مصر تحتفل بمرور 200 عام على نشأة علم المصريات.. دخول المتاحف مجانا
تحتفل مصر بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، وهو حدث بارز مهد لفك شفرات الحضارة الفرعونية العظيمة.
واحتفالا بالحدث، قررت وزارة السياحة والآثار المصرية إقامة العديد من الفعاليات والمعارض الأثرية والثقافية المؤقتة والحملات التوعوية والترويجية على موقع الوزارة ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة لإبراز أهمية اللغة المصرية القديمة، طوال سبتمبر/أيلول وحتى يوم 27 من الشهر.
علم المصريات تأسس في 27 سبتمبر/أيلول عام 1822، وهو علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة من جميع الزوايا، من حيث لغاتها وآدابها وفنوناها.
ويعد علم المصريات واحدا من أهم علوم الدراسات الإنسانية في العالم، ولا يقتصر دراسته على الجامعات داخل مصر فقط، بل يُدرس في أكبر الجامعات بالعالم.
فعاليات الاحتفال بنشأة علم المصريات
قالت وزارة السياحة والآثار المصرية إن بمناسبة يوم السياحة العالمي ومرور 200 عام على نشأة علم المصريات سيتم "فتح جميع المتاحف والمواقع الأثرية المفتوحة للزيارة والتابعة للمجلس الأعلى للآثار مجانا الثلاثاء الموافق 27 من سبتمبر 2022".
وأضافت الوزارة، في بيان: "ويستثنى من ذلك مقابر توت عنخ امون ونفرتاري وسيتي الأول ورمسيس السادس وأهرامات الجيزة من الداخل، كما ستخفض تذاكر المتحف القومي للحضارة بنسبة 50%".
من أبرز الحملات التي أطلقتها وزارة الآثار واحدة بعنوان "تعرف على كنز في محافظتك"؛ لإلقاء الضوء وتعريف المواطنين على أهم وأميز قطعة أثرية تم الكشف عنها داخل كل محافظة مصرية.
هذا بجانب إقامة عدد من المعارض بالمتحف المصري بالتحرير، منها معرض لمجموعة مختارة من القطع الأثرية التي تلقى الضوء على الحضارة المصرية القديمة، ومعرض صور للآثار المصرية خلال القرن 19 لمجموعة من الصور الأرشيفية، ومعرض صور ثاني بمشاركة البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر.
أما الحملة الثانية فدشنتها الوزارة تحت عنوان "اللغة المصرية القديمة"، والتي تلقي الضوء على أهم علامات ورموز الكتابة الهيروغليفية ومعناها وما يمثلها في الطبيعة من إنسان وحيوان، وطيور، ونباتات، وطريقة نطقها واستخداماتها من خلال منشورات يومية.
بينما أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية أنه "يتشرف بمناسبة مرور ٢٠٠ عام على فك رموز حجر رشيد ونشأه علم الآثار المصرية بعرض ولأول مرة في مصر الطبعة الأولى من كتاب (وصف مصر)".
وتابعت: "هذه النسخة أعدها علماء الحملة الفرنسية والتي طبعت عام ١٨٠٩ وهي أول نسخة تم طباعتها من هذا العمل الفريد".
وعلى هامش الحدث، أعلنت الإدارة العامة للنشر العلمي في مصر إقامة معرض للكتب والإصدارات بالمتحف المصري ومتحف قصر المنيل في الفترة من ٢٧ سبتمبر/أيلول إلى ٢٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٢ لعرض الكتب بخصم هائل لم يحدث من قبل.
وأضافت الإدارة العامة للنشر العلمي، في بيان: "بمناسبة مرور ٢٠٠ سنة على علم المصريات سيكون سعر الكتاب موحد ٢ جنيه للكتب القديمة لطلبة الآثار والتاريخ والباحثين فى علم الآثار، إلى جانب الإصدارات الحديثة وآخر ما أصدره المجلس الأعلى للآثار".
فك شفرات حجر رشيد
قبل نحو 200 عام، نجح عالم الآثار الفرنسي شامبليون في فك طلاسم رموز الحجر الرشيد التي كانت مكتوبة باللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية) في عام 1822، بعد محاولات استمرت على مدار 20 عاما فصلت بين لحظة اكتشاف الحجر وفهم اللغة المكتوبة.
في قلعة سان جوليان بمدينة رشيد في دلتا النيل، عثر أحد الجنود في جيش نابليون بونابرت صدفة على حجر رشيد في 19 يوليو/تموز 1799 أثناء حفر أساسات لإضافة حصن.
واصطحبته الحملة إلى خارج مصر، وحصل چان فرانسوا شامبليون على نسخة من الحجر كما حصل عليها غيره من الباحثين، وعكف على دراسته باهتمام شديد واقترح أنه يتضمن نصًّا واحدًا بـ3 خطوط مختلفة.
واتضح فيما بعد أن اقتراحهم كان صائبًا، ثم نقل الحجر إلى القاهرة وأمر قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين بالحضارة المصرية في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص.
بعد فشل حملة نابليون بونابرت في مصر، أصبح الحجر ملكًا لبريطانيا بموجب شروط معاهدة الإسكندرية عام 1801، إلى جانب الآثار الأخرى التي عثر عليها الفرنسيون خلال تواجدهم في مصر وقد تم سفر الحجر إلى إنجلترا، وتم عرضه بالمتحف البريطاني بلندن في عام 1802.
حجر رشيد مصنوع من حجر الجرانوديوريت غير منتظم الشكل ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 27،5 سم، حيث فُقدت أجزاء منه في أعلاه وأسفله.
ويحمل الحجر نقشًا محفورًا على سطحه بثلاثة كتابات مختلفة الهيروغليفية، هي: لغة رسمية مناسبة لمرسوم كهنوتي، والديموطيقية أي الكتابة المصرية المستخدمة للأغراض اليومية بمعنى لغة الشعب، واليونانية وهي لغة من الإدارة حيث كان حكام مصر في هذه المرحلة من اليونانيين المقدونيين بعد غزو الإسكندر الأكبر.
والنص المحفور على الحجر عبارة عن مرسوم يؤكد دعم كهنة المعبد في منف للملك بطليموس الخامس الذي حكم من 204 إلى 181 ق.م، وذلك في الذكرى الأولى لتتويجه.
فك طلاسم حجر رشيد فتح الآفاق للتعرف على تاريخ تلك الحضارة العظيمة، عن طريق ترجمة النصوص والبرديات، ثم إنشاء علم المصريات بكل فروعه، سواء من ناحية اللغة والديانة والفنون والطب والآدب والهندسة.