البرلمان المصري يناقش استمرار ظاهرة التمويل القطري لبناء عشرات المساجد في مصر على الرغم من الدعم الصريح لقطر لجماعة الإخوان الإرهابية
فجرت نائبة برلمانية في محافظة البحيرة، شمالي غرب مصر، مفاجأة عن توسع القطريين في بناء عشرات المساجد بالمحافظة، ما يسلط الضوء مجددًا حول دور قطر في نشر الفكر المتطرف بمصر.
وقالت النائبة أمل زكريا إن القطريين يتوسعون في بناء المساجد بالمحافظة على أعلى طراز، حتى يكون لهم موطئ قدم بها.
وجاء هذا التحذير المدوي خلال اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب (البرلمان)، الخميس، ناقش سبل مواجهة الإرهاب بشكل شامل.
كما قالت النائبة، في تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، الجمعة، إن كبار المشايخ من قطر يتوسعون في بناء المساجد داخل البحيرة، لدرجة أنهم أزالوا اسم أحد الشهداء ويدعى "عبدالسميع إدريس" من على مسجد بأبوحمص، وتم استبداله باسم أحد القطريين بعد ترميم المسجد.
وعن حجم هذا التوسع قالت إن المحافظة شهدت بناء أكثر من 70 مسجدا، وُضِعَ عليها لافتات ولوحات تحمل أسماء مشايخ وسيدات من قطر.
وعن الهدف من بناء هذه المساجد ووضع أسماء القطريين عليها، قالت إنه لتخليد أسمائهم على أرض مصر.
وأضافت غاضبة": "وهذا الأمر مرفوض شكلاً وموضوعًا، خاصة أن قطر هي الراعية لجماعة الإخوان الإرهابية".
وطالبت النائبة بأن تكون وزارة الأوقاف هي الجهة الوحيدة المعنية بتلقي تبرعات بناء المساجد من الخارج، والإشراف عليها، وليس الدولة أو المشايخ المقدمين لتلك التبرعات.
وتعقيبًا على ذلك، أكد الشيخ محمد شعلان، وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة، أن إدارة جميع المساجد هي اختصاص أصيل لوزارة الأوقاف، ولا ولاية لأي جهة كانت على المساجد، سواء الحكومية أو الأهلية.
ولكنه رفض ربط النائبة في تحذيرها بين كون قطر ترعى الإرهاب وبين تبرعات تأتي من مشايخ منها، قائلا إن الخلاف مع قطر "خلاف سياسي وليس خلافا مع الشعب القطري".
وانتشر بناء المساجد بأموال قطرية في عدة أنحاء في مصر قبل أحداث يناير 2011، واستمرت بعدها، حتى إن أحد المساجد في البحيرة عليه لافتة تقول إنه تم تأسيسه في مايو/أيار 2017.
ويأتي نشاط مشايخ قطريين في بناء مساجد في مصر، مصاحبًا لنشاط قطري آخر، تحدث عنه مسؤولون مصريون، في سرقة آثار المساجد المصرية الأثرية.
ففي مارس/آذار الماضي قال مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هناك مافيا متخصصة في سرقة الآثار الإسلامية وبشكل ممنهج، وبيعها بمبالغ كبيرة لجهات بعينها تطلب هذه القطعة أو تلك بالتحديد.
وأضاف أن بعض البلاد العربية بها متاحف شبه فارغة، على رأسها قطر، وتريد صنع حضارة من خلال سرقات آثار مصر، وتلجأ لهذه المافيا لسرقة آثار المساجد.
واختفت بالفعل قطع أثرية من المساجد المصرية خلال أحداث يناير 2011، تم استرداد بعضها.
ومؤخرا اختفت 6 مشكاوات أثرية من داخل مسجد الرفاعي في القاهرة، ونجحت الشرطة المصرية في استردادها قبل تهريبها.