طفرة مصرية في "تمكين المرأة" تقابل باستحسان مجتمعي واسع

الدكتورة منال عوض ميخائيل، أول مسيحية وثاني امرأة تتولى منصب المحافظ في مصر.

أدت الدكتورة منال عوض ميخائيل، في مصر، الخميس، اليمين الدستورية لتولي منصب المحافظ في دمياط في شمال مصر، وذلك ضمن حركة محافظين تعد الأكبر من نوعها، تضمنت تغيير 21 محافظا.

وتعد ميخائيل، أول مسيحية وثاني امرأة في تاريخ مصر تتولى المنصب الرفيع، في خطوة قُوبلت باستحسان مجتمعي وسياسي واسع، ودليل على ما تشهده مصر في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من طفرة كبيرة تجاه تمكين المرأة، ونيل حقوقها، بحسب مراقبين.

وضمت حركة التعيينات 5 سيدات بمنصب نواب المحافظ، هن: لمياء محمد عبد القادر نائبا لمحافظ الجيزة، ويسرا عطية محمد نائبا لمحافظ البحر الأحمر، ونهال محمد علي نائبا لمحافظ البحيرة، وإيمان عمر ريان نائبا لمحافظ القليوبية، وحنان مجدي نور الدين نائبا لمحافظ الوادي الجديد.

وقوبل تعيين امرأة جديدة كمحافظة في مصر بإشادة كثير من مناصري حقوق المرأة، إذ أعربت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومى للمرأة، عن عميق شكرها وامتنانها للرئيس السيسي على الثقة التي يوليها للمرأة المصرية، وإيمانه الحقيقي بمكانتها ودورها في المجتمع وبقدرتها على النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة الوطن، مؤكدة أنه "لا يمكن تحقيق التنمية بدون المرأة".

وأشادت مرسي، في بيان للمجلس، بحرص الرئيس على إعطاء المرأة مزيدا من الفرص لإثبات قدراتها وإمكانيتها، مشيدة بالارتفاع المتميز في نسبة نواب المحافظين في الحركة الجديدة، والاستمرار في وجود المرأة في منصب المحافظ والذي يؤكد نجاح التجربة، معربة عن تطلعها للمزيد في المرة المقبلة.

وتمنت مرسي للسيدات اللائي ضمتهن حركة المحافظين الجدد، بالتوفيق والنجاح وتحقيق كل ما يخدم مصر، وأن يكنّ نموذجا يُحتذى به، وخير ممثل للمرأة المصرية، وعلى قدر وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن.

وظل المنصب المهم الذي ينطوي على عدد من التحديات، حكرا على الرجال طول تاريخ مصر، إلى أن أصبحت المهندسة نادية عبده، محافظة البحيرة السابقة، أول سيدة تتولى منصب المحافظ في فبراير/ شباط 2017.

وفي أكثر من مناسبة أعلن الرئيس السيسي انحيازه للمرأة المصرية وتقديره لدورها في النهوض بالبلاد. كما أطلق على عام 2017 الماضي "عام المرأة المصرية".

 قالت الدكتورة سماء سليمان، الناشطة في مجال المرأة وخبيرة العلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس السيسي هو أول رئيس في تاريخ مصر يعين امرأة في منصب محافظ، فضلا عن تعيين سيدات في منصب نائب محافظ، وهذا له دلالته بأن القيادة السياسية لديها وعي بأهمية دور المرأة في المجتمع وعامل مهم لتنفيذ البرنامج الرئاسي وبرنامج الحكومة.

ونوهت سليمان إلى أن "استمرار المرأة في مثل تلك المناصب يعني أن هناك إصرارا من القيادة السياسية باستدامة دور المرأة في المجتمع، وأنها عامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة بالدولة المصرية".

وأكدت أن هناك تطلعات بعدد أكبر للمرأة في منصب المحافظ، أسوة بتوجيه منصب الوزيرة، حيث يوجد الآن 8 وزيرات في الحكومة المصرية الحالية، خصوصاً أن مصر لديها سيدات كفء، ويستطعن النجاح في أي منصب، حسب قولها.

والدكتورة منال ميخائيل من مواليد محافظة الغربية عام 1967، وحصلت على بكالوريوس العلوم البيطرية من جامعة بنها عام 1989، ودرجة الماجستير من جامعة الإسكندرية عام 1995، والدكتوراه في العلوم الطبية من جامعة الإسكندرية عام 1999. ونالت جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الدراسية عام 2007. وفي 2017 تسلمت جائزة اليونسكو لمدن التعلم.

وشغلت عدة وظائف منها عضو في الجمعية الطبية المصرية للدواجن، ثم تم تعيينها عام 2015 نائبا لمحافظ الجيزة، حيث تولت ملف تطوير المناطق العشوائية بمحافظة الجيزة.

وتعاني مصر، كمعظم الدول العربية، من فجوة في المساواة بين الرجل والمرأة، وفقا لمؤشرات دولية. فقد احتلت مرتبة متأخرة في مؤشر المساواة بين الرجل والمرأة لعام 2016، والصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016، إذ جاءت في المرتبة الـ32 عالميا والسابعة عربيا.