أرجل دجاج "غنية بالفوائد".. هل تتغير العادات الغذائية للمصريين؟ (خاص)
أثارت تدوينة عن فوائد تناول أرجل الدجاج نشرتها صفحة تابعة للمعهد القومي للتغذية في مصر عبر فيسبوك سخطاً واسعاً بين المواطنين.
السخط الذي ظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي وامتد على مدار أيام رأى في التدوينة دعوة إلى تغيير العادات الغذائية.
وعلى النسق نفسه نشرت صفحات تابعة لصحف محلية على مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً عن فوائد تناول الجراد مبرزة قيمته الغذائية.
ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن دفع البعض إلى طرح بعض الاقتراحات لتغيير العادات الغذائية وهو ما قابله البعض بترحاب والبعض الآخر بالرفض والانزعاج، لذا بحثت "العين الإخبارية" عن إجابة للسؤال المحيّر: هل تتغير عادات الشعوب الغذائية بسهولة؟.
كلام فارغ
الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة عين شمس، قال إن مطالبة البعض بتغيير سلوكيات الغذاء نظراً للأزمة الاقتصادية الحالية في مصر واستبدال أرجل الدجاج أو الجراد ببعض الأطعمة الشعبية المتعارف عليها "كلام فارغ".
ويقر الخولي في حديثه مع "العين الإخبارية" بأن تغيير السلوكيات الغذائية موجود في مختلف المجتمعات، لكن هذا التغيير يأتي رويداً رويداً وبصورة بطيئة للغاية، ويحتاج في الوقت نفسه إلى تحركات كبرى كتلك التي أقدمت عليها مطاعم الوجبات السريعة في العالم حين نشرت تلك الثقافة خارج محيط أمريكا وأوروبا، واحتاجت إلى سنوات طويلة جداً لتحقيق نتائج حقيقية بالنسبة لبعض الدولة العربية ومنها مصر.
اغتراب غذائي
من ناحيتها، ترى الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن ثمّة حملة منظمة تقودها المراكز التجارية الكبرى على مستوى العالم لإحداث ما أطلقت عليه "اغتراب غذائي".
وترى زكريا في حديثها مع "العين الإخبارية" أن هذا الاغتراب نحج بشكل ما في تحقيق أهدافه، لا سيّما في المناطق الغنية لأن هذه المراكز درست بعناية شديدة الجمهور المستهدف من حملاتهم.
وتضيف: ظلت الطبقات الفقيرة الأقل إقبالاً على تغيير منحى السلوك الغذائي لأسباب اقتصادية تتعلق بضيق ذات اليد، أو تتعلق بعدم الرغبة في مواكبة "الموضة" الغذائية بوجه عام.
وتتابع: في مصر تحديداً نجح قطاع عريض من الفقراء على مدار تاريخهم في ابتكار مأكولات غنية بالمواد الغذائية، ورخيصة الثمن لمواجهة التحديات الاقتصادية المتلاحقة، لذلك أنتجوا مأكولات مثل الكشري أو تناولوا الفول كوجبة غذائية دسمة تملأ البطون وتذهب الجوع وتوفر المال.
وتعترف زكريا أن حالة "الاغتراب الغذائي"، نجحت في إحداث تأثير نوعي في العقل الجمعي للبعض، وباتوا يبتعدون عن الأكلات المصرية المتوارثة غير أن هذا الأمر احتاج إلى وقت طويل لتغييره.
وترى زكريا أن المصريين قادرون على إنتاج مأكولات ذات سعرات حرارية مفيدة، ولا يحتاجون إلى تغيير سلوكيات حياتهم الغذائية وتناول وجبات تبدو مقززة بالنسبة لهم.
اختلاف بين القرى والمدن
وترى الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع، أن التزاوج الثقافي بين الشعوب أسهم في تغيير بعض السلوكيات الغذائية، وفي المنطقة العربية نجح هذا التزاوج في تحقيق تغيير أسرع بالنسبة للوجبات السريعة تحديداً.
وحتى وقت قريب- وفق الساعاتي- لم تكن هناك مطابخ فرنسية وهندية وتركية وإيطالية في الكثير من البلدان، ولكن مع التقدم التكنولوجي وظهور مواقع التواصل الاجتماعي تحركت الأمور بوتيرة أسرع مما كانت عليه قديماً.
غير أن الساعاتي ميّزت في حديثها مع "العين الإخبارية" بين نتائج التأثير السريع في سكان الأقاليم والقرى وفي سكان العاصمة والمدن، لأن سكان المدن أكثر تفتحاً في التعامل مع المستحدثات بشكل كبير، بينما يظل سكان الأقاليم والأرياف إلى الآن أكثر تمسكاً بالتقاليد المتوارثة حتى في المأكولات لسبب يتعلق بالتربية والاعتياد، ولأن وجود المطاعم الحديثة في تلك الأماكن شحيح.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز