بالصور.."العين" ترصد شهادات أقباط العريش عن إرهاب داعش
بوابة "العين" ترصد شهادات المسيحيين عن إرهاب داعش في العريش المصرية الذي طال 7 منهم خلال 3 أسابيع
على مدار اليومين الماضيين تركت نحو 120 أسرة مسيحية مصرية مدينة العريش بشمال سيناء متوجهين إلى مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس هرباً من إرهاب تنظيم داعش الذي قتل 7 منهم منذ 30 يناير/كانون الثاني الماضي بطرق وحشية مختلفة.
وتمتلئ بيوت الشباب بالإسماعيلية بأسر مسيحية حملت أقل القليل من متاعها تاركة ورائها جدران منازلها التي احتوت على حياة كاملة عاشوها لسنوات، إلا أن الوضع تغير وبات صعبا.
بعينين ذاهلتين تجري فيهما الدموع روت السيدة نبيلة فوزي لـ"بوابة العين" الإخبارية كيف استهدف إرهابيو داعش زوجها المسن وابنها الشاب أمام عينيها في منزلهما بمدينة العريش المصرية فجر الأربعاء الماضي .
وقالت نبيلة "نقطن في وسط مدينة العريش منذ سنوات طويلة ولم نفكر في تركها رغم الاحداث الإرهابية الأخيرة".
وأضافت "فوجئنا بطرق عنيف على بابا المنزل خرج ابني مدحت سعد حكيم لاستطلاع الأمر ففوجئ بشخصين ملثمين يحملان أسلحة آلية يدفعانه إلى داخل المنزل وأطلقا النار على رأسه على الفور ليردوه قتيلا أمامي ولم يرحموا شبابه، ليندفعا بعدها في تفتيش المنزل بحثا عن رجال آخرين فوجدي زوجي وهو رجل مسن يبلغ 66 عاما وسألوه عن عمله فأجابهم أنه رجل مسن ولا يعمل واستعطفهم فلم يرحموا شيبته وأطلقوا عليه رصاصتين أنهيا حياته على الفور".
وتابعت قائلة: "دفعوني خارج المنزل وأخذوا يسألوني عن مكان الذهب والنقود وعندما أخبرتهم أنه لا يوجد نقود أو ذهب أخذوا خاتم زواجي والقرط الذي أرتديه وسرقوا موقد الطهي وألقوا القنابل الحارقة "المولوتوف" داخل المنزل ليحرقوه وبداخله جثتي زوجي وابني وتركوني في الشارع حافية القدمين وهربوا".
وتضيف "جيراني خشوا من الخروج وبعد فرار الإرهابيين خرج بعض الشباب من المسلمين واعتلوا سطح المنزل محاولين إطفائه حتى جاءت سيارات الإطفاء والشرطة.
رامي مكرم سائق تاكسي ويملك محل لبيع أجهزة الهواتف المحمولة بعد هذا الحادث قرر ترك العريش التي ولد فيها قبل 36 عاماً، وحمل زوجته وأطفاله الثلاثة (يوسف وكراس وفادي) وفر إلى الإسماعيلية نجاة بحياتهم.
ويقول رامي: "الحوادث الإرهابية بدأت قبل نجو 3 سنوات، ولم أفكر وقتها في ترك العريش لأنها بلدي التي ولدت فيها وبها مصدر رزقي، لكن بعد أن بدأ إرهابيو داعش في استهداف بيوت المسيحيين أدركت أنه لا مفر من الخروج".
وأضاف "ذهبت إلى الإسماعيلية وأقيم لدى صديق لي، وأنتظر تسكيني بمعرفة الكنيسة ولا أعلم ما سأفعله غداً، لدي طفل في المدرسة انقطع عن الدراسة، ولا أعلم مصيره".
ويضيف رامي "شاهدت داعش يقتلون رجال شرطة وجيش وقضاء ومواطنين عاديين .. إنهم يريدون قتل المصريين كلهم ولا يستهدفون فئة بعينهم.. إجرامهم فاق الوصف".
أمير جودة هو الآخر قرر أن يحذو حذو رامي وحمل أسرته المكونة من زوجته وطفليه وتوجه إلى الإسماعيلية بحثاً عن نوم آمن لا تقطعه طلقات رصاص أو تفجيرات.
ويقول أمير لـ"بوابة العين"، إن الإرهابيين يرصدون منازل ومتاجر الأقباط ويرسلون لنا تهديدات مباشرة، وعلمت أنه بعد ترك منزلي بساعتين توجه الإرهابيون لمنزلي بحثاً عني لقتلي .. لقد نجوت بحياتي".
ويضيف أمير "نعيش منذ سنوات في ظل تفجيرات وأعمال إرهابية تستهدف رجال الشرطة والجيش ولكن الآن الاستهداف بات مباشراً لنا".
ويقول "نزحت من العريش مع 4 من أبناء عمومتي، وتركنا أخين لنا هناك لتصفية أعمالهما واللحاق بنا، لا نعلم ماذا سيحدث لنا ولكن أملنا في الله كبير".
ظريف جرجس سائق سيارة أجرة، حضر بصحبة زوجته ونجليه إلى الإسماعيلية فراراً من إرهاب داعش، لكنه ترك خلفه نجله الأكبر الطالب بكلية الهندسة بالعريش لارتباطه بامتحانات دراسية في كليته.
ويقول جرجس: "قلبي يتقطع على نجلي وأريد العودة له الآن لكنه وعدني باللحاق بي بعد أن ينهي امتحاناته لكي لا يضيع مستقبله".
ويشرد جرجس ببصره قليلاً قبل أن يقول "نحن الآن في فترة الصوم الكبير الذي يشهد الكثير من القداسات، والمؤلم أن تذهب للكنيسة في العريش لحضور قداس فتجد قسا ومعه 3 أو 4 مواطنين بعد أن الكنائس تمتلئ بالمصلين في هذه الفترة".
زوجة جرجس التي رفضت التصوير قالت "ضغطت على زوجي لكي نذهب للإسماعيلية لكنه كان رافضاً، فهناك منزلنا الذي تزوجنا فيه منذ عام 1983 وممتلكاتنا وجيراننا وأهلنا".
وما بين الأمل في العودة لمدينتهم والحسرة على ما آل إليهم وضعهم يقضي مسيحيو العريش الذي أجبرهم إرهاب داعش على الفرار من بيوتهم ومدينتهم وقتهم آملين في أن يحمل لهم الغد نهاية للكابوس الذي يعيشونه.