآن بالنسبة لهم يكمن في نشر الشائعات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
وحول الصراعات الداخلية، أوضح الخبير أن تنظيم الإخوان مشتت وضعيف، وبتزايد الصراعات الداخلية يكثف الشائعات ضد خصومه للهروب من أزماته.
الأمر ذاته، أكده الكاتب والباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم، بقوله إن الشائعات المختلفة جزء من العمل اليومي للمليشيات الإخوانية الإلكترونية لإثارة بلبلة على مستوى الرأي العام المصري.
ويضيف عبدالمنعم لــ"العين الإخبارية"، أن الجماعة تعمل على إهمال ما يحدث في العالم واستهداف مصر بالشائعات المختلفة، للهروب من الواقع الداخلي الذي تعيشه.
وبالنسبة للباحث في الإسلام السياسي، فإن هدف الإخوان هو إسقاط النظام المصري، وإظهار البلاد مليئة بالعديد من المشكلات وإثارة الأزمات المختلفة اقتصاديا واجتماعياً.
وأشار إلى ضرورة أن تتعامل الدولة المصرية مع الأزمات بشفافية وأن يتحول الإعلام للفعل بدلا من رد الفعل على شائعات الجماعة.
وأكد أنه على الإعلام تناول القضايا الخلافية للشباب فور ظهورها بدلا من تركها للتنظيم ومليشياته الإلكترونية لاستغلالها بنشر الشائعات المختلفة، أبرزها موضوع "صندوق الزواج" الأخير.
سر التوقيت
وعن سر توقيت تكثيف الشائعات، يعتبر الدكتور هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن الجماعة تحاول عبر تكثيف نشر الإشاعات والأخبار الزائفة التي تروجها، الهروب للأمام والتغطية على أزماتها وخلافاتها وصراعاتها الداخلية.
ويقول النجار في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن الهدف من وراء بث الشائعات من قبل جماعة الإخوان الإرهابية في هذا التوقيت تحديدا محاولة للتمهيد لذكرى الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، من خلال نشر شائعات وتزييف أكاذيب من شأنها دفع البعض للخروج للشارع والتظاهر.
وتابع أن هذا ما تخطط له الجماعة منذ سنوات، حيث تنتظر خروج البعض للتظاهر لاستغلال هذا الأمر دعائيا ضد الدولة وصناعة حدث تبني عليه لاحقا وفق ما تتصور بدفع بعض عناصرها لإثارة الفوضى والقلاقل مستغلة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والشكوى من غلاء الأسعار.
ولفت إلى ما يدور حول مخطط الإخوان للعودة للمشهد مجددا منذ فشلها في تحقيق ذلك عن طريق العنف والإرهاب عبر خلاياها المسلحة ولجانها النوعية وتحالفها مع القاعدة حول محاولة تثوير الشارع واستغلال بعض الأحداث والمستجدات لاختلاق حالة ثورية لا وجود لها إلا في أوهام الجماعة وخيالات قادتها.
ووفق الخبير، فإنه رغم فشل الجماعة في تنفيذ هذا المخطط مرات عديدة، إلا أنها تصر على تكرار المحاولة لأنه لم يعد في يدها أوراق غيره.
ويشير إلى أن الجماعة تعول على الانتظار والإلحاح على المحاولة لتركب موجة بعض المتحمسين أو فاقدي الأمل أو المصابين بالإحباط للإساءة للدولة وترويج شائعات حول الأوضاع في مصر لإيجاد ثغرة في الشارع تنفذ من خلالها.
وحذر النجار من أن هذه الوسيلة الوحيدة التي تمكن الجماعة من حلحلة أزمتها المعقدة والعودة لمشهد الأحداث وتجاوز تغييبها، خاصة عقب رفض عروضها للمشاركة في الحوار الوطني، وأيضا في ظل الغموض الذي يلف مصيرها في ظل التحولات التي تشهدها العلاقات التركية مع دول الإقليم.