عمرو واكد يثير الجدل على مواقع التواصل: "لا يوجد فرعون اسمه خوفو"
الفنان عمرو واكد يثير موجة من الغضب والاستياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد نفيه وجود ملك اسمه "خوفو" في تاريخ مصر.
موجة من الغضب والاستياء تجتاح شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" أثارها الفنان عمرو واكد، عبر حسابه الرسمي، الذي أعلن فيه أنه لا يوجد ملك فرعوني اسمه "خوفو" في تاريخ مصر، ما دفع المتخصصين والمهتمين بالتاريخ المصري القديم بالرد عليه عبر تدشين هاشتاق "مفيش ملك اسمه خوفو".
وقال واكد، عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "خوفو تعني حاجة تانية خالص مش اسم ملك، غالبا معناه به دعوة بالجلالة"، ما أثار موجة من الانتقاد لكلامه غير المتخصص، والذي لا يستند إلى أي أدلة تاريخية، وفقا لتوصيفات الصفحات المعنية بتاريخ مصر القديم وأهمها صفحة "تاريخ مصر القديم KMT" التي يتابعها عشرات الآلاف يوميا.
وعن معنى اسم "خوفو" الذي نفى الفنان عمرو واكد وجوده كملك، رد المسؤولون عبر صفحاتهم المتخصصة في تاريخ مصر القديم بأن اسم الملك "خوفو" هو تركيبة لغوية مركبة عبارة عن الفعل "خوي" ويعني يحمي، والضمير المتصل "ف"، وفي النهاية الضمر المتعلق "وي"، وأن التركيبة اللغوية "خو ف وي"، معناها "هو يحميني"، ومن نصوص ثانية عرفنا أن "هو" عائدة على المعبود "خنوم"، واسم الملك خوفو بالكامل هو "خنوم خو ف وي" خنوم خوفو ومعناها خنوم يحميني، مثل القول "ربنا حاميني".
من جانبه، أصر عمرو واكد على وجهة نظره، وغرّد مرة أخرى على صفحته الرسمية مدافعا عن موقفه وأنه يستند في ادعائه بعدم وجود ملك يسمى "خوفو" في تاريخ مصر إلى مرجع تاريخي متخصص في تاريخ مصر هو "Land of Osiris" للمؤلف ستيفين ميهلر، قائلا: "مصدري هو كتاب اسمه Land of Osiris للمؤلف Steven Mehler، ومصدره هو عبدالحكيم عويان الله يرحمه".
وتابع عمرو واكد هجومه على من ردوا عليه، قائلاً: "من أراد أن يتحدث عن تغريدتي، في حاجة إلى القراءة قليلاً، وسيفهم لاحقاً".
ورد المتخصصون على المصدر التاريخي الذي قدمه واكد قائلا: "إن الدكتور ستفين تخصصه ليس علم مصريات، وإن المصدر الذي عول عليه في الكتاب هو المرحوم (عبدالحكيم عويان) وهو دليل سياحي من نزلة السمان بمنطقة الهرم، وكلاهما ليس من علماء المصريات أو له تخصص دقيق في المصريات يسمح له بهذا الطرح".
واستعانت الصفحات المتخصصة بالعديد من المراجع والمصادر التاريخية والأثرية، والكثير من علماء وأساتذة علم المصريات الذين أرّخوا وذكروا الملك خوفو في كتاباتهم العلمية، أمثال الدكتور عبدالحليم نور الدين في كتابه "اللغة المصرية القديمة"، وقبله الدكتور سليم حسن "موسوعة مصر القديمة"، والدكتور أحمد فخري، وغيرهم من علماء المصريات.
وقدمت الصفحات المتخصصة في تاريخ مصر العديد من الأدلة التاريخية والأثرية على وجود الملك خوفو أهمها: الكتل الحجرية الموجودة في محيط هرم الجيزة الأكبر مكتوب عليها (ايري بعت مري خوفو) أي "الأمير الوراثي محبوب خوفو"، وهي تشير إلى أحد أولياء عهد الملك خوفو، بالإضافة إلى وجود آثار أخرى تحمل اسم خوفو منها التمثال الشهير للقزم "سنب" الذي يحمل اسم الملك خوفو باعتباره خدم في عهده، وموجود بالمتحف المصري.
بالإضافة إلى خاتم ذهبي تذكاري لإحياء ذكرى الملك "خوفو" مخصص لكاهن يدعى "نفر يب رع" كان كاهناً لإيزيس ولإحياء ذكرى الملك خوفو, وصنع في العصر المتأخر، وموجود حاليا في متحف بوسطن، بالإضافة إلى النقش الموجود في مقبرة الساقي الملكي "سنن كا" وشهرته "كيكي"، والذي خدم في عصر الملك خوفو، ونقش اسم الملك على جدران مصطبته بالجيزة، والتي تم نقل جدرانها لمتحف بوسطن، ونقش اسم الملك بداخل واجهة قصر في واحات الداخلة، غربي مصر، وكذلك مقبرة الملكة "مرس عنخ" الثالثة ابنة الأمير "كا وعب" ولي عهد الملك "خوفو" الذي لم يتوج لوفاته في حياة والده، وموجودة بهضبة الجيزة.
كما قدم المتخصصون دليلا حاسما آخر على وجود الملك خوفو وهو "برديات وادي الجرف" التي ذكرت اسم خوفو كثيرا، وربطته ببناء الهرم الأكبر، كما ذكرت اسم مهندس الهرم الأكبر وهو المهندس المصري "حم اون"، بالإضافة إلى بردية "خوفو والسحرة" والتي تحكي عن بلاط الملك "خوفو" بشكل أسطوري وسحري وقصص حدثت في عهد الملك خوفو، وفي وجود ابنه الأمير "جدف حور"، ما يعني أن المصري القديم تعامل في أدبياته وتوثيقاته وتسجيلاته مع خوفو باعتباره ملكا تاريخيا وليس شخصية وهمية كما صور الفنان واكد في تغريدته.