مصر تحتوي "فتنة الخبز" بجراحة عاجلة
الحكومة المصرية اتخذت إجراءات عاجلة نجحت من خلالها في احتواء فتنة الخبز التي فجرها قرار لوزير التموين
لم ينضم خالد علوي إلى المحتجين على غياب الخبز ببعض مخابز محافظة الجيزة قبل يومين، حيث لم يكن وقتها يحتاج لشراء خبز، لكنه ذهب بالأمس عاقدا العزم على الاحتجاج، إذا لم يجد ما يسد به رمق أسرته الصغيرة المكونة من خمسة أفراد.
"أريد خبزا بجنيهين".. قالها علوي لعامل المخبز متأهبا للصراخ إذا جاءته الإجابة بـ "لا يوجد"، لكن المشهد عاد للهدوء مره أخرى، ولم يجد أدنى صعوبة في الحصول على احتياجاته من الخبز، بعد أن نجحت الحكومة المصرية في احتواء غضبه وغضب الآلاف عبر إجراءات عاجلة.
واندلع الغضب قبل يومين في عدة محافظات احتجاجا على تغييرات في منظومة دعم الخبز التي تطبقها مصر، والتي تحصل بمقتضاها كل أسرة مصرية على 5 أرغفة لكل فرد من الأسرة، وذلك بسعر مدعم من المخابز، وتقوم الحكومة بدفع قيمة الدعم للمخابز عن كل رغيف.
وتمنح المخابز الأسر المصرية الخبز من خلال بطاقة مخصصة لذلك، تعرف باسم "البطاقة الذكية"، وأصدرت الحكومة بطاقات عرفت باسم "البطاقات الذهبية"، منحتها للمخابز لبيع الخبز من خلالها إلى الأسر التي لم يصدر لها بعد "البطاقة الذكية" وينتظرون الحصول عليها.
وزير التموين المصري يعد بحل مشكلة الخبز خلال 48 ساعة
وآثار تخفيض الحكومة المصرية للحصة المنموحة للمخابز عبر البطاقات الذهبية من 1500 رغيف إلى 500 رغيف، احتجاجات في عدة محافظات، احتوتها الحكومة سريعا بإصدار المزيد من البطاقات الذكية، بما مكنها من خفض كمية الخبز الممنوح عبر البطاقات الذهبية.
وأعلنت وزارة التموين عن تسليم 100 ألف بطاقة ذكية جديدة لـ6 محافظات لتقليل الاعتماد على «الكارت الذهبى» الموجود فى المخابز، حيث تم تسليم 55 ألف بطاقة للمنيا، و11 ألفا للفيوم، و16 ألفا لأسيوط، و12 ألفا للجيزة، و3485 لكفر الشيخ، و2200 للوادى الجديد.
وبالتوازي مع زيادة عدد حاملي البطاقات الإلكترونية، زادت حصة الكارت الذهبي في المخابز ليصبح 1000 رغيف بدلا من 500، وهو الرقم الذي تسبب قبل يومين في زيادة الطلب على الخبز بنسبة أكبر من المعروض، فاندلعت الأزمة التي أدت لخروج بعض المواطنين للاحتجاج.
ومن جانبه، قال عبد الله غراب، رئيس شعبة المخابز، إنه تم تدارك قرار وزير التموين رفع حصة «الكروت الذهبية» المملوكة للمخابز في بعض المناطق لحل الأزمة.
وأضاف غراب في تصريحات صحفية، أنه على الرغم من أن الكمية المقررة للكروت الذهبية لم تعد كما في السابق، إلا أنه تم رفعها لتغطية الاحتياجات، ولم تعد هناك مشكلة".
وكانت احتجاجات الخبز قد آثارت اهتمام إعلامي وبرلماني غير مسبوق، وحذر كثير من مقدمي البرامج من الاقتراب من ملف رغيف الخبز لحساسيته الشديدة، وطالبوا بتوفير البدائل قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بهذا الملف، كما وصف برلمانيون الاقتراب من ملف دعم الخبز بـ " اللعب بالنار"، وطالبوا الحكومة بعدم تحميل المواطن البسيط فاتورة أي سياسات اقتصادية جديدة.
وقال النائب علي الكيال في بيان أصدره: إن القرار الذي أصدره وزير التموين سيؤدي إلى سخط الملايين من الفقراء واضطراب للأمن بسبب قرار عشوائي غير منطقي وغير مبرر.