وزير خارجية مصر يجري مباحثات مع نظيره الصيني دون التطرق لسد النهضة
أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره الصيني وانج يّي مباحثات بشأن التعاون الثنائي وعدد من القضايا الإقليمية والدولية، دون الإعلان عن أي مناقشات بشأن سد النهضة.
وفي بيان مقتضب للخارجية المصرية، نشره المتحدث باسمها السفير أحمد حافظ، قال إنه جرت مباحثات رسمية بين شكري ونظيره الصيني لبحث تعزيز التعاون بين الجانبين في عدة مجالات، وتناولا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي وقت سابق اليوم، استقبل وزير الخارجية المصري نظيره الصيني في مقر رئاسة مجلس الوزراء بمدينة العلمين شمال غرب مصر.
وكان مصدر مصري مطلع، كشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل زيارة وزير الخارجية الصيني للقاهرة، وسط حديث عن التطرق لملف سد النهضة.
وقال المصدر لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة وزير الخارجية الصيني رسمية تستغرق ٣ أيام، ويأتي على رأس وفد رفيع المستوى.
وزيارة "وانج يي" سنوية اعتاد وزير الخارجية الصيني القيام بها إلى مصر منذ عام ١٩٩١، وهو ما يعكس اهتمام بكين بتعزيز العلاقات مع القاهرة، وفق المصدر نفسه.
تعاون وتنسيق
وتعقيبا منه على الزيارة، أكد ياسر جاد الله، رئيس مركز البحوث والدراسات الصينية المصرية بجامعة حلوان، أن وجود "يي" في القاهرة يأتي في إطار متابعة اتفاقيات التعاون واللجان المشتركة بين البلدين.
وقال لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة تستهدف تعزيز سُبل التعاون بين بكين والقاهرة في عدد من المشروعات مثل القطار السريع والبرج الأيقوني في العاصمة الإدارية الجديدة، بخلاف التعاون الاقتصادي والصناعي.
الخبير المصري تحدث عن أن القاهرة من الشركاء الأساسيين للصين في مبادرة الحزام والطريق التي تسهم في تنمية مصر خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تنفذها شركات صينية في مختلف المحافظات.
وأضاف: "وبالتالي الزيارة تأتي في إطار متابعة الملفات المصرية الصينية وما تم تنفيذه وبحيث ما إذا كانت هناك عراقيل في أي ملف ليتم بحثها والعمل على حلها".
وتشهد العلاقات بين مصر والصين تطورا ملحوظا، منذ رفع البلدين العلاقات الثنائية بينهما لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014.
ومن المنتظر أن يربط مشروع القطار السريع العاصمة الإدارية الجديدة بالمدن الجديدة الأخرى حول القاهرة.
فيما يتم بناء ناطحة سحاب أو برج أيقوني يتوقع أن يكون الأطول في أفريقيا بأياد صينية ومصرية في العاصمة الإدارية.
سد النهضة
ياسر جاد الله أوضح كذلك أن زيارة وزير الخارجية الصيني لمصر تأتي أيضا في ظل مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي، موضحا أن بكين ستؤكد للقاهرة على مسألة التعامل في إطار من السلام والتفاوض بعيدا عن أي حلول أخرى.
وقبل أسبوع جرت وقائع جلسة استثنائية لمجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا وذلك بدعوة من كل من القاهرة والخرطوم.
واتخذت بكين موقفا مساندا لبناء السد، اتضح جليا في كلمة المندوب الدائم للصين أثناء جلسة مجلس الأمن.
وقبل أسبوع، قال المندوب الصيني تشانغ جيون إن بلاده تؤمن بأنه من خلال الجهود المشتركة يمكن استكمال السد وأن يكون مشروعا تنمويا يعزز الثقة المتبادلة والتعاون.
وأكدت الصين موقفها الثابت، إذ يفيد بأنه على الدول أن تحل خلافاتها من خلال الحوار على نحو يحقق الفائدة للجميع، الدول الأفريقية لديها تاريخ في حل المشاكل الإقليمية من خلال الحوار والمشاورات.
وأضاف: "مصر وإثيوبيا والسودان كلها دول مهمة في المنطقة وأصدقاء مقربون للصين، وتأمل الصين بحق أن تقوم الدول الثلاث في سياق التعاون الودي باستئناف الحوار في أسرع وقت ممكن والتوصل لاتفاق في وقت مبكر والتوصل لحل يكون مقبولاً للجميع".
والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
وترفض الخرطوم إصرار إثيوبيا على البدء بملء السد للمرة الثانية قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، قائلة إن "الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرض 20 مليون سوداني للخطر".
وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار، كما تأمل أن "يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء".
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز