آبي أحمد: دعم مصر لإثيوبيا في زراعة 20 مليار شتلة يحل أزمة سد النهضة

زراعة 20 مليار شتلة من الأشجار تساعد بصورة كبيرة في الحفاظ على المناخ وهطول الأمطار التي ستنعكس على تدفق المياه نحو دول المصب.

قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الثلاثاء، إن بلاده تأمل في دعم مصري بزراعة 20 مليار شتلة؛ ما يسهم في عدم الإضرار بمصالح القاهرة والخرطوم في ملف سد النهضة.  

• خبراء: قمة السيسي-آبي تفتح آفاق حل أزمة سد النهضة

جاء ذلك تعقيبا على سؤال لأحد نواب البرلمان حول أزمة سد النهضة مع دولتي المصب السودان ومصر، خلال جلسة بالبرلمان تابعها مراسل "العين الإخبارية".

وأضاف آبي أحمد: "شعب إثيوبيا ليست لديه أي رغبة في إلحاق ضرر بالشعبين المصري والسوداني".

وأوضح أن مشروع سد النهضة هو مشروع وطني سيادي ويُبنى بطريقة علمية وليس للدعاية السياسية.

ولفت إلى أن السد سيعود بفوائد كبيرة على دولتي مصر والسودان، منوها بأن هذا العام شهد أمطارا غزيرة؛ ما انعكس على انتظام تدفق المياه إلى دول المصب.

ودعا آبي أحمد حكومة وشعب مصر إلى دعم الجهود التي تبذلها إثيوبيا في زيادة الغطاء النباتي من خلال ثورة خضراء أطلقتها العام الماضي، بزراعة 4 مليارات شتلة.

واعتبر أن دعم مصر لإثيوبيا في هذه الجهود سيحقق المصلحة المشتركة لشعبي البلدين من خلال زيادة هطول الأمطار بفعل زيادة الغطاء النباتي.

وأوضح أن زراعة 20 مليار شتلة من الأشجار سيساعد بصورة كبيرة في الحفاظ على المناخ وهطول الأمطار التي ستنعكس على تدفق المياه بصورة كبيرة على دول المصب مصر والسودان.

وتابع: "إن لم يتم دعم زيادة الغطاء النباتي فستنضب المياه حتى لو لم يُبنَ سد النهضة".

وخلال السنوات الماضية، انخفض غطاء الغابات في إثيوبيا بفعل القطع الجائر والاعتداءات التي تعرضت لها الغابات؛ ما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في كثير من المدن والمناطق الإثيوبية التي كانت تتميز باعتدال أجوائها وهطول الأمطار التي لا تفارقها.

وأوضح آبي أحمد أنه بحث مع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، موضوع سد النهضة.

وأشار إلى لقاء مرتقب مع السيسي خلال اليومين المقبلين لإجراء المزيد من المناقشات.

وحضر رئيس الوزراء إلى البرلمان اليوم للاستماع إلى أسئلة النواب حول خطاب ملامح السياسة العامة للدولة الذي قدمته رئيسة إثيوبيا، سهلي ورق زودي، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتبني إثيوبيا سد النهضة الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، منذ عام 2011، بهدف أن تصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا من خلال توليد أكثر من 6 آلاف ميجاوات.

وتتخوف مصر من تأثير بناء السد على حصتها من المياه البالغة 55 مليار متر مكعب.

ولم تتوصل اجتماعات وزراء الري والمياه في كل من إثيوبيا ومصر والسودان بالعاصمة الخرطوم وكان أحدثها توصلها، مطلع الشهر الجاري، إلى اتفاق حول قواعد تشغيل سد النهضة وملء بحيرته بالمياه وتوقيتهما.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الطاقة الإثيوبي إن السد سيبدأ بالإنتاج نهاية عام 2020، وسيبدأ تشغيله بالكامل عام 2022.

ومن المرتقب أن يلتقي آبي أحمد والسيسي في سوتشي الروسية؛ لبحث قضية سد النهضة، وذلك على هامش قمة "روسيا-أفريقيا" في 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتعقد القمة برئاسة مشتركة بين السيسي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي تتناول تعزيز العلاقات مع القارة السمراء وسبل تطويرها.

وفي الشأن الداخلي، تعهّد رئيس الوزراء الإثيوبي، أمام البرلمان أيضا، بإجراء الانتخابات العامة في موعدها مايو/أيار المقبل، مؤكدا أن تأجيل الانتخابات سيؤدي إلى الكثير من المشاكل.

وشدد على ضرورة العمل بإخلاص من خلال بناء الثقة العامة، مشيرا إلى أن الشعب الإثيوبي لا يريد صراعات تنشأ بشأن الانتخابات، منوها بأن الشعب استفاد كثيرا من الأحداث التي شهدتها انتخابات 2005.

وأشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن المجلس الوطني للانتخابات، وهو هيئة مستقلة، أصبح أكثر قدرة على العمل والعطاء بعد التغيرات التي شملت القائمين عليه، كاشفا عن أن الحكومة خصصت ميزانية كافية للمجلس الانتخابي لجعل الانتخابات المقبلة ديمقراطية وحرة.

وفيما يتعلق بخطة الائتلاف الحاكم "الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية" للانتقال إلى حزب قومي وطني موحد عريض يضم مختلف الأحزاب الموالية له، أوضح آبي أحمد أن الخطة كانت قيد المناقشة على مدى السنوات الـ10 الماضية، وليست بالجديدة.

ونفي وجود معارضة حول هذا الموضوع من قبل الأحزاب الموالية للاندماج، لافتا إلى أن هناك بعض الأفراد والأحزاب يثيرون قلقهم بشأن توقيت الخطة ذاتها.

ويسعى آبي أحمد إلى نقل الائتلاف الحاكم الحالي "الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية" الذي تشكل عام 1989 من "جبهة تحرير شعب تجراي"، وحزبي "الأورومو الديمقراطي أ"، و"الأمهرا الديمقراطي"، و"الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا"، إلى حزب قومي وطني موحد عريض يضم مختلف الأحزاب المشكلة للائتلاف الحالي والأحزاب الموالية له في أقاليم الصومال الإثيوبي، وعفار، وإقليم غامبيلا، وبني شنقول، وجومز.