مصر بين ضحايا الهجمة الإلكترونية العالمية
صحف عالمية تؤكد أن مصر كانت من بين ضحايا هجمة فيروس "الفدية" الإلكترونية التي تعرضت له 99 دولة أمس.
قالت صحف عالمية، اليوم السبت، إن مصر من بين ضحايا الهجمة الإلكترونية التي تعرضت لها مؤسسات وشركات ومستشفيات داخل 99 دولة أمس.
وبالرغم من ورود اسم مصر في التقارير التي نقلتها صحف مثل "جارديان" و"تلجراف" في بريطانيا و"نيويورك تايمز" في الولايات المتحدة، فإن الهيئات المختصة في مصر لم تصدر أي تعليق رسمي على الأمر.
ولم تذكر هذه الصحف، الجهات التي تعرضت للقرصنة الإلكترونية في مصر، ومدى تأثير الهجمات على عملها.
ووجّهت وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه) انتقادات على خلفية الهجوم الإلكتروني الواسع بعد أن انتشر برنامج خبيث بين آلاف الأجهزة بشركات ومستشفيات حول العالم خاصة في أوروبا وآسيا، عن طريق الدخول إلى الجهاز عبر ثغرة في نظام تشغيل ويندوز، والتي كانت وكالة الأمن القومي على علم بها.
والبرنامج الخبيث المعروف باسم "وانا كراي WannaCry" أصاب 45 ألف جهاز كمبيوتر في 99 دولة حول العالم، وكان أكثر تأثيرا في أوروبا وآسيا حيث ضرب العديد من المستشفيات والشركات، بينما كان أوسع نطاقا في روسيا التي أبلغت عن 1000 إصابة بالفيروس في وقت سابق من الجمعة.
ويعمل الفيروس -الذي ظهر أولا في بريطانيا حيث أصاب هيئة الصحة الوطنية البريطانية ما أثر على العديد من مستشفيات إنجلترا واسكتلندا- على إغلاق كل الملفات على الأجهزة المصابة، ويطلب القراصنة فدية مالية غالبا في صورة العملة الإلكترونية "بيت كوين"، مقابل إعادة فتح إمكانية الوصول للملفات المغلقة. (1 بيت كوين = 1682 دولار أمريكي).
وقال خبراء إن "وانا كراي" يعمل عن طريق الاستفادة من ثغرة في "ويندوز"، التي تعلمها "إن إس إيه" لكنها أبقت سرا لنفسها، مشيرين إلى أن أجهزة المخابرات حول العالم تُبقي على عشرات من نقاط الضعف والثغرات في أنظمة التشغيل لاستخدامها في تنفيذ جمع المعلومات المخابراتية أو الاشتراك في حرب أو هجوم إلكتروني.
وكشفت مجموعة تسمي نفسها "سماسرة الظل"، عن ثغرة "الويندوز" ذاتها في إبريل/نيسان الماضي بعد أن سربت مجموعة ملفات قالت وقتها إنها حصلت عليها من وكالة الأمن القومي.
لكن مايكروسوفت كانت بالفعل دعمت ويندوز بحزمة تحديث لمعالجة تلك المشكلة في مارس/آذار، أي قبل شهر من خروج الثغرة للعلن، حسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون في إدارة الرئيس باراك أوباما، تحدثوا شرط عدم ذكر أسمائهم، إن وكالة الأمن القومي أبلغت مايكروسوفت بالثغرة الأمنية في ويندوز بعد أن اكتشفتها في أغسطس/آب الماضي.
إلا أن مسؤولي الأنظمة حول العالم يبدو أنهم لم يزودوا أجهزتهم بهذا التحديث للويندوز الخاص بمعالجة ثغرة فيروس الفدية، ما ترك بعض أجهزة الكمبيوتر عرضة للإصابة، وهو ما أعطى القراصنة فرصة لاختراق كل الأجهزة التي تعمل بنظام ويندوز دون تحديث أو نظام تشغيل عتيق الإصدار.
ولم يتضح حتى اللحظة من المسؤول عن إطلاق فيروس "وانا كراي"، في وقت يقول خبراء إنها سابقة أن تستخدم مجموعة قرصنة أدوات وكالة الأمن القومي التي سربتها مجموعة "سماسرة الظل" لشن هجوم إلكتروني واسع النطاق.