مصر على أعتاب مرحلة جديدة من اكتشافات الذهب
مصر تخطط لطرح مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية، خلال النصف الأول من مارس
يتوقع خبراء أن تشهد مصر خلال الفترة المقبلة اكتشافات جديدة للذهب وتحديدا في منطقة الصحراء الشرقية، والتي تعادل نحو 21% من مساحة البلاد.
وقال مسؤول في الهيئة المصرية للثروة المعدنية، الأحد، لرويترز، إن مصر تخطط لطرح مزايدة عالمية للتنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية، خلال النصف الأول من مارس/آذار المقبل.
وأكد المسؤول، أنه سيجري طرح الصحراء الشرقية أمام المستثمرين بنظام "البلوكات" على أن تغلق كل مرحلة بعد 4 أشهر من طرحها، وستطرح المزايدة بنظام الإتاوة والضرائب وحصة للحكومة.
وتشير التوقعات إلى أن المنطقة ربما تحوي العديد من مناجم الذهب، والتي قد تغير خريطة اكتشافات الذهب في مصر.
- بعد تأجيل لعقود.. مزايدة مصرية للتنقيب عن الذهب بالصحراء الشرقية
- الذهب في مصر والهند.. بطل الحب والاقتصاد
المهندس عمر طعيمة، الرئيس السابق لهيئة الثروة المعدنية بمصر، أكد أن الصحراء الشرقية وجنوب مصر بها أكثر من 120 موقعا للتنقيب عن الذهب الخام، وهي نقاط استخراج معروفة منذ العصر الفرعوني، وتم استغلال الكثير منها من جانب العصور التي توالت على حكم مصر.
وأكد طعيمة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن بدء استخراج الذهب من صحراء مصر الشرقية ونقاط الاستخراج بشكل عام سيحدث نقلة اقتصادية ضخمة جدًا لمصر.
ويقول الدكتور بهي العيسوي، الخبير الجيولوجي المصري، إن المصريين بذلوا مجهودات ضخمة لاكتشاف نقاط استخراج جيدة إلى جانب تلك التي اكتشفها الأجداد الفراعنة، لكن بلا جدوى.
وأكد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الصخور يتأكد احتواؤها على خام الذهب بعد مرور 700 إلى 800 سنة من تكوينها، ولذلك فإن الصحراء الشرقية وجنوب مصر فقط هي التي تحتوي على هذا الخام، وتحديدا المناطق ما بين دائرتيّ عرض 22 إلى 30 درجة.
وقال عن استخراج الذهب في مصر القديمة، إن فراعنة مصر كانوا ينقبون ويخترقون أعماق الأرض طالما كان الأكسجين يصل إلى هذه الأعماق، وبمجرد أن ينتهي الأكسجين يتوقف الحفر والتعميق.
وأضاف أن المصري القديم كان يتوقف عن التنقيب عندما تكون نسبة الذهب في الرمال 4 جرامات في الطن، لأنها تصبح عملية شديدة التعقيد والتكلفة، في حين أنه اليوم يوجد طرق لفصل المعدن عن الرمل وبالتالي أصبح استخراج كمية الذهب مهما كانت ضئيلة في طن الرمل ممكنًا.
وأشار إلى أن أبرز محاولات التنقيب في مصر كانت لشركة بلجيكية بمنجم الفواخير وانتهت سنة 1958 من القرن الماضي، حيث ظل العمل بالمنجم مستمرًا حتى زادت تكلفة التنقيب عن سعر الذهب في السوق العالمي، فأصبحت تكلفة استخراجه 3 جنيهات، بينما كان يباع في السوق بـ2 جنيه فقط.
وقال إنه بعد ذلك كانت هناك محاولات من المساحة الجيولوجية والجهات التابعة للحكومة، إلّا أننا نفتقد لرأس المال الضخم الذي تحتاجه عملية التنقيب عن الذهب، ولم تنجح هذه المحاولات كثيرًا.
وأشار إلى ان منجم السكري هو الأشهر في مصر، ويعمل في الصحراء الشرقية وتديره شركة سنتامين المدرجة في لندن.
وأكد أن نجاح كل التجارب سواء السابقة أو اللاحقة مرهون بالتكلفة، فإن تم الاستخراج بتكلفة أقل من سعر الذهب عالميًا، فذلك سوف يدر ربحًا للبلاد.
وأكد ضرورة أن يكون المنوط به عملية التنقيب والاستخراج كيانًا له خبرات عريضة في هذا المجال لضمان أعلى نسب نجاح ممكنة.