خبراء: قمة السيسي-آبي تفتح آفاق حل أزمة سد النهضة
السيسي قال إنه اتفق مع رئيس وزراء إثيوبيا على أن يلتقيا في منتجع سوتشي الروسي؛ للتباحث حول هذا الموضوع.
توقع خبراء سياسيون وبرلمانيون أن تفتح القمة المرتقبة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في موسكو نهاية الشهر الجاري، آفاقاً جديدة لحل أزمة سد النهضة.
وسيلتقي السيسي وآبي أحمد في روسيا على هامش قمة روسيا-أفريقيا، التي ستعقد يومي 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقا لما أعلنه الرئيس المصري، اليوم الأحد، تعليقاً على تعثر المفاوضات بين البلدين بشأن قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبنيه أديس أبابا على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، وتقول القاهرة إنه يهدد حصتها من المياه.
- السيسي يلتقي آبي أحمد بموسكو قريبا للتباحث حول سد النهضة
- مصر وإثيوبيا تؤكدان أهمية تجاوز معوقات مفاوضات سد النهضة
وقال السيسي إنه اتفق مع رئيس وزراء إثيوبيا على أن يلتقيا الشهر الحالي في منتجع سوتشي الروسي؛ للتباحث حول هذا الموضوع من أجل التحرك إلى الأمام والتوصل إلى حل.
وأضاف: "كرئيس للاتحاد الأفريقي ورئيس لمصر قمت بتهنئة رئيس وزراء إثيوبيا لحصوله على جائزة نوبل للسلام.. لأن العلاقة بين مصر وإثيوبيا والسودان علاقة أشقاء والاعتدال والتوازن هو أساس التعامل فيما بيننا".
وشدد على أن بلاده "تتعامل مع أي قضايا بهدوء وتوازن وحكمة"، ودعا إلى مشاركة وسيط محايد في المفاوضات "نحتكم إليه ونسمع له ونشرح له القضية ثم نرى ما هي الخطوة القادمة".
وقال طارق رضوان، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب المصري، لـ"العين الإخبارية"، إنه يتوقع أن تتمخض نتائج إيجابية عن القمة، تسهم في عودة المفاوضات من جديد على أسس عادلة، بما يضمن حق إثيوبيا في التنمية وبناء السد، من دون الإضرار بمصر وأمنها المائي.
وأضاف: "البرلمان يدعم القيادة السياسية في إدارة الملف عبر جميع الطرق"، مؤكدا أنه لن يتم التفريط في حق الشعب المصري في مياه النيل.
وتعتمد القاهرة على حصتها من مياه نهر النيل، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بنسبة أكثر 90% في الشرب والزراعة والصناعة، وتجري مصر وإثيوبيا، بمشاركة السودان، مفاوضات مكوكية منذ نحو 8 سنوات، من دون التوصل إلى نتيجة.
وأعلنت وزارة الموارد المائية بمصر، قبل نحو أسبوع، أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي ورفضه كافة المقترحات التي تراعي مصالح مصر المائية، وذلك عقب اجتماع لوزراء الموارد المائية في العاصمة السودانية الخرطوم.
وتبني أديس أبابا السد، الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، منذ عام 2011؛ بهدف أن تصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا من خلال توليد أكثر من 6000 ميغاواط، ووفقاً للمخطط سيتم الانتهاء من المشروع عام 2023.
من جهته قال حسام الدين محمود، رئيس برلمان شباب وادي النيل (مصر والسودان) وأمين عام الشباب بحزب "مصر بلدي"، لـ"العين الإخبارية"، إن القمة تمهد الطريق أمام جولة جديدة من المفاوضات وتفتح آفاقا مختلفة للحل، وتثبت نوايا مصر وحرصها على استمرار المفاوضات مع إثيوبيا، وهو نهج السياسية المصرية منذ اللحظة الأولى".
وأضاف: "مصر في النهاية ليست لديها مشكلة تجاه تحقيق التنمية في إثيوبيا، وكل أرجاء القارة الأفريقية، وعلى أديس أبابا أن تثبت هي الأخرى أنها تحرص على عدم الإضرار بتدفق المياه لمصر".
من جهته، أوضح السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن مساعي القاهرة لإدخال وسيط دولي فعال يحثّ جميع الأطراف على التحلي بالمرونة، أمر مهم لحماية المصالح المائية المصرية، وفقا للقانون الدولي، مشير إلى أن أهمية انتقال المفاوضات من مستوى ثلاثي لمجال طرح أكبر".
واستبعد حربي لـ"العين الإخبارية" أن تلجأ مصر إلى خيارات خشنة للتعامل مع الأزمة، إذ سبق وأن أعربت عن تطلعها لقيام الولايات المتحدة بدور فعال في الأزمة، بعد تصريحات للبيت الأبيض تضمن دعم الولايات المتحدة لمصر والسودان وإثيوبيا في السعي للتوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.
كما أشار الرئيس السيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر/أيلول الماضي، إلى انفتاح بلاده على كل جهد دولي للوساطة من أجل التوصل إلى الاتفاق المطلوب.