16 مارس.. يوم لا ينسى في حياة المرأة المصرية
منيرة ثابت تعد أول فتاة مصرية تحصل على شهادة ليسانس الحقوق، وهي أول محامية مصرية وعربية في جدول المحامين أمام المحاكم عام 1924
16 مارس/آذار تاريخ محفور في أذهان السيدات المصرية، يذكرهن دوما بالانتصارات التي حققتها المرأة في العصر الحديث، وتدريجيا أصبح هذا التاريخ بوابة المرأة المصرية للحصول على حقوقها ومكتسباتها في مجالات الحياة كافة.
منذ منتصف القرن الـ20 تصادف وقوع أحداث عدة سجلت نضال سيدات مصريات خلال يوم 16 مارس/آذار، حتى أصبح اليوم المخصص للاحتفاء بـ"المرأة المصرية".
نضال المرأة المصرية للحصول على حقوقها يعود تاريخه إلى 16 مارس/آذار 1919، عندما شاركت المتظاهرات لأول مرة في احتجاجات بالشوارع المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي، وخلال هذه المظاهرات سقطت بعضهن شهيدات الوطن، منهن حميدة خليل، ونعيمة عبدالحميد، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، ويمنى صبيح.
ومنذ ذلك اليوم تحول النضال إلى جزء من رسالة المصريات للدفاع عن حقوق بلادهن وحقوقهن.
وبعد 4 أعوام من سقوط أول شهيدة مصرية، حميدة خليل، طالبت المصرية هدى شعراوي بتأسيس أول اتحاد نسائي في مصر، لحصول المرأة على حقوقها السياسية والاجتماعية مساواة مع الرجل.
كما دعت شعراوي إلى ضرورة حصول الفتيات على حق التعليم العام في جميع مراحله الثانوي والجامعي، موجهة دعوتها إلى أساتذة القانون والسياسيين لدعمها في مطالب تغيير القوانين المصرية في الزواج والتعليم وممارسة حقوقها السياسية.
أسهمت مطالبات المناضلة المصرية هدى شعراوي في تحريك المياه الراكدة، بشأن حق المرأة في التعليم ومنحها فرصة العمل في بعض المهن المحدودة.
ورغم صعوبة تقبل المجتمع لعمل المرأة إلا أنها سجلت ريادة في بعض المجالات التي استطاعت الوصول لها، وتفوقت هيلانة سيداروس (أول طبيبة مصرية) في مجال الطب على رفقاء المهنة من الرجال.
وحصلت أول فتاة مصرية على شهادة ليسانس الحقوق، وسُجل اسم منيرة ثابت، أول محامية مصرية وعربية، في جدول المحامين أمام المحاكم المختلطة خلال عام 1924.
وربما كان التفوق العلمي والإصرار على تحقيق العدالة الاجتماعية سببا رئيسيا لحصول المرأة المصرية على حقوقها تدريجيا في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وكان أول التحاق بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة وقتها) لفتيات مصريات في 16 مارس/آذار 1928.
ومنذ عام 1923 وحتى عام 1956 لم يُسمح للمرأة المصرية بممارسة حقوقها السياسية كحق الانتخاب أو الترشح، وفي 16 مارس/آذار 1956 حصلت وقتها المرأة على حق الانتخاب والترشح، ويعد هذا الانتصار هو الأول الذي يتحقق للمرأة وفقا للدستور والقانون المصري.
وخلال الشهر نفسه الذي سمح الدستور للمرأة بالترشح نجحت المرأة المصرية في الانضمام عضوا إلى البرلمان، وانضمت المصريتان أمينة شكري وراوية عطية في 16 مارس/آذار 1956 إلى البرلمان.
وخلال حقبة الستينيات من القرن الماضي تمكنت المرأة من امتهان بعض الوظائف الرفيعة بالدولة المصرية، وهو أمر دعمته الحكومة باعتباره جزءا من خطتها لدعم الاقتصاد بشكل أكبر بعد ثورة 23 يوليو/تموز 1952.
وعلى مدار العقود الماضية، استمرت مسيرة السيدات المصريات حتى أصبحن في أرفع المناصب القيادية في جميع قطاعات الدولة المصرية، ليظل 16 مارس/آذار من كل عام يوما للاحتفاء بالمرأة المصرية على مدار التاريخ.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز