نورة الكعبي لـ"الأهرام": مصر لها مكانة خاصة في وجدان كل إماراتي
وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية تقول إن التعاون بين الإمارات ومصر يتوسع بمرور الوقت، والثقافة هي المرآة العاكسة لطبيعة العلاقات
قالت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، إن الإمارات تتمتع بعلاقات أخوية متينة مع مصر على جميع المستويات، مشيرة إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو مَن أرسى دعائم هذه العلاقة المتميزة التي تستمر عليها القيادة الرشيدة بالإمارات نظرا لمكانة مصر في وجدان كل مواطن إماراتي.
- نورة الكعبي لـ"العين": تعدد وسائط الإعلام يشجع الحوار الحضاري
- نورة الكعبي: المرأة الإماراتية عنوان للخير والعطاء
وأوضحت الكعبي في حوار لصحيفة "الأهرام" المصرية، أن العلاقات الإماراتية المصرية تكتسب خصوصية تميزها عن غيرها في العلاقات الدولية، كما أن سجل العلاقات بين البلدين حافل بالعديد من المواقف الوطنية التاريخية التي تعكس حبا متبادلا واحتراما وتقديرا يجسّد عمق الروابط بينهما.
وأكدت الكعبي أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أبوظبي في فبراير/شباط الماضي واجتماعه مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فتحت آفاقا جديدة لتعزيز العلاقات الثقافية في ظل وجود فرص تعاون واعدة تتعدد أشكالها وصورها لتشمل الفن والمسرح والسينما والمتاحف وغيرها.
وقالت الكعبي إن أواصر التعاون بين البلدين تتوسع عاما بعد آخر، والثقافة هي المرآة العاكسة لطبيعة العلاقات بين البلدين، موضحة أن الإمارات وقعت على مدى سنوات العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الجهات الحكومية المصرية المعنية بالجانب الثقافي من بينها مذكرة تفاهم بين اتحاد الكتاب بالإمارات والمجلس الأعلى للثقافة بمصر، وهناك أيضا اتفاق بين دار المعارف المصرية وبين وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، مضيفة "نعمل على تفعيل هذه الاتفاقيات لتحدث حراكا ثقافيا في كلا البلدين".
وأشارت الكعبي إلى بذل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتنسيق مع نظيرتها المصرية، جهودا مضنية من أجل دفع التعاون الثقافي بين مصر والإمارات، فضلا عن صياغة برنامج للتبادل الثقافي وزيارات ميدانية بين البلدين.
كما تحدثت الكعبي عن معرض القاهرة للكتاب، ووصفته بأنه "تظاهرة ثقافية مهمة في المشهد الثقافي العربي، ومنصة يجتمع تحت مظلتها الأدباء والكتاب من مختلف دول العالم ما يجعلها فرصة مناسبة لعرض المشاريع والمبادرات والفعاليات الثقافية الإماراتية بهدف ضمان وجود المنتج الثقافي الإماراتي في جميع المحافل الإقليمية والدولية".
وأشارت الكعبي إلى حرص الإمارات على المشاركة السنوية في المعرض تأكيدا على عمق العلاقات السياسية والثقافية التي تربط بين البلدين الشقيقين، وفي المقابل تشارك مصر في المعارض المقامة بالإمارات، لا سيما معرض الشارقة الدولي للكتاب من خلال نخبة من المثقفين والمبدعين وآلاف الكتب في شتى العلوم والمعارف، موضحة "نعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة التعاون الثقافي وتنويعه بحيث لا يقتصر على عرض الكتب بل يتعداه إلى مجالات أخرى في الفن والمسرح والسينما".
وترى الكعبي أن الثقافة والمعرفة تمثلان دورا رئيسيا في محاربة الأفكار المتطرفة من خلال نشر الوعي بين أوساط الشباب وتحصينهم من الأفكار المسمومة والسلوكيات المنحرفة، وكشف حقائق ومخاطر هذا الفكر الضال.
واستكملت: "ومن هنا تأتي ضرورة مواجهة هذه الآفة الخطيرة وتوحيد الجهود بين مختلف المؤسسات الثقافية والتعليمية وأصحاب الرأي من المفكرين والمثقفين لتأسيس خطاب ثقافي متجدد يواجه التطرف والإرهاب، ويعري هذه الظاهرة الخطيرة، وبالتالي تبرز أهمية وضع خطة ثقافية متكاملة تشمل كتابات المثقفين والأعمال المسرحية والسينمائية تبين مدى خطورة الإرهاب في هدم المجتمعات".
وقالت الكعبي إن مكافحة التطرف فكرية وثقافية بالدرجة الأولى، ما يستدعي تأسيس جبهة موحدة من مثقفي الدول العربية وفنانيها يكون دورها مساندا للحكومات العربية في مكافحة قوى الظلام، فضلا عن تفعيل الثقافة والفن والمسرح في مواجهة الإرهاب لدورها المؤثر في تشكيل الوعي وتغذية العقل وترسيخ قيم إنسانية تتسم بالتعايش والتسامح وتقبل الآخر.