رحمة خالد أول مذيعة مصرية من أصحاب الهمم: شعاري الإصرار والاجتهاد
مثابرة.. طموح.. أمل، 3 صفات شكلت ملامح شخصية الفتاة المصرية، لتنجح في الرياضات المختلفة إضافة إلى التحاقها بالعمل الإعلامي.
"كان حلمي دائما أن أصبح مذيعة.. واليوم جاءت الفرصة"، بهذه الكلمات ظهرت الفتاة المصرية رحمة خالد لأول مرة على شاشة إحدى القنوات المصرية كمقدمة برامج، متحدية إصابتها بمتلازمة داون (اضطراب خلقي يتسبب في الإعاقة العقلية والجسدية).
وفي يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري (اليوم العالمي لذوي القدرات الخاصة) شاركت رحمة خالد كمقدمة برامج معلنة عن تحقيق حلمها الذي ظل يراودها منذ الصغر، لتصبح أول مذيعة مصرية من أصحاب الهمم.
الإصرار شعارها
مثابرة.. طموح.. أمل، 3 صفات شكلت ملامح شخصية الفتاة المصرية، لتنجح في تحقيق مراكز متقدمة في رياضات السباحة والتنس والسلة، إضافة إلى التحاقها بالعمل الإعلامي.
"كانت سعادتي لا توصف حينما ألقيت كلمة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اليوم العالمي لمتحدي الإعاقة"، بهذه الكلمات بدأت رحمة خالد حديثها مع "العين الإخبارية"، كاشفة أن شعارها في الحياة هو الإصرار والاجتهاد للوصول إلى أهدافها.
وتثني رحمة على اهتمام الدولة المصرية والرئيس المصري بأصحاب الهمم، قائلة إن كلمتها أمام السيسي كانت بمثابة دفعة قوية في مشوارها لتخطي جميع الصعوبات بداية من التأهيل الجسدي والنفسي، وصولًا إلى صقل مهاراتها ودراستها في مجال الإعلام المرئي.
وتسرد الشابة صاحبة الـ22 عاما مشوراها، قائلة "عملت منذ عامين مقدمة برامج بإحدى محطات الراديو المصري، وتحديدا في برنامج متخصص للأطفال متحدي الإعاقة، ثم جاءت فرصة العمل بالتلفاز وتلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس إحدى الفضائيات المصرية الخاصة يطلب مني الحضور لإجراء اختبار أمام الكاميرا لتحديد احتياجاتي من التدريبات في بداية يناير/كانون الثاني الماضي".
وعلى مدار شهرين تلقت رحمة خالد تدريبات مستمرة في مجال الإعلام وتقديم البرامج، لتلحق بفريق العمل بشكل رسمي كمقدمة برامج خلال الشهر الجاري، وتستكمل حديثها "بدأت التدريبات وتوقفت لفترة قصيرة لظروف دراستي في معهد الفندقة والسياحة، وتعاقدت القناة المصرية معي في ديسمبر/كانون الأول الجاري كمذيعة".
دعم مستمر
وحول دعم أسرتها لها، تشير رحمة إلى أن أسرتها تقدم دعما رئيسيا لها، خصوصا أن والدها هو من حثها على العمل في مجال الإعلام، وكان دائم التشجيع لها لصقل موهبتها وخوض التجربة رغم التحديات.
ورغم إصابة رحمة بمتلازمة داون منذ ولادتها لكن أسرتها كانت حريصة على أن تندمج داخل المجتمع، وتقول والدتها أمل عطيفة "منذ اللحظة الأولى التي شاهدت رحمة فيها علمت أنها مصابة بمتلازمة داون، بحكم عملي كأخصائية تخاطب ومعرفتي بأعراض المرض، لذا أصررت على أن تأخذ ابنتي حقها في الحياة وتهزم أي معوقات، وسرت مشوارا طويلا طوال العقدين الماضيين لعلاجها بشكل مبكر لتحسين حالتها".
وحول الخطوات التي اتخذتها والدة رحمة، تقول أمل "أصررت على إدخالها حضانة عادية حتى يصبح لديها قدرة على التعامل بشكل طبيعي وتندمج داخل المجتمع دون الشعور باختلافها، بل حرصت على إشعارها بالتميز واكتشاف مواهبها في مجالات عديدة، وبالفعل لاحظت قدرتها على المناقشة والتحدث مثل باقي أطفال عمرها، إضافة لرغبتها في التعلم لكل ما هو جديد وشجاعتها لخوض التجارب".
وتستكمل والدة رحمة قولها "بعد حصولها على الشهادة المتوسطة، فضلت عدم استكمالها للتعليم، بينما أصرت رحمة على الالتحاق بمعهد الفندقة والسياحة، وتنمية مهاراتها في المحاورة والإلقاء، وذهبت لتدريبات كثيرة في هذا المجال، حتى جاءت لها الفرصة لتحقيق حلمها الصغير وتحويله لحقيقة".
طموح لا ينتهي
طموح الفتاة المصرية لم يتوقف عند تقديم البرامج فقط، إذ تفوقت رحمة في رياضات مختلفة، محققة مراكز متقدمة خلال السنوات الماضية.
وخلال عامي 2010-2011 حصلت رحمة على المركز الأول في بطولة "السباحة للأولمبياد"، إضافة لبطولة الجمهورية عام 2010، وتمثيل مصر في مؤتمر الشباب الأول المقام على هامش البطولة الإقليمية الـ10 لذوي القدرات الخاصة في لبنان.
وبكل حماس، تقول رحمة "رغم الانشغال بالتحضير للبرنامج والاستعدادات الكثيرة لها، لكن احرص على مواظبة التدريبات الخاصة بالسباحة، من أجل تحقيق طموحي في تحقيق بطولة العالم للسباحة وتمثيل مصر في أولمبياد طوكيو 2020".
وتؤكد أمل عطيفة، والدة رحمة، حرص ابنتها لبذل مجهود في التدريبات وصقل مهاراتها في رياضات مختلفة، وتحقيق مراكز عربية ودولية، مشيرة إلى أن الأسرة تحرص على تشجيعها لخوض المسابقات وتحقيق أحلامها.
أمنيات مقبلة
وفي كل خطوة تخطوها رحمة خالد يزداد شغفها وحبها للحياة أكثر، وترسم الفتاة الصغيرة أحلامها المقبلة متمسكة بشعار "الثقة تمحو كل الصعوبات".
وتتذكر رحمة المرة الأولى التي ظهرت فيها أمام شاشة التلفاز، قائلة "عندما ظهرت أول مرة كمقدمة برامج في إحدى الحلقات على الهواء مباشرة لم أشعر بتوتر بقدر شوقي لمعرفة رد فعل الجمهور عن هذه التجربة"، مشددة على أن بذل المجهود والثقة معا يحققان الكثير.
وتختتم أول مذيعة مصرية من أصحاب الهمم حديثها "أسرتي دائما تساندني، والدتي تساندني في إعداد الأسئلة والحوارات للمشاهير والمسؤولين، ولدي الكثير من الأحلام المقبلة"، متمنية أن تجري لقاء حواريا مع الرئيس المصري.
وأصدرت مصر قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في فبراير/شباط الماضي، عقب إقرار مجلس النواب المصري بنود القانون.