لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يظهر منتخب مصر بهذا الشكل الهزيل في أول ظهور له في المحفل العالمي، ولكن لابد أن وراء هذا الفشل حقائق.
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يظهر منتخب مصر الوطني بهذا الشكل الهزيل فنياً وخططياً، وحتى إدارياً في أول ظهور له في المحفل العالمي "المونديال" بعد 28 عاماً، لكن هذا الشكل الذي كان وراءه اتحاد الكرة بكامل هيئته تسبب في إحباط شديد للجماهير المصرية التي كانت تأمل في طبع صورة جيدة عن الكرة المصرية دولياً، ولكن ربما هذا لم يحدث لأن القائمين على إدارة الكرة لم يكونوا صادقي النية؛ وكان هدفهم الأول جمع أكبر قدر من الغنائم استغلالاً لهذا التواجد الدولي، بينما كانت مصالح المنتخب هي آخر الاهتمامات فكانت النتيجة السلبية.
سنتحدث عن كوبر الذي قتل طموح الهجوم لدى لاعبي المنتخب؛ فأصبح منتخبنا الأقل بين منتخبات العالم في الاستراتيجيات الهجومية.
وقد عاهدت نفسي ومعي الكثير من الإعلاميين الشرفاء الذين كانوا خارج كتيبة الموالين لهذا الاتحاد وتوابعه من الرعاة والشركاء ألا نتحدث عن أي سلبيات خلال مشوار الاستعداد للمونديال؛ رغم أنها كانت واضحة وضوح الشمس لكل المتخصصين، وذلك بوازع وطني حفاظاً على استقرار المنتخب وليس حفاظاً على هؤلاء الذين تلاعبوا باسم مصر، ولم يفكروا سوى في المصالح الخاصة والفوز بأكبر قدر من المكاسب في هذه "الميغة".
لم نكن نذكر الحقائق الفنية التي كنا نعلم تماماً أنها لن تحقق إنجازاً للمنتخب في ظل حالة من انعدام العدالة للاعبين كل أحلامهم كانت ارتداء قميص الوطن، لم نذكر حقيقة العلاقة الفنية بين أفراد الجهاز الوطني ودور كل واحد منهم حفاظاً على الاستقرار.
لم يتناول الإعلام النظيف سوى ظاهرة استبعاد بعض اللاعبين الأجدر بارتداء القميص الوطني في القائمة النهائية، وبعدها اتجه لمساندة جميع المختارين طمعاً في تحقيق الإنجاز؛ الذي كنا على يقين أنه لن يتحقق طالما لم تخلص النوايا.
عاهدت نفسي ألا أتحدث عن كل الأحداث التي أحاطت بتواجد هزيل للمنتخب في كأس العالم إلا بعد انتهاء المشوار بعد مباراة السعودية، وكانت هذه السطور قبل انطلاقها بساعات قليلة، ولكن من الآن لن نخفي شيئاً عن المشجع المصري المكلوم، وسنتحدث في حلقات عن كل شيء وكل سلبية كانت وراء هذا الظهور السلبي.
سنتحدث عن كوبر الذي قتل طموح الهجوم لدى لاعبي المنتخب؛ فأصبح منتخبنا الأقل بين منتخبات العالم في الاستراتيجيات الهجومية.
سنتحدث عن استغلال اتحاد "البيزنس" للحدث لتحقيق المكاسب من كل نوع على حساب الصالح العام للمنتخب.
سنتحدث عن حالة انعدام العدالة في اختيارات اللاعبين، والتي أكد عليها كل من يفهم أو لايفهم في فنيات الكرة.
سنتحدث عن حالة التسيب التي ألمت بمعسكرات المنتخب وعدم السيطرة على الفريق قبل اللحظات الحاسمة، وبخاصة بعثة النحس التي تواجدت في كل نكسات المنتخب السابقة، وعن أزمات التذاكر التي كانت قاسماً مشتركاً أعظم في كل الارتباطات الدولية السابقة.
سنتحدث عن شركات راعية أصبحت تتحكم في كل شيء، وأصبح لها اليد الطولى في تحديد كل شيء حتى المنافسين في المباريات الودية والتدخل في كل شيء بحجة أنهم دفعوا مبالغ من أجل هذه الرعاية، ويخاصة أن هؤلاء الرعاة على علاقة مادية مباشرة بأعضاء الاتحاد، بما يخالف كل قواعد وقوانين إدارة الرياضة في أي مكان في العالم.
سنتحدث عن أداء المنتخب لتدريبه الأخير وسط سوق عكاظ، ودون أي خصوصية لمصلحة قنوات ناقلة أرادت أن تنقل على الهواء كل أسرار تدريب المنتخب دون أن يكون لأي طرف آخر من الإعلاميين الحق في لقاء اللاعبين بحجة النقل الحصري.
لن نكون صامتين أمام هذا الكم من الأخطاء، وسنتحدث عن كل ألوان الفساد عسانا نقف أمام هؤلاء المرتزقة.
* نقلا عن جريدة الجمهورية المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة