أول قائدة قطار في مصر تكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس المهمة الصعبة (حوار)
لفترة طويلة احتكر الرجال العديد من المهن والوظائف في الوطن العربي، ومنها قيادة القطارات التي تشيع ثقافة سائدة بأنها تحتاج إلى قوة عضلية وقلوب لا تخشى مواجهة المخاطر.
وفي مصر ظلّت هذه الثقافة هي المسيطرة على المجتمع حتى قررت فتيات وسيدات خوض غمار تجارب جديدة على المرأة ينتزعن من خلالها حقوقهن في العمل في مختلف المجالات.
من بين هؤلاء، المصرية إسراء ياسر، التي روت في حوارٍ من "العين الإخبارية" تجربتها كأول فتاة تقود القطار الكهربائي الخفيف في مصر (LRT).
وكشفت إسراء، صاحبة الـ24 عاماً، كيفية التحاقها بالوظيفة وموقف عائلتها منها والاختبارات والدورات التدريبية العملية والنظرية التي خضعت لها من أجل تأهليها لقيادة قطار.
وأوضحت إسراء أصعب المراحل التي مرت وكيفية قيادتها القطار وتعاملها مع الأعطال المفاجئة والحالات التي يُمنع فيها قيادتها للقطار، وإلى نص الحوار:
كيف التحقت بالوظيفة؟
رأيت إعلاناً عن طريق الصدفة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لشركة "آر. إيه. تي. بي" ديف للنقل كايرو، المسؤولة عن إدارة وتشغيل قطار العاصمة الإدارية الجديدة في القاهرة (القطار الكهربائي الخفيف LRT) يطلب قائدات قطار.
بحثت عبر الإنترنت وفوجئت بعد وجود أي فتيات أو سيدات تقدن القطارات في مصر، وفي الوقت نفسه شاهدت سيدات نجحن في هذه المهمة خارج البلاد، وحينها قررت خوض التجربة مثلهن، وبدأت أفكِّر في الأمر بشكلٍ جدي، ومن ثم تحدّثت مع أسرتي وعرضت عليها الفكرة.
وماذا موقف الأهل؟
لاقيت تشجيعاً كبيراً ولم يعارضنِ أحد من أسرتي على الإطلاق. وبعد موافقتهم أرسلت سيرتي الذاتية إلى الشركة، وتمّ قبولي.
هل خضعت لاختبارات أو دورات تدريبية تؤهلك للوظيفة؟
نعم. بعد قبولي خضعت لأكثر من مقابلة داخل الشركة وانتهت جميعها بصورة جيّدة وخضعت لاختبارات منها، قياس سرعة رد الفعل والتركيز. وبدأت بعد ذلك فترة تدريب نظرية لثلاثة أشهر، تتضمن مجموعة من الاختبارات.
كيف تمّ تدريبك عملياً على أرض الواقع؟
خلال فترة التدريب العملي كنت أتابع قائدي القطارات في أثناء القيادة، إلى أن قدت بنفسي قطاراً خالياً من الركاب رفقة مجموعة من مهندسي الشركة، واستمر تدريبي حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً، وتم تدريبي بعد ذلك على كيفية مواجهة الأعطال والأزمات وخضعت بعد هذه المرحلة لاختبار أخير، واجتزته بنجاح وحصلت على رخصتي.
ما أصعب المراحل التي مررت بها؟
مررت بمرحلتين أعتقد أنهما من أصعب المراحل التي واجهتهما؛ الأولى هي بداية التفكير في التقديم للوظيفة واتخاذ القرار، فقد كان لدي تخوف من المسؤولية الكبيرة تجاه قيادة القطار، ولكن بعد تفكير طويل اتخذت القرار بالتقديم لهذه الوظيفة.
المرحلة الثانية، وهي المرة الأولى التي أقود فيها القطار في شهر أغسطس/آب الماضي وهو مليء بالركاب، فقد كنت أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه جميع الركاب، ويجب عليّ في هذا التوقيت أن أكون على درجة عالية جداً من التركيز، وقوة الملاحظة، ورد الفعل.
حدثينا عن تجربة قيادة القطار
في غالبية الأوقات يتحرّك القطار أوتوماتيكياً، وأتابع مسار القطار والركاب عن طريق الشاشات، وفي بعض الأحيان أقود القطار بشكل يدوي.
وكيف تتعاملين مع الأعطال المفاجئة؟
الشركة تعمل بشكل دائم على تقليل الأخطاء البشرية والأخطار لأقل درجة ممكنة وزيادة عوامل الأمان للركاب وللسائقين عن طريق القيادة بنظام أتوماتيكي دون تدخل من القائد وهو نظام حماية متكامل، لكن في بعض الأحيان فقط يقوم القائد بتشغيل القطار، ولكن عن طريق توجيهات من غرفة التحكم المركزية، حيث هناك تواصل مستمر منذ بداية الرحلة وحتى نهايتها ونستقبل جميع التعليمات والإرشادات من الغرفة.
ما الحالات التي يُمنع فيها قيادتك للقطار؟
في حالة شعوري بالتعب أو الإرهاق يتم توفير بديل وأُمنع من قيادة القطار لأنها من المهن الصعبة التي تحتاج إلى مسؤولية وصلابة، ولا يوجد مجال للخطأ فيها.
ما شعورك تجاه التجربة بشكل عام؟
سعيدة للغاية وسعيدة بكوني أول فتاة مصرية تقود قطار، والتحاقي بوظيفة غير مألوفة تعتمد على الذكاء والقدرة على التحكم، ولذلك أتوجه بالشكر إلى وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق لإتاحة الفرصة لنا.
ما نصيحتك للمتقدمين للالتحاق بوظيفة قائد قطار؟
بداية، يجب أن يتحلّى المتقدم بالشجاعة وإدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لأنه مسؤول عن أرواح المئات من الركاب وأن يكون على درجة عالية من التركيز.
هل تقدم بعد التحاقك بوظيفة "قائد قطار" فتيات أخريات؟
نعم، أصبحنا الآن 6 فتيات في مصر.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز