خبراء يكشفون لـ"العين" مظاهر تطور الفكر الإجرامي للجماعات الإرهابية
حول دلالات اختيار مكان الهجوم والتوقيت، وعدد الضحايا والجرحى، استطلعت بوابة "العين" آراء محللين عسكريين وسياسيين.
تفجيران متزامنان استهدفا كنيستين مصريتين في محافظتي الغربية والإسكندرية شمال مصر، وقع على إثرهما 47 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، وتشابه الهجومان الإرهابيان مع هجمات إرهابية سابقة استهدفت أهداف في شمال سيناء والقاهرة والصعيد في بعض النقاط، كما أشارا إلى دلائل جديدة تستدعي الوقوف عندها من حيث المكان والتوقيت وتتابع وقوع الهجومين في ساعات متقاربة.
وحول دلالات اختيار مكان الهجوم والتوقيت، وعدد الضحايا والجرحى، فضلاً عن انتماءات منفذي الهجومين، استطلعت بوابة "العين" الإخبارية آراء محللين عسكريين وسياسيين، أكدا على أن مصر قادرة على تجاوز هذه المحنة، كما ظهر هذا التلاحم بين النسيج المصري الواحد في أزمات وهجمات إرهابية سابقة، موضحين أن 30 يونيو/ حزيران 2013 كان دليلاً على قدرة مصر للتصدي الإرهاب.
أماكن وتوقيت التفجيرين.. سيناريو متكرر فاشل
" دلائل غاية في الخطورة" هكذا وصف الدكتور عبد السلام نوير، الخبير السياسي، دلائل الهجومين الآخرين اللذين وقعا يوم الأحد 9 إبريل/ نيسان الجاري، فالهجوم الأول استهدف كنيسة مارجرجس في طنطا في تمام الساعة 10 صباحاً بتوقيت القاهرة، والثاني وقع في تمام الساعة 12 ظهراً، مستهدفاً الكنيسة المرقسية الواقعة بمحطة الرمل بالإسكندرية، وقت ترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس أحد الشعانين، مضيفاً "وقوع تفجيرين بهذا الحجم في فترات متزامنة في ظل وجود البابا يشير إلى خطورة الموقف وتطور الفكر الإجرامي للجماعات الإرهابية لانتقال الهجوم من القاهرة ومحافظات الصعيد إلى مناطق الدلتا، كمحاولة لإثبات وجود في ظل الضربات الأمنية التي توجه للعناصر الإرهابية بمصر، وتحديداً بـ"سيناء".
وفي توقيت احتفال مسيحيي مصر بأحد الشعانين، ومحاولات مصر لاستعادة الوضع الاقتصادي واستقرار الوضع الأمني وتفكير دول أوروبية مثل إيطاليا وألمانيا وروسيا لعودة السياحة، فضلاً عن انتهاء زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لواشنطن واتفاقه المعلن مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على محاربة الإرهاب، واستعداد مصر لاستقبال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، نهاية شهر إبريل/ نيسان الجاري.. كانت التفجيرات وسيلة ومحاولة بائسة من الكيانات الإرهابية، لإثبات وجودهم وإرسال رسالة للعالم بأن الوضع غير مستقر وأن مصر غير آمنة، بحسب رؤيتي اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، والخبير السياسي، عبد السلام نوير.
واستكمل سويلم قائلاً "ضربات الجيش المصري لعناصر أنصار بيت المقدس وغيرها من المتطرفين الإرهابيين بجبل الحلال، أثارت غضب هؤلاء الفشلة البائسين بمحاولات استغلال توقيت احتفالات المسيحيين بالأعياد وتنفيذ هجمة إرهابية كما حدث السيناريو في تفجير الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية المرقسية في 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي"، مؤكداً أن الدليل هنا هو معاناة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم داعش من التراجع وتكبد خسائر فادحة في مناطق الشرق الأوسط وتحديداً في معركتهم بسوريا والعراق".
وكان اختيار محافظات الدلتا وكنيستين لهما تاريخ ومكانة، محاولة لتشتيت الأجهزة الأمنية في متابعة الهجمات، فضلاً عن اختيار اليوم ومناسبة الاحتفال المعروف بتجمع أعداد كبيرة من المصلين داخل الكنائس في هذا التوقيت، مع حضور البابا تواضروس للصلاة بالكنيسة المرقسية، يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار ووحدة تماسك الشعب المصري، بحسب تحليل اللواء حسام سويلم.
تجنيد الشباب.. مواقع التواصل واليأس والجهل
أبو أسحق المصري صاحب الـ27 عاماً، حاصل على بكالوريس تجارة، سافر إلى سوريا منذ 4 سنوات، وأبو البراء المصري البالغ من العمر 43 عاماً، مؤهل متوسط، سافر أيضاً لسوريا، هم المنفذان التي أعلنت الداخلية المصرية عن هويتهما، ليجد نوير الخبير السياسي أن داعش والجماعات الإرهابية تلجأ طوال الوقت لشريحة عمرية واحدة هي الشباب، التي يتم تجنيدهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة وبحثهم عن فرص عمل وهجرة غير شرعية، أو استغلال تدهور المستوى الثقافي والتعليمي لدى البعض.
"دافع الموت.. اليأس الشديد أو الاقتناع والإيمان الشديد"، فسر عبد السلام نوير طريقة الكيانات الإرهابية في جذب هؤلاء الشباب لحمل السلاح وإقناعهم بأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الأفضل لإنهاء حياتهم والدخول للجنة، معتبراً أن هناك تنوعاً وتطوراً في تفكير هذه الجماعات لزرع الأفكار المتطرفة بعقول الشباب.
وفي الوقت نفسه أضاف سويلم أن تنوع السلاح أصبحت حيلة تلجأ لها هذه الجماعات للهرب من أعين الأمن، ما بين عربيات مفخخة، وحزام ناسف، وقنابل ناسفة.. نفذت عدة عمليات إرهابية حول العالم وفي مصر.
أسلوب دفاعي.. التصدي لمفرخة الإرهاب
وعن مواجهة هذه الهجمات الإرهابية، اتفقا سويلم ونوير على أن هناك حلين يجب أن تتبعهما الدولة المصرية، الأول الأسلوب الهجومي وليس الدفاعي في الحل الأمني الذي ينفذ على المدي القريب، قائلين: "الحل الأمني لا غنى عنه فمن خلال التشتيت المستمر لهذه العناصر، ومتابعة الكيانات بتفكيرهم وبدرجة تطور عقولهم، مع تسريع الإجراءات الأمنية بتفعيل القوانين الرادعة للإرهاب والداعمين له".
مفرخة الإرهاب.. التصدي لكل مصادر الإرهاب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والتعليمة. هو حل ثانٍ أشارا له المحللان، مؤكدين أن الخطاب الديني والإعلامي والتعليمي يجب تنقيته، وإعادة الأفكار السليمة، مع كشف حقيقة مؤسسي هذه الجماعات أمثال حسن البنا، وسيد قطب.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز