تمرير التعديلات يتطلب موافقة أغلبية ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب المصري، بعدها يتم دعوة الناخبين للاستفتاء عليها.
بدأ حِراك التعديلات الدستورية يتفاعل بقوة في الشارع المصري، بفضل نشاط مكثف للأحزاب وأعضاء بمجلس النواب، في القاهرة والمحافظات.
وتنوعت التحركات ما بين حملات دعائية ومؤتمرات توعوية، تؤكد أهمية التعديلات وتدعو إلى المشاركة في الاستفتاء المزمع، رغم عدم إقرار البرلمان لها بشكل نهائي حتى الآن.
ومن المنتظر أن يصوت البرلمان المصري على التعديلات التي قدمها ائتلاف الأغلبية "دعم مصر"، خلال جلسة عامة تعقد بعد انتهاء اللجنة التشريعية والدستورية بالمجلس من الصياغة النهائية للمواد المقرر تعديلها.
وأعلن مجلس النواب المصري في وقت سابق انتهاء تلك الإجراءات منتصف أبريل/ نيسان الجاري.
- مصر: أنهينا جميع الاستعدادات للاستفتاء على تعديلات الدستور
- البرلمان التركي ينفذ ثاني التعديلات الدستورية ويختار أعضاء مجلس القضاة
ويستلزم تمرير تلك التعديلات موافقة ثلثي عدد أعضاء مجلس النواب المصري، بعدها تتولى الهيئة الوطنية للانتخابات دعوة الناخبين للاستفتاء عليها.
تتضمن التعديلات المقترحة زيادة فترة حكم رئيس الجمهورية من 4 إلى 6 سنوات، كما تشمل استحداث غرفة ثانية للبرلمان المصري باسم "مجلس الشيوخ"، وزيادة كوتة المرأة بالمجالس النيابية، وتعديلات أخرى.
طرق الأبواب
ومنذ بداية الأسبوع، بدأ نواب البرلمان المصري ما أطلق عليه "حملة طرق الأبواب" في جميع المحافظات، لتوعية المواطنين بأهمية التعديلات الدستورية.
وقال صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب المصري، لـ"العين الإخبارية" إن الحملة "دورها استكمال جلسات الحوار المجتمعي التي أطلقها مجلس النواب"، مشيرا إلى أن الحملة انتهت الخميس الماضي مع جميع فئات المجتمع، حول التعديلات، حيث تم الاستماع إلى جميع وجهات النظر".
وأوضح حسب الله أن "الحملة تستهدف تعريف المواطنين بأهمية التعديلات وضرورة المشاركة".
وبدا واضحا انتشار اللافتات المشجعة على المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية المزمع إجراؤها، في معظم الميادين الرئيسية بالقاهرة والمحافظات، متضمنة شعارات وطنية مثل "المشاركة فى التعديلات الدستورية واجب وطنى، انزل وشارك وطنك محتاج صوتك".
نشاطي حزبي
وكثفت الأحزاب المصرية من نشاطها في جميع المحافظات للعمل على جمع آراء المواطنين حول التعديلات الدستورية.
وأطلق رئيس حزب "المصريين الأحرار"، عصام خليل، حملة بعنوان "رأيك يهمنا"، تتضمن ندوات لشرح التعديلات وتحفيز المواطنين على المشاركة الفاعلة والجادة في عملية التصويت.
ورصدت "العين الإخبارية" قيام قيادات وأعضاء في الحزب بعدد من المحافظات بتوزيع نسخ استبيان أعّده الحزب على المواطنين في أماكن التجمع والميادين والمقاهي والشوارع، يتضمن أبرز المواد الدستورية وتعديلها.
كما دشن الحزب بالإسكندرية حملة (نعم للدستور)، تتضمن تشكيل غرفة عمليات لتعريف المواطنين بلجان التصويت.
بدوره، نظم حزب "مستقبل وطن"، صاحب الأكثرية داخل البرلمان، عددا من الفعاليات حول التعديلات الدستورية، من بينها مؤتمر جماهيري حاشد، في قرية "بنى حميل" في محافظة سوهاج، بمشاركة لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية، وممثلين عن الأوقاف والأزهر والكنسية.
وخلال المؤتمر حذر أحمد فوزى عضو الأمانة العامة لحزب مستقبل وطن، أهالي الصعيد من "الاستماع إلى دعوات المحبطين ومروجي الشائعات، التي تستهدف زعزعة الثقة لدى المواطنين فى الحكومة، وإحباطهم من أجل عدم مشاركتهم في الاستفتاء القادم على التعديلات الدستورية"، مؤكدا أن "الحشد والخروج للتصويت فى عملية الاستفتاء مهمة وطنية وقومية هدفها مصر أولا وأخيرا".
وفي بني سويف (جنوب القاهرة)، نظم حزب "مستقبل وطن"، بالاشتراك مع النقابة العامة للعاملين بسكك حديد مصر ومترو الأنفاق، مؤتمراً حول التعديلات، بعث خلاله رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر جبالي المراغي، ما أسماه "برقية تأييد ومبايعة للرئيس السيسي باسم 30 مليون عامل أعلنوا تأييدهم المطلق للتعديلات الدستورية لاستمرار بناء الدولة".
وفي السياق أيضا، نظم حزب حماة الوطن، برئاسة الفريق جلال الهريدى، مؤتمرا جماهيريا حاشدا بمحافظة المنوفية، دعما للدولة المصرية وتأييدا للتعديلات الدستورية.
وبحسب بيان صادر عن الحزب، الاثنين، قال اللواء محمد على بلال أمين عام الحزب، إن "الحزب يدعم ويساند الدولة المصرية، ويعمل على زيادة الوعى لدى المواطنين من خلال الأنشطة والفعاليات التي يتم تنظيمها"، مناشدا المواطنين بجميع المحافظات بالنزول الى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم".
وخلال مؤتمر نظمته النقابة العامة للغزل والنسيج المصرية، أكد عبد الفتاح إبراهيم رئيس النقابة، أن التعديلات الدستورية تصب فى مصلحة المواطنين، وتهدف إلى النهوض بالوطن، وتفعيل وزيادة دور المرأة والشباب والعمال والفلاحين فى البرلمان، مؤكدا أن دستور 2014 أصابه العوار، وهمش فئة كبيرة من الشعب المصرى، والآن أن الأوان إلى التعديل.
ويعقد حزب "الحرية"، غدا الثلاثاء، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة مؤتمرا لإطلاق الحملة الرسمية لحشد المواطنين للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات تحت عنوان "خليك مسؤول شارك في الدستور".
في السياق ذاته، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لتأييد التعديلات الدستورية عن طريق ملء استمارة بالموافقة عليها، جاء فيها (الموقعون على هذا البيان من أحزاب وشخصيات عامة ومؤسسات مدنية يعلنون تأيديهم للتعديلات الدستورية، وموافقتهم عليها والتي تجري حاليا بالبرلمان المصري، ويدعون الشعب المصري بجميع فئاته إلى توزيع ذلك البيان والتوقيع عليه، وذلك في استفتاء شعبي مباشر).